فيما قرر البنك المركزي خفضاً جديداً للفائدة يعود بها إلى مستويات ما قبل الحرب على أوكرانيا، كشفت بيانات البنك عن أن احتياطيات روسيا الدولية زادت خلال أسبوع بواقع 1.7 مليار دولار، أو بنسبة 0.3%.
وأظهرت البيانات أن الاحتياطيات التي تشمل ذهباً ونقداً أجنبياً بلغت في 3 يونيو (حزيران) الجاري مستوى 591.3 مليار دولار، حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم»، مساء الخميس. وخلال العام الماضي، صعدت الاحتياطيات بنسبة 7.5%، وبلغت بحلول العام الجاري 598.8 مليار دولار.
واحتياطيات روسيا الدولية أصول أجنبية عالية السيولة، تشمل النقد الأجنبي والذهب وحقوق السحب الخاص. وفي وقت سابق، لفت «المركزي الروسي» إلى أنه تم تجميد نحو 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا نتيجة للعقوبات الغربية.
وفي تحرك قوي، قرر البنك المركزي الروسي، خلال اجتماع مجلس إدارته أمس (الجمعة)، خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 150 نقطة، لتعود إلى 9.5%، وهو نفس مستواها قبل الرفع الحاد الطارئ إلى 20% تزامناً مع غزو أوكرانيا.
وخفض «المركزي» توقعاته للتضخم للعام الجاري إلى ما بين 14 و17%، من مستوى سابق بين 18 و23%. وبالنسبة لعام 2023 توقع مستوى 5 إلى 7%، على أن يبلغ 4% في 2024، وعقب قرار «المركزي الروسي» صعدت العملة الروسية وسجلت مستوى دون 58 روبلاً للدولار.
وبالتوازي مع البيانات الروسية، قال مبعوث أمن الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين للمشرعين خلال جلسة يوم الخميس إن عوائد روسيا من الوقود الأحفوري ربما تزيد حالياً عنها قبل فترة وجيزة من غزو أوكرانيا، إذ عوضت الزيادات في الأسعار العالمية تأثير الجهود الغربية للحد من مبيعاتها.
وفي معرض رده على سؤال باللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ بشأن أوروبا والتعاون الأمني الإقليمي عمّا إذا كانت موسكو تجني الآن أموالاً من مبيعاتها من النفط الخام والغاز أكثر مما كانت تحققه قبل شهرين من بدء الحرب، قال هوكشتاين: «لا يمكنني إنكار ذلك».
واتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حظر واردات النفط الروسي وفرضا عقوبات متصاعدة لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا. وفي حين أن هذه التحركات أبطأت التداول العالمي في الوقود الأحفوري الروسي، فقد تسببت في ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية. واقترب سعر خام برنت يوم الخميس من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر متخطياً 123 دولاراً للبرميل.
وأشار هوكشتاين إلى أن زيادة الطلب العالمي على النفط من الدول المستهلكة مع رفع قيود جائحة «كوفيد - 19» كانت «أكبر بكثير وأقوى مما توقعه أي شخص». وفي الوقت نفسه، تمكنت روسيا من بيع المزيد من الشحنات إلى مشترين آخرين، ومن بينهم مستهلكا الطاقة الرئيسيان الصين والهند، من خلال عرض النفط بأسعار أقل من مصدّرين آخرين.
وقال هوكشتاين إنه في حين أن المبيعات الروسية للصين والهند كانت بأسعار أقل مقارنةً بأسعار الإمدادات من البلدان الأخرى، فإن ارتفاع أسعار السوق العالمية يعني أن عوائد روسيا من المرجح أن تكون أعلى الآن.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في مايو (أيار) إن عوائد النفط الروسية ارتفعت 50% منذ بداية العام، لتصل إلى 20 مليار دولار شهرياً، مع حصول الاتحاد الأوروبي على الحصة الكبرى من صادراتها. ومن المتوقع أن يسري حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي بشكل كامل في نهاية العام، ويمكن أن يخفض ذلك من العوائد الإجمالية.
وفي غضون ذلك، أفاد تقرير إخباري، أمس (الجمعة)، بافتتاح أول جسر سريع بين روسيا والصين، ليربط مدينتي بلاغوفيشتشينسك الروسية وهيهي الصينية. وذكرت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية التي أوردت التقرير، أنه شارك في حفل الافتتاح عدد من كبار المسؤولين الصينيين والروس، عن بُعد.
وارتفع التبادل التجاري بين روسيا والصين في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى أبريل (نيسان) 2022 بنسبة 25.9%، ليبلغ 51 مليار دولار، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وزادت صادرات الصين إلى روسيا بنسبة 11.3% على أساس سنوي، لتصل إلى 20.24 مليار دولار، بينما ارتفعت صادرات روسيا إلى الصين بنسبة 37.8% لتبلع 30.85 مليار دولار. والعام الماضي، زاد التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 35.8% ليصل إلى مستوى قياسي، استقر عند 146.887 مليار دولار.
رغم الحرب والعقوبات... ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية
عوائد قياسية للطاقة
رغم الحرب والعقوبات... ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة