Top Gun: Maverick «توب غن: مافريك»
إخراج: جوزيف كوزينسكي | Joseph Kosinski
الولايات المتحدة (2022)
أكشن | عروض: عالمية
(وسط)
معظم ما نشاهده على شاشة «توب غن: مافيريك» لا يعدو أكثر من استعادات لعواطف معلّبة ومشاهد نمطية معالجة بما تصبغه آخر نظم المؤثرات البصرية مع إتقان شامل للتوليف في مشاهد المعارك (أكثر من سواها) ومكساج الصوت وتلك الموسيقى التي، من حسن الحظ، لا تترك تأثيراً دامغاً بحيث ترتفع فوق مشاهد التشويق عوض أن تُصاحبها.
إنه كابتن ميتشل، الملقّب بـ«مافريك» كما يقوم به جيداً توم كروز. في البداية نراه يختطف طائرة حربية متقدّمة (من نوع Darkstar Hypersonic) ليختبرها. يعود بعد أن انفجرت بسبب تجاوز مافريك السرعة المقررة لها وهبط منها ناجياً. يُعاقب بإرساله ليدرّس فريقاً من نخبة طيّاري البحرية الأميركية. السبب في هذا العقاب المخفف هو أنه جرّب الطائرة وقدراتها بنجاح لا يمكن معه إنزال عقاب صارم به. هذا ما يحدث لاحقاً عندما يخرج مافريك مجدداً عن التعليمات فيقول له رئيسه إنه لا يدري إذا ما كان سيعاقبه أو سيكافئه.
ما بين طلعة مافريك الأولى في بداية الفيلم والهجوم الأخير على مختبر نووي «سرّي» للعدو غير المٌسمّى، هناك حكاية الأستاذ والتلامذة. مافريك سيقود فريقه في بهلوانيات فضائية وسيصيبهم - افتراضياً - واحداً تلو الآخر، فهو الأفضل بينهم. هذا ما يوعز بالسؤال: كيف أن الفريق الذي يدرّبه هو «نخبة النخبة» إذا ما كان أفراده ما زالوا يحتاجون لمهارة مافريك وليسوا قادرين على النيل منه خلال التدريبات؟ لا يُسمّي الفيلم اسم الدولة العدو لكنه لا يمكن أن يكون الصين ولا يمكن أن يكون روسيا - لأسباب داخل الفيلم وخارجه - وهذا يعني أن إيران هي المقصودة. مشاهد ربع الساعة الأخيرة ترينا كيف نفّذت أربع طائرات أميركية (تقودها طائرة مافريك) غارة ناجحة على ذلك المعقل الكامن تحت الأرض وكيف نجا حتى من بعد إسقاط طائرته وطائرة زميل له. كل هذا يسفر عن تشويق مناسب لما يتوقعه هواة النوع ومنتطري الفيلم تحديداً.
توم كروز هو المحتفى به داخل الفيلم، تبعاً للأحداث، وخارجه تبعاً لنجوميّته. علاقات مافريك في الفيلم مستمدة من الماضي، مثل علاقته بحبيبة سابقة (جنيفر كونيللي) والطيّار الذي لم يغفر له مقتل والده، وتلك بينه وبين الأدميرال السابق (فال كيلمر). لكنها عواطف نمطية مبنية على تبادل لقطات في توقيت مناسب للإيحاء بالمشاعر الذاتية.
ليس هناك عمق فعلي لا في شخصيّته ولا في شخصية أي آخر، بل تبسيط المسائل وعدم تحويل المفارقات إلى مناسبة لتعميق الشخصيات بل لتحريكها فقط.
Kurt Vonnegut: Unstuck in Time كيرت فونيغَت: غير ملتصق بالزمن
إخراج: روبرت وايدي |
Robert Weidi
الولايات المتحدة (2022)
تسجيلي | عروض: أوروبية
(وسط)
الدافع لمشاهدة فيلم عن المفكر والروائي الأميركي كيرت فونيغَت كان عليه أن يبقى في إطار هذه الشخصية الفذّة. عوض ذلك يختار المخرج وايدي أن يزج بنفسه في الموضوع منذ البداية. بذلك لا يعد الفيلم عن فونيغَت وحده، بل عن المخرج وكيف أنجز هذا الفيلم التسجيلي الطويل عنه بعد ثلاثة عقود من المحاولة.
إلى حد، يكاد الفيلم أن يستفيد من ازدواجية المعالجة: فيلم عن شخصية كبيرة وعن كيفية صنع الفيلم أيضاً. لكن مع مضي وايدي باستغلال الفرصة للحديث عن نفسه ينقلب الموضوع إلى رغبة لتحقيق الذات أكثر منه لبحث أعمال فونيغَت وأفكاره. ليس إنها غائبة، لكنها مُعالجة بخفّة في نصف الفيلم الأول قبل أن تغوص أكثر في ذات المؤلف وتاريخه ومواقفه مع أفراد عائلته. لا ريب أن طريقة صنع الفيلم المزدانة بفورمات تعبيرية متعددة (استخدام رسوم، مونتاج من وثائق وتسجيل آني... إلخ) تبقي الفيلم في حركة دؤوبة، لكن من يعرف القليل عن فونيغَت سيريد معرفة أكثر مما يرد هنا ليكتشف أن الفيلم هو عن المخرج أساساً والمؤلف ثانياً.