بينما كان ميلان ينافس بقوة للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة الأولى منذ عام 2011. كان هناك لاعب واحد فقط من بين لاعبي الفريق الذي فاز بلقب الدوري في ذلك العام، وهو زلاتان إبراهيموفيتش. يقول فيكايو توموري إن المهاجم السويدي العملاق قال لزملائه في ميلان: «يا رفاق، إذا فزنا باللقب فكونوا مستعدين، لأن الأمر سيكون جنونياً». وبعدما نجح توموري وزملاؤه في الفوز على ساسولو في الجولة الأخيرة من الموسم وحسم لقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة التاسعة عشرة في تاريخ النادي العريق، احتفل اللاعبون مع الجماهير العريضة من خلال ركوب حافلة مكشوفة في الليلة التالية. تختلف التقارير، لكن بعضها يشير إلى أنه كان هناك ما يصل إلى مليون مشجع في الاحتفال، وهو ما أدى إلى تحرك الحافلة ببطء شديد وهي تشق طريقها إلى ساحة «ديل دومو» من كاسا ميلان، المقر الرئيسي للنادي، وسط احتفالات صاخبة ومشاعر استثنائية.
يقول توموري: «لم أر شيئاً في حياتي كهذا من قبل، فقد كانت هناك أعداد هائلة من البشر، وبالتالي استغرق الأمر ساعات لكي نقطع مسافة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أو خمسة كيلومترات. لا يمكنني أن أصف حقاً شعوري وأنا أرى كل هؤلاء الناس في الشوارع». لم يكن كثيرون يؤمنون بقدرة ميلان على التفوق على منافسه في المدينة إنتر ميلان، خاصة أن ميلان يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب الذين لا يملكون أسماء كبيرة في عالم كرة القدم (باستثناء إبراهيموفيتش)، خاصة أن المدير الفني للفريق، ستيفانو بيولي، كان يعتمد على أربعة لاعبين قليلي الخبرة في الخط الخلفي. وكان توموري، البالغ من العمر 24 عاماً، يلعب كقلب الدفاع إلى جانب بيير كالولو، البالغ من العمر 21 عاماً، في حين كان ظهيرا الجنب هما ديفيد كالابريا، البالغ من العمر 25 عاما، وثيرو هرنانديز، البالغ من العمر 24 عاماً.
توموري... من مقاعد البدلاء في تشيلسي إلى نجم ساطع في ميلان (غيتي)
من المؤكد أن الضغوط كانت هائلة على هؤلاء اللاعبين الشباب وهم يلعبون بقميص نادٍ عريق مثل ميلان، لكنهم أنهوا الموسم كأفضل خط دفاع في المسابقة، ولم تهتز شباك الفريق بأكثر من هدف إلا في 11 مباراة. يقول توموري عن ذلك: «لم يتوقع أحد أن نفعل ذلك. وبالتالي، فعندما فعلنا هذا، كان الشعور أفضل، لأننا بشكل ما أثبتنا أن الناس كانوا مخطئين، وكان الأمر رائعاً بالنسبة لنا جميعاً. لقد كنا نعلم أنه يمكننا القيام بذلك». انتقل توموري إلى ميلان قادماً من تشيلسي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، بعد أن لعب النصف الثاني من الموسم السابق مع النادي الإيطالي على سبيل الإعارة. لقد أصبح أحد الركائز الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة ميلان تحت قيادة بيولي، وساعد الفريق بفضل سرعته الفائقة على الاعتماد على الضغط العالي من الأمام على المنافسين، كما يمتاز بالشراسة والقوة وحسن التوقع والتركيز الشديد والوعي الخططي والتكتيكي.
وبعد هذه المستويات الاستثنائية، انضم توموري إلى قائمة المنتخب الإنجليزي للمشاركة في مباريات دوري الأمم الأوروبية، والتي انتهت أولى المواجهات بهزيمة مفاجئة أمام المجر بهدف دون رد يوم السبت الماضي. وستكون المباراة الثالثة، من بين المباريات الأربع التي سيلعبها المنتخب الإنجليزي، أمام إيطاليا على ملعب «مولينو» السبت المقبل. لقد سبق أن انضم توموري إلى قائمة المنتخب الإنجليزي بقيادة المدير الفني غاريث ساوثغيت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما لعب مباراته الدولية الثانية بديلاً في المباراة التي سحق فيها المنتخب الإنجليزي نظيره أندورا خارج ملعبه بخماسية نظيفة. وكانت مشاركته الأولى مع منتخب «الأسود الثلاثة» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بديلاً في المباراة التي فازت فيها إنجلترا على كوسوفو بأربعة أهداف دون رد.
لقد شعر كثيرون بالدهشة عندما لم ينضم توموري إلى قائمة المنتخب الإنجليزي في مارس (آذار) الماضي، لكن الأمر يبدو جيداً بالنسبة له الآن مع انضمامه إلى قائمة منتخب بلاده في التجمع قبل الأخير قبل انطلاق كأس العالم في قطر في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني). من الواضح أنه يتم اختيار توموري بديلاً لتيرون مينغز، ومن المرجح أن يدخل في منافسة شرسة مع كل من كونور كوادي ومارك غويهي وبين وايت من أجل الدخول في القائمة النهائية.
يقول توموري عن ذلك: «إذا لم يتم استدعائي، فأنا لا أفكر كثيراً فيما حدث. لم أشعر بالذعر عندما لم يتم اختياري لمعسكر المنتخب في مارس (آذار) السابق، وكنت أركز فقط على ما أقدمه داخل المستطيل الأخضر وعلى مساعدة ميلان.
لكن عندما يتم اختياري فإنني أبذل قصارى جهدي من أجل الاستمرار ضمن القائمة». يحب توموري وجهة النظر الإيطالية التي تتعامل مع الدفاع على أنه فن، ويستمتع باهتمام بيولي بأدق التفاصيل، فضلاً عن الدردشة مع باولو مالديني، المدير التقني لميلان. يقول توموري: «رأيت فرانكو باريزي بعد المباراة الأخيرة، وكان من الرائع بالنسبة لي أن أرى هذه الأساطير من حولي».
ويضيف: «الطريقة التي يتصرف بها المدافعون في إيطاليا رائعة، حيث يفكرون في المقام الأول والأخير في عدم مرور المنافس منهم. هناك أشياء صغيرة يخبرني بها المدير الفني تتعلق بكيفية غلق المسافات أمام المنافس، أو عدم السماح بحدوث هذا الشيء أو ذاك، أو ما يتعلق بطريقة التدخل على المنافس داخل منطقة الجزاء». ويتابع: «انظر مثلاً إلى الطريقة التي يلعب بها ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني، فهما يمتلكان ذكاءً كبيراً للغاية في التعامل مع المنافسين، وكأنهما يلعبان في الشارع. إنهما يجبران الحكم على إطلاق صافرته كثيراً حتى لا يتمكن المنافس من المرور، وحتى لو مر المنافس فإنهما يتدخلان عليه بطريقة صحيحة من أجل استخلاص الكرة. يتعين عليك أن تتأكد من أنك تقف على قدميك وأنك تتمركز بشكل صحيح حتى تتمكن من استعادة الكرة وعدم ارتكاب أخطاء».
يتذكر توموري مشهداً مختلفاً من الاحتفالات خارج ساحة «ديل دومو» في صيف العام الماضي، وإن كانت الاحتفالات هذه المرة مؤلمة بالنسبة له، حيث كان الإيطاليون يحتفلون بفوز منتخب بلادهم على إنجلترا في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل فريق. يقول توموري: «عندما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل، كنت لا أزال أشعر بالتفاؤل ولم أيأس أبداً. لكن خلال تسديد ركلات الترجيح، كان من الصعب مشاهدتها. كنت بالقرب من ساحة ديل دومو، وبطريقة ما كان من الرائع رؤية وهم يحتفلون. ولكن الأمر المحزن أني كنت قريباً من هذه الاحتفالات».
ويضيف: «لكن في الحقيقة لم أتمكن من الخروج من هناك بالسرعة الكافية. لقد شعرت كيف كان الأمر في إنجلترا بعد تقدمنا في النتيجة، فقد كان الأمر جنونياً. ثم رأيت إيطاليا تحتفل بعد النهائي، وقد كان ذلك بالتأكيد دافعاً كبيراً بالنسبة لي». لن تشارك إيطاليا في نهائيات كأس العالم القادمة بعد خسارتها في ملحق الصعود أمام مقدونيا الشمالية في مارس (آذار) الماضي. يجيد توموري التحدث باللغة الإيطالية بشكل مثير للإعجاب، ويشير إلى أن كلمة «مقدونيا» تترجم بلغته الجديدة إلى «سلطة فواكه»، وهو ما يؤدي إلى حدوث مواقف صعبة في غرفة خلع الملابس التي تضم زميليه في فريق ميلان ساندرو تونالي وأليساندرو فلورنزي، اللذين كانا ضمن المنتخب الإيطالي الذي فشل في الصعود إلى المونديال.
يقول توموري: «كان تونالي وفلورنزي جزءا من المنتخب الإيطالي، لذا أحضر بعض المشجعين المقدونيا (سلطة فواكه) إلى ملعب التدريب. كانت الصحف تطالب الجماهير بالتوقف عن ذلك، لكن الناس كانوا يقولون: حسناً، لقد خسرنا أمام سلطة الفواكه!» ويختتم النجم الإنجليزي الشاب حديثه قائلاً: «تم التعامل مع الأمر على أنه مزحة، لكنه كان غريباً بعض الشيء، حيث لم يكن أحد يتوقع خسارة المنتخب الإيطالي».
توموري: وظيفة المدافع الأساسية في إيطاليا عدم مرور المهاجم
مدافع منتخب إنجلترا يتحدث عن فرحته بفوز فريقه بلقب الدوري وإعجابه ببونوتشي وكيليني
توموري: وظيفة المدافع الأساسية في إيطاليا عدم مرور المهاجم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة