ساحرة بريطانية تستغل مهاراتها لحماية البيئة

ميغان سوان تعرض خدعة سحرية في لندن (رويترز)
ميغان سوان تعرض خدعة سحرية في لندن (رويترز)
TT

ساحرة بريطانية تستغل مهاراتها لحماية البيئة

ميغان سوان تعرض خدعة سحرية في لندن (رويترز)
ميغان سوان تعرض خدعة سحرية في لندن (رويترز)

الحيل السحرية التي تقوم بها ميغان سوان ليست معتادة، إذ تحمل رسالة في طياتها، حسب «رويترز». وعندما ولدت في عام 1992. كان عالم السحر الذي هيمن عليه الرجال في المعتاد قد بدأ للتو يسمح للنساء بالانضمام لرابطة السحرة.
ولما وصلت الآن للثلاثين من عمرها، أصبحت سوان الساحرة الوحيدة وأصغر ساحر يرأس الرابطة، لكنها تستغل موقعها ومهاراتها السحرية في زيادة الوعي بمشكلات تغير المناخ والبيئة.
ودرست سوان الحفاظ على الحياة البرية في الجامعة، وتزايد قلقها من المشكلات الضخمة التي تواجهها الطبيعة والافتقار في الوقت ذاته للتحرك المناسب.
وقالت: «أحد الأشياء الأساسية التي أدركتها من شهادتي الجامعية هو مدى أهمية التعليم البيئي. لدينا الكثير من الحلول لمواجهة تلك المشكلات لكننا لا ننفذها». وبدأت في ابتكار حيل تنطوي على رسالة بيئية لتقوم بعرضها في المدارس.
وشرحت تقول: «أستخدم السحر كوسيلة للتواصل. إنه طريقة لجذب الانتباه وإيصال الرسالة بطريقة ممتعة». وحصلت سوان على أول مجموعة للألعاب السحرية وهي في الخامسة من عمرها وقالت إن إحدى حيلها السحرية المفضلة لديها تقوم على عرض ثلاثة أثواب تمثل النباتات والحيوانات والحشرات وتبدأ بأطوال متساوية في إشارة للتوازن البيئي.
وقالت: «ومع حديثي عن تلك القضايا التي يواجهها العالم والتي تسبب فيها البشر بشكل أساسي، تختلف أطوال تلك الأثواب... ثم أتحدث عما يمكن أن نفعله للمساعدة في إعادة تلك العناصر لتوازنها الأصلي، بأطوال متساوية».


مقالات ذات صلة

الإعصار «لي» يصل كندا ويتسبب في انقطاع الكهرباء

العالم أميركيون يعبرون الطريق وسط الرياح والأمطار من إعصار «لي» في ولاية «مين» (أ.ف.ب)

الإعصار «لي» يصل كندا ويتسبب في انقطاع الكهرباء

وصل الإعصار «لي» محملاً برياح قوية إلى الأجزاء الواقعة في أقصى غرب إقليم نوفاسكوشيا في كندا، وتسبب في غرق الشوارع وسقوط الأشجار.

شمال افريقيا سيارات في درنة الليبية جرفتها المياه المتدفقة إلى البحر المتوسط (أ.ف.ب)

جهود دولية مكثّفة لدعم ليبيا بعد الفيضانات

تسارعت الجهود الدولية لمساعدة ليبيا بعدما أودت فيضانات أشبه بتسونامي بحياة 4 آلاف شخص على الأقل، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

«الشرق الأوسط» (درنة)
تكنولوجيا أظهرت التجارب قدرة الهيدروجين السائل على توسيع نطاق طائرة «HY4» إلى مسافة تبلغ 1500 كيلومتر (H2FLY)

أول رحلة طيران بالهيدروجين السائل في العالم لمسافة 1500 كلم

شركة «H2FLY» الألمانية تنجح بإجراء أول رحلة تجريبية في العالم لطائرة كهربائية تعمل بالهيدروجين السائل.

نسيم رمضان (لندن)
بيئة مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الأحياء إريك ماريشال بالقرب من إيتوكورتورميت في مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند في 18 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

بعثة علمية تدرس المنظومة البيئية المعرّضة للخطر في أكبر مضائق غرينلاند

يشق المركب الشراعي «كاماك» طريقه بين الجبال الجليدية في مضيق سكورسبي في غرينلاند، وعلى متنه علماء يعملون على درس المنظومة البيئية المعرّضة للخطر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم أطفال عند وصولهم لحضور اليوم الأول من المدرسة الابتدائية في تمبلوكس ببلجيكا في 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

لجنة أممية تؤكد حق الأطفال في بيئة نظيفة وصحية

أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى الاثنين أنّ لجميع الأطفال الحق في بيئة نظيفة وصحية في وقت تزداد فيه الدعاوى التي يرفعها شباب والمتعلقة بقضايا المناخ

«الشرق الأوسط» (جنيف)

عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح

توفيق صالح خلال الاحتفاء به
توفيق صالح خلال الاحتفاء به
TT

عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح

توفيق صالح خلال الاحتفاء به
توفيق صالح خلال الاحتفاء به

مرَّت عشر سنوات على رحيل المخرج توفيق صالح في جو من الصمت التام الذي لا يليق بمخرج كان من بين قمم السينما العربية. ففي شهر أغسطس (آب) سنة 2013 لفظ مخرج «يوميات نائب في الأرياف» و«السيد البلطي» و«المخدوعون» نفسه الأخير عن 87 سنة بعد حياة مرّت بصعاب مختلفة، لكنها شهدت نجاحاً مهمّاً على صعيد نقّاد السينما لجيلين متواليين على الأقل، قبل أن يفتر الإعجاب به ولو إلى حد.

خارج بلده

أنهى المخرج رحلة سينمائية احتوت على سبعة أفلام فقط حقّقها ما بين 1955 و1982. لمَ سبعة أفلام فقط؟ لا حقيقة واضحة ومؤكدة في هذا الصدد. بعض العاملين في مجال الإنتاج يقولون إن المخرج هو من رفض العمل معهم. بعض السينمائيين من جيله، وتحديداً يوسف شاهين وصلاح أبو سيف، عرض عليه مشاريع، لكنها لم تبرح المرحلة الأولى من البحث فيها.

هناك من يقول إن المخرج كان خائفاً من العودة إلى العمل بعد فترة توقف طويلة في السبعينات والثمانينات. لكن هذا لا يبدو صحيحاً. ربما تردد في العودة تبعاً لمشاكل واجهته في إطار عمله، لكن الخوف ليس عاملاً فعلياً هنا.

الأكثر احتمالاً أن توفيق صالح كان يبحث عن المشروع المتكامل الذي يصيغ منه عملاً يتجاوز، في قيمته وأهميته، ما سبق له أن حققه من أفلام. ولم يجده. كان متردداً، وهذا خطأ، لكنه كان يطمح فعلاً لتحقيق الفيلم المستقل والمناسب، كما ذكر لي أكثر من مرّة. ولأنه أنجز أفلاماً فشلت تجارياً، فإن القطاع الخاص في مصر لم يكترث له إذا عمل أو لم يعمل. وما لبث أن وجد نفسه منفياً على نحو رسمي من قِبل المؤسسة العامة للسينما من بعد تحقيقه الفيلم الوحيد لحسابها وهو «يوميات نائب في الأرياف» سنة 1969.

هذا ما أدّى به إلى العمل خارج مصر فحقّق «المخدوعون» سنة 1972 لحساب المؤسسة العامّة للسينما في دمشق، الفيلم الذي اقتُبس عن رواية الراحل غسّان كنفاني، وتمتّع بموجة إعجاب كبيرة بين النقاد والإعلاميين والمثقّفين.

من فيلم «المخدوعون» (مؤسسة السينما السورية)

بدا هذا النجاح إيذاناً ببداية جديدة تفضي إلى المزيد من الأعمال الجديدة، لكن المخرج ابتعد مجدداً عن الوقوف وراء الكاميرا حتى عام 1980. حينها كان قد استقر في بغداد مع عائلته وبدأ التدريس. لكن في ذلك العام حقق فيلمه الأخير «الأيام الطويلة»، الذي ألّب عليه العديد من النقاد والمثقفين كونه كان سيرة ذاتية للرئيس العراقي صدّام حسين.

إعادة تقييم

من الإجحاف إلى حد كبير أن يؤاخذ توفيق صالح على تحقيقه فيلماً واحداً نفّذه تحت ضغوط كبيرة، والانقلاب عليه وعلى تاريخه على أساس أن التقدير الذي صاحبه خلال السنوات التي حقق فيها أفلامه من الخمسينات وحتى الثمانينات كان مُغالى في تقييمها. لكن هذا ما حصل بالفعل، فسادت إعادة التفكير في قيمة توفيق صالح بعض الوجهات الثقافية وبعض النقاد على نحو متوازٍ، مع قيامهم بإعادة تقييم حسن الإمام على أساس أن نقاد الأمس ظلموه. الواقع أنّ كلاً من صالح والإمام سينمائيان مختلفان تماماً، وغير متساويين في أوجه كثيرة. واحد اهتم بحكايات الغوازي والراقصات وأفلام الميلودراما، وآخر هدف لتحقيق أعمال جادة في موضوعات مجتمعية حسّاسة.

الجدّية في الطرح والتميّز في فن الطرح ليسا تذكرة مضمونة للنجاح، لا في عالمنا العربي ولا خارجه. الفرص تختلف، ونسبة تحقيق المعجزات أيضاً، لكن كثيراً ما وجد مخرجون جادّون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: تلبية رغباتهم حسب رؤيتهم لدور السينما وفهمهم لها، أو تلبية رغبات الجمهور السائد. العديد منهم عمد إلى الاختيار الثاني ليستمر.

أنجز توفيق صالح أول أفلامه بعنوان «درب المهابيل» (1955)، المأخوذ عن معالجة لنجيب محفوظ، ومن ثم توقف لبضع سنوات قبل أن يعود وينجز «صراع الأبطال» (1962)، ليتوقف ثانية ويعود في «السيد البلطي» (1967). بعد ذلك واصل العمل بلا توقف فحقق «المتمردون» (1968)، ومرّ عام واحد بعد ذلك قبل أن يحقق «يوميات نائب في الأرياف» (1969). تبع ذلك مرور ثلاث سنوات قبل العودة في «المخدوعون» (1972)، فثماني سنوات قبل فيلمه السابع والأخير «الأيام الطويلة».

منهج بوجهين

غابت عن نتاجاته الأولى الرغبة في إيجاد المعالجة الفنية الصحيحة التي تستطيع توجيه ورفع ذلك المحتوى. هي أفلام صادقة في نقد التخلّف وأسبابه وجشع البعض للمال وسقوط الآخرين ضحايا لهذا الجشع. صادقة في دعوتها لتأسيس «نظام» جديد (والكمة تتردد في «صراع الأبطال» و«المتمردون») يحمي الناس من الجهل والأمراض (كلا الفيلمين دار حول أطباء يطرحون ضرورة التغيير الذي يطال مفهوم حكم كامل). لا تخلو أفلامه من محاولة تأسيس أسلوب عبر مشاهد ولقطات لتفاصيل شخصية وميدانية، لكنها تبقى في إطار الاستسلام للسرد التقليدي في الوقت نفسه.

ربما لم يعرف صالح غير ذلك الإطار حينها، وربما عرف، لكنه اختار ما يضمن وصول المضمون إلى الجمهور. على أن نقّاد ذك الحين (الستينات) كان لهم يد في تشجيع المخرج على الاستمرار في منهجه. فبينما كان ذلك التشجيع مهماً لأي سينمائي يطلب لنفسه النجاح الذي سيساعده على مواصلة التقدم في ميدانه، حمل موقف النقاد الإيجابي سلبية واحدة، وهي أنهم تحدّثوا في المضامين التي احتوتها أفلامه، مثل «صراع الأبطال» و«درب المهابيل»، ورحبوا بها بمنأى عن تناول عناصر فنية أخرى موجودة أو غائبة. طبعاً هي مضامين جادّة وضرورية، لكن تلك الأعمال لم تكن - على صعيد فني بحت - ذات تميّز فعلي عن أعمال مخرجين آخرين تطرّقوا بدورهم إلى أحوال البلاد قبل أو بعد ثورة 1952.

بداية ونهاية

وُلد المخرج في مدينة الإسكندرية بتاريخ 1926/10/27. عائلته كانت مرتاحه ووالده الطبيب كان منفتحاً ومهتماً بأن يواصل ابنه دراساته العليا. في شبابه التحق بكلية فيكتوريا، تلك التي درس فيها كذلك يوسف شاهين، قبل أن يتوجه إلى باريس لدراسة السينما.

حين عاد صالح إلى مصر كتب معالجة سينمائية لفيلمه الأول «درب المهابيل»، التي ساعده نجيب محفوظ على إعادة صياغتها على نحو يمكن قبولها رقابياً. لكن صالح، إذ نفَد من متاعب الرقابة في ذلك الفيلم الأول، وجد الرقابة تعترضه أكثر من مرّة لاحقاً. من تلك المرّات كان ما حدث بينه وبين الرقابة سنة 1966 عندما انتهى من إخراج «المتمردون»، الذي يدور حول الإهمال الطبّي في تلك الفترة، فعارضته الرقابة، مما اضطره لتغيير النهاية التي اختارها لأخرى تحمل أملاً.

من «يوميات نائب في الأرياف» (موقع السينما. كوم»

الحال نفسها، على نحوٍ أفدح، ووجه به سنة 1969 عندما نقل رواية توفيق الحكيم «يوميات نائب في الأرياف»، فطالبت الرقابة حينها بتغيير عدد كبير من المشاهد أو حذفها. تدخل الرئيس جمال عبد الناصر وأجاز عرض الفيلم الذي انتقد أوضاع الحياة السياسية السائدة بوضوح.

على قلّة أفلامه، مقارنة مع سواه من فرسان السينما المصرية (يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، كمال الشيخ وآخرين)، كان توفيق صالح مخرجاً ناجحاً، نسبة لأهمية أعماله وثباته على النواحي النقدية التي استخدمها لوصف الحالة السياسية والمعيشية.

اضطره كل ذلك إلى مغادرة مصر وتلبية طلب المؤسسة العامة للسينما في سوريا لتحقيق فيلم «المخدوعون»، عن رواية الراحل غسّان كنفاني. لبّى صالح ذلك الطلب، وأنجز أفضل فيلم حققه على الصعيد الفني (رغم هفوات كِتابه) وأحد أهم أعماله على صعيد المضمون.

عاد قبل سنوات قليلة من وفاته واحتفلت به «جمعية الفيلم» في القاهرة بحفل كبير حضره نجوم وسينمائيون ونقاد.

الفيلم الأخير «الأيام الطويلة»، يُمكن بكل سهولة عدم حسبانه من بين تلك الأعمال النقدية والاجتماعية كونه نُفّذ بإلحاح من مؤسسة السينما العراقية كتحية للرئيس العراقي صدام حسين، لكن فيه من الخصال الفنية ما لا يجب أن يغيب عن الإشارة إليه بحيادٍ تام عن ظروف عمله.

كان هذا الناقد زار المخرج في بغداد أكثر من مرّة، واستمع إلى بعض تلك الظروف. لم يكن أمام صالح سوى الموافقة على رغبة المؤسسة العامّة للسينما في توظيف اسمه الكبير إعلامياً لسرد قصّة حياة الرئيس العراقي. لكنّ الفيلم ليس «بروباغاندا» وإن وضع صدّام حسين في دائرة ضوء إيجابية: «كان يمكن لهذا الفيلم أن يأتي إشادة علنية كاملة للرئيس العراقي»، قال في مقابلة، «لكنّي وجدت أنه من الممكن البحث قليلاً في التاريخ وتقديم فيلم عن الظروف وليس عن السياسة».


حرب ناغورنو كاراباخ... على جبهات الذهب والنفط والتجارة

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية تُظهر جندياً من قوة حفظ السلام الروسية يُجلي مدنيين في مكان لم يُكشف عنه في ناغورنو كاراباخ (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية تُظهر جندياً من قوة حفظ السلام الروسية يُجلي مدنيين في مكان لم يُكشف عنه في ناغورنو كاراباخ (إ.ب.أ)
TT

حرب ناغورنو كاراباخ... على جبهات الذهب والنفط والتجارة

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية تُظهر جندياً من قوة حفظ السلام الروسية يُجلي مدنيين في مكان لم يُكشف عنه في ناغورنو كاراباخ (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية تُظهر جندياً من قوة حفظ السلام الروسية يُجلي مدنيين في مكان لم يُكشف عنه في ناغورنو كاراباخ (إ.ب.أ)

يعيد التوتر الراهن في ناغورنو كاراباخ إلى الواجهة خلفيات الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على الإقليم، الذي يمتد إلى عقود سابقة. إذ يعد ناغورنو كاراباخ من أبرز النقاط الساخنة في النزاعات الإقليمية في منطقة القوقاز التي تمتد على طول الحدود بين أرمينيا وأذربيجان،وشهد على مدى العقود الثلاثة الماضية نزاعات مستمرة كان للدوافع الاقتصادية الدور الأكبر في تصاعدها.

الأزمة بدأت بحرب ناغورنو كاراباخ الأولى (1988 - 1994)، عندما خسرت أذربيجان الإقليم ذا الغالبية الأرمنية والمناطق المحيطة به، ولم تنتهِ إلا بعد الحرب الأخيرة في عام 2020، التي أعقبها اتفاق سلام ضمَّ كلاً من أذربيجان وأرمينيا وتركيا وروسيا.

لكنّ المصالح الاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في الصراع في ناغورنو كاراباخ، بل تُشكل نقطة انطلاق في توجيه مواقف الدول تجاه هذا الصراع، لا سيما في ما يتعلق بالموارد الطبيعية والمعدنية الثمينة التي تُعد مصدراً مهماً للإيرادات، فضلاً عن أن منطقة ناغورنو كاراباخ تعد ممراً حيوياً للنقل والتجارة بين أرمينيا وأذربيجان والدول المجاورة، بحيث تمر عبرها طرق حيوية تربط الدول القوقازية بروسيا وإيران وتركيا، مما يعني أن سيطرة أحد الأطراف على هذه المناطق ستؤثر على حركة البضائع والتجارة بشكل كبير، الأمر الذي يعزز دور المنطقة كعامل اقتصادي حيوي.

مكاسب اقتصادية

لطالما كان إقليم ناغورنو كاراباخ موقعاً مهماً اقتصادياً لأذربيجان بسبب موارده الطبيعية. وقد حُرمت أذربيجان من الكثير من مناجم الذهب والنحاس، بما في ذلك فيغنالي، وسويودلو، وجيزيلبولاخ، ودميرلي، وجميعها تقع في المنطقة، علماً بأنه يتم استخراج طن من الذهب من المناجم سنوياً. على سبيل المثال، احتوى منجم سويودلو، الذي يقع 76 في المائة منه في أذربيجان والباقي في أرمينيا، على 120 طناً من الذهب الخالص في عام 2010، في حين كان الحد الأدنى لمحتواه المربح 0.8 غرام للطن. وهي أرقام واردة في دراسة لمعهد أطلس للشؤون الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، يعد بعض مناطق ناغورنو كاراباخ موطناً لكثير من مصادر المياه المهمة، إذ يتم سنوياً توليد نحو 25 في المائة من موارد المياه المحلية في أذربيجان في المنطقة. ووفقاً لوزارة الطاقة، تتمتع الأنهار الرئيسية في المنطقة (تارتارشاي، وهكاري، وبازارشاي) بإمكانات كبيرة للطاقة المائية. وتُعدّ محطة «تارتار» للطاقة الكهرومائية من المحطات الاستراتيجية في المنطقة، ويمكنها توليد 50 ميغاواط من الطاقة. وحسب التقديرات الحالية، تتمتع ناغورنو كاراباخ بإمكانات تتراوح بين 300 و500 ميغاوات من طاقة الرياح و3000 - 4000 ميغاوات من الطاقة الشمسية. كما أنها مليئة بالمياه الحرارية الأرضية واحتياطات الفحم، التي تستخدم أيضاً في توليد الطاقة، إذ تمتلك قرية شارداغلي وحدها 8.5 طن من احتياطي الفحم.

ومن بين شروط وقف إطلاق النار عام 2020 كانت أن توفر أرمينيا لأذربيجان ممراً إلى إقليم ناختشيفان، ذاتيّ الحكم التابع لأذربيجان والمنفصل عن بقية هذا البلد جغرافياً، ويتطلب الوصول إليه المرور إما عبر إيران وإما عبر أرمينيا. وكان من المفترض مد سكة حديد من أذربيجان إلى إقليم ناختشيفان عبر الأراضي الأرمينية وأن ينتهي بناؤه نهاية عام 2023.

وحسب معهد أطلس للشؤون الدولية، فإن لهذا المشروع فوائد كثيرة أبرزها خط سكة حديد جديد يربط بين أرمينيا وأذربيجان وتركيا، فضلاً عن تلقي ناختشيفان، التي كانت تشتري الغاز من إيران بعد عزلتها نتيجة للحرب الأولى، إمدادات غاز متواصلة مباشرة من تركيا عندما تنتهي أذربيجان وتركيا من بناء خط الأنابيب الجديد. وإلى جانب هذه الفوائد، من المتوقع أن تقوم أذربيجان بتنويع خطوط النقل الخاصة بها بسبب طرق التجارة الموسعة.

مصالح دول

نظراً لأهمية المنطقة، فإن الكثير من الدول المؤثرة والجهات الخارجية لها مصالح اقتصادية واستراتيجية في ناغورنو كاراباخ، وهو ما يعطي الصراع السائد اليوم بعداً أكثر تعقيداً. وعندما أعلنت الكثير من الدول بشكل مباشر وغير مباشر مواقفها من هذا الصراع، فإنها كشفت مصالحها الخاصة بأوجهها المتعددة. ولعلّ أبرزها وأهمها يتجلى في المصالح الاقتصادية التي شكّلت المحددات الرئيسية لهذه الدول.

تركيا

إلى جانب أرمينيا التي تستفيد من مناجم الذهب في الإقليم، فإن لتركيا مصالح استراتيجية في ناغورنو كاراباخ بسبب قربها الإقليمي من المنطقة وعلاقتها التاريخية مع أذربيجان، وهي تسعى دوماً إلى دعمها وتعزيز تأثيرها في المنطقة للحفاظ على الاستقرار وضمان وصول النفط والغاز الأذربيجانيين إلى الأسواق العالمية. وتشترك تركيا في الثقافات واللغات والمعتقدات الدينية ذاتها مع أذربيجان، إذ تنتمي كلتاهما إلى الدول التركية. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لدعم تركيا الصريح لها في جميع القضايا تقريباً، بما في ذلك صراع ناغورنو كاراباخ.

كما كان لدعم تركيا لأذربيجان جوانبه الاقتصادية، إذ تُمثل تركيا نحو 14 في المائة من صادرات أذربيجان و15 في المائة من وارداتها، وتُعد شريك عبور الطاقة الرئيسي إليها. وينقل خط أنابيب جنوب القوقاز الغاز من حقل «شاه دنيز» في أذربيجان إلى تركيا. ومن هناك، يُنقل إلى أوروبا بمساعدة خط أنابيب الغاز عبر الأناضول (TANAP) وخط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي (TAP). كما يمر خط أنابيب «باكو - تبليسي - جيهان»، الذي يُستخدم لتصدير الجزء الأكبر من النفط المحلي الأذربيجاني، عبر تركيا، في حين يُشحن النفط المنقول عبر خط أنابيب التصدير الغربي «باكو - سوبسا» إلى أوروبا عبر مضيق البوسفور في تركيا.

وبالمثل، يربط خط السكة الحديد «باكو - تبليسي - قارس» بين البلدين وجورجيا، ومن المتوقع أن تكون لديه القدرة على نقل 17 مليون طن من البضائع. وقد اتفقت تركيا وأذربيجان بالفعل على بناء خط أنابيب جديد، وهو ما أصبح ممكناً بعد اتفاق ناغورنو كاراباخ. بالإضافة إلى ذلك، تزوّد تركيا أذربيجان بالأسلحة والمعدات العسكرية بموجب عدة اتفاقيات، بما في ذلك اتفاقية 2009.

وحسب جمعية المصدرين الأتراك، بلغت قيمة صادرات معدات الدفاع والطيران بالدولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 وحده 123 مليون دولار، وهو أعلى بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة. واليوم، تعد تركيا أكبر مورّد للمعدات العسكرية إلى أذربيجان بعد إسرائيل وروسيا.

هذا وتعمل تركيا جسراً بين آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا وتقع بالقرب من 72 و73 في المائة من احتياطات الغاز والنفط في العالم، مما يعني أنها تربط البائعين بالمشترين. ومن المزايا الأخرى لتركيا أنها تتمتع وحدها بإمكان الوصول إلى منطقة البحر الأسود، مما يعني أن وصول روسيا إلى المنطقة يعتمد عليها. وعلى الرغم من ذلك، فإن تركيا نفسها تحتاج إلى الغاز، وهي ثاني أهم سوق لروسيا بعد ألمانيا، علما بأنه يتم نقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر خط أنابيب عبر البلقان و«بلو ستريم». بالإضافة إلى ذلك، وقّعت الدول اتفاقيات لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية والإخطار المبكر حول الحوادث النووية.

روسيا

أما روسيا، فتلعب دوراً كبيراً في المنطقة بسبب وجود قواعد عسكرية في أرمينيا وعلاقاتها الوثيقة مع الأرمن، وفي الوقت نفسه لها مصلحة في الحفاظ على التوازن بين الأطراف المتصارعة وعدم تصاعد الصراع إلى نزاع إقليمي - جيوسياسي، لا سيما أنها تخوض اليوم حرباً شرسة مع أوكرانيا.

تعد روسيا أيضاً أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لأذربيجان وأرمينيا، وهي من بين أكبر شركاء التصدير والاستيراد لكلا البلدين. لدى روسيا أيضاً شراكة عبور مع أذربيجان، بحيث ينقل خط أنابيب النفط «باكو - نوفوروسيسك» النفط من محطة «سانغاشال» القريبة من باكو إلى ميناء «نوفوروسيسك» على البحر الأسود. إلا أن أذربيجان تعد منافساً لروسيا في نظر الكثير من المحللين، إذ تكاد تكون أذربيجان هي الطريق الوحيدة أمام أوروبا للحصول على النفط والغاز في بحر قزوين دون التعامل مع روسيا. وهذا هو السبب الرئيسي وراء موافقة المفوضية الأوروبية ودعمها لمشاريع خطوط الأنابيب الجديدة في أذربيجان، وربما كان للتنافس بين الاثنين دور في موقف روسيا تجاه أذربيجان. ووفقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، تُعدّ روسيا المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر إلى أذربيجان، حيث تستثمر روسيا في قطاعات الزراعة والخدمات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والخدمات المصرفية وغيرها من القطاعات في أذربيجان. وبالمثل، يدرج التقرير نفسه روسيا بوصفها أحد المصادر الرئيسية للاستثمار الأجنبي المباشر في أرمينيا.

تفسر العلاقات بين روسيا وكلا طرفي الصراع جزئياً السبب الذي يجعل البلاد لا تدعم أياً من الجانبين علناً، وقد تفسر أيضاً تحفّظ روسيا في أثناء الحرب الأخيرة.

الاتحاد الأوروبي

يمتلك الكثير من الدول الأوروبية مصالح في استقرار القوقاز ومنطقة ناغورنو كاراباخ، بحيث يسعى الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية الأخرى إلى دعم حل سلمي للنزاع والمساهمة في التنمية الاقتصادية في المنطقة. ومن منظور اقتصادي، يمكن تفسير ذلك بأهمية طرفَي الصراع بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. إذ إن سياسة الجوار الأوروبية تغطي كلاً من أرمينيا وأذربيجان. كما أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق تصدير لأرمينيا، مما يعني أن علاقاتهما التجارية قد تكون عاملاً يمنع الاتحاد الأوروبي من التوجه مباشرةً ضد أرمينيا. بالإضافة إلى ذلك، لتجنب الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى بناء علاقات جيدة مع أذربيجان. وربما تفسر الأهمية المتساوية تقريباً لكلا البلدين عدم قيام الاتحاد وغيره من البلدان المماثلة بدعم أو انتقاد أيٍّ من جانبَي الصراع على الفور.

إسرائيل

تهتم بتعزيز العلاقات مع أذربيجان بسبب العلاقات الثنائية في مجال الأمن والتكنولوجيا والتعاون في مجال الطاقة، واحتمال تصدير النفط والغاز الأذربيجاني إلى الأسواق العالمية. فمنذ حرب كاراباخ الأولى، بقيت إسرائيل تدعم أذربيجان، على الرغم من أنها لم تُعرب عن دعمها رسمياً. وقد وجد الكثيرون ذلك مفاجئاً للغاية نظراً إلى أن البلدين ظهرا غير مرتبطين وكانت لهما تركيبات عرقية ودينية مختلفة. ومع ذلك، لإسرائيل مصالح اقتصادية وسياسية في أذربيجان أولها بيع إسرائيل الأسلحة إلى أذربيجان. ووفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، استحوذت إسرائيل على 61 في المائة من واردات الأسلحة الأذربيجانية في الفترة 2015 – 2019، أي ضعف الأرقام في الفترة 2013 – 2017، وفور انتهاء الحرب الأخيرة، أرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى أذربيجان.

ويتمتع البلدان بعلاقات تجارية جيدة أيضاً، إذ بلغ حجم الصادرات من أذربيجان أكثر من 1.3 مليار دولار عام 2019، كما يتمتع البلدان بعلاقات تجارية جيدة، حيث وصل حجم الصادرات من أذربيجان إلى أكثر من 1.3 مليار دولار في عام 2019.


شاشة الناقد: وراء الجبال **

مشهد من فيلم «وراء الجبال» (نوماديس إيميجيز)
مشهد من فيلم «وراء الجبال» (نوماديس إيميجيز)
TT

شاشة الناقد: وراء الجبال **

مشهد من فيلم «وراء الجبال» (نوماديس إيميجيز)
مشهد من فيلم «وراء الجبال» (نوماديس إيميجيز)

شاشة الناقد

وراء الجبال **

إخراج: ‪محمد بن عطية‬ | دراما | تونس | 2023

«الإنسان الأول» يقول الرجل الطائر لعائلة من المستمعين كان يمشي محدودب الظهر وعلى أطرافه الأربعة، ومن ثم استقام أحدهم وتبعه الآخرون. «كل منا يستطيع الطيران».

ليس هذا صحيحاً ولا هو ثابت علمياً، لكن المشكلة في هذا القول، إن رفيق (ماجد مستورة) لا يجيد الطيران. هو، في أفضل الحالات مثل صقر صغير أراد تقليد والده قبل أن يعرف الطيران فسقط أرضاً في كل محاولة.

في «وراء الجبال» تتمثّل هذه الحالة في رجل نراه يقفز من على مرتفعات (أدوار عليا، جبال) ويحلّق لفترة، لكنه حين يريد أن يعود إلى الأرض لا يملك الطريقة التي تعفيه من الاصطدام بها. يفقد الوعي (ماذا عن فقدانه العظام؟)، وفي ذلك يثبت من حيث لا يدري عدم صحة كلامه. على ذلك، بنى المخرج محمد بن عطيّة مضمون فيلمه كله على حكاية هذا الرجل الطائر وكان يستطيع، بتغيير طفيف، أن يترك وقعاً أفضل لو أن بطله كان يعرف كيف يعود إلى الأرض سالماً.

في فصول الفيلم، ينطلق ماجد وابنه وراعي غنم ما زال مدهوشاً من قدرة الأول على الطيران هرباً من حاجز أمني على طريق ريفية. ليس واضحاً تماماً سبب هروبه، ولكن نستطيع تجاوز هذا المنعطف لأنه ضروري في سياق اقتحام ماجد وصاحبيه منزل رجل وزوجته وولديهما، النائي في منطقة جبلية بعيدة. الوقت ليل، والعائلة التي تسكن البيت تمر بلحظات خوف وتوتر عندما تصبح رهينة الغزاة ثم تمسك بالموقف عندما يأوي ماجد وصحبه إلى النوم. في مطلع اليوم التالي، يطلب ماجد من العائلة إطلاق سراحه فهو لم يتعرّض لأحد بالأذى. تفعل الزوجة ذلك ويتابع طيرانه في السماء. حينها تصدّق ما ادعاه من قدرة على التحليق.

كان يمكن للفيلم أن يحلّق معه لكن الكتابة، وليس التنفيذ الفعلي، موّه تلك الإمكانية. وفّر الحبكة (بعد بداية مضطربة) ولم يوفّر الغطاء لجعل هذا المضمون مهمّاً. إذا كان القصد هو الترميز لشيء، فإن هذا الترميز يبقى غامضاً. إذا كان القصد مجرد سرد حكاية فانتازية، فإن اعتماد وتيرة تشويقية تقع في إطار اقتحام منزل وأخذ أفراده رهينة، لا يعمل جيداً مع الآخر. ليس من شروط الفانتازيا أن تكون قابلة للتصديق (لذلك هي فانتازيا)، لكن من شروطها أن تعني أكثر مما تعرض.

هذا ما لم يقدم عليه محمد بن عطية، الذي أصاب الهدف على نحو أفضل حين حقق قبل أربع سنوات فيلماً بعنوان «ولدي»، عن الرجل الذي يلحق بابنه إلى الحدود التركية - السورية لاستعادته من المتطرفين ويفشل.

يُسجَّل للمخرج رغبته في تحقيق موضوع مختلف، وفي إدارة الأحداث داخل البيت على نحو جيد كوتيرة وإيقاع، مولّداً قدراً من التشويق، لكن الفيلم بكامله كان بحاجة إلى دفع إضافي وقدرة ماديّة تجعل مشاهد الطيران احتفالية.

عروض مهرجان فينيسيا

BREAKING NEWS : OFF***

Outlaw Johnny Black

إخراج: ‪مايكل جاي وايت‬ | وسترن | الولايات المتحدة | 2023

بعد أقل من ربع ساعة من بداية هذا الفيلم، يقول جوني لعنصري أبيض كان يضرب «هندياً» مسكيناً: «سأرفع قدمي هذه وأضرب بها وجهك»، وأشار إلى منتصف جبهة ذلك الرجل وهو يفي بوعده. المشهد مأخوذ من فيلم «بيلي جاك» لتي سي فرانك (1971) بتفاصيله، بما في ذلك إشارة اليد لموقع الضربة المقبلة ثم ضربة القدم في الموقع نفسه.

«الخارج عن القانون جوني بلاك» (جايغانتك ستديوز)

هذا ليس الاستيحاء الوحيد من أفلام الغرب. «الخارج عن القانون جوني بلاك» يحمل عنوانه شبيهاً بفيلم كلينت إيستوود «الخارج عن القانون جوزي وَلز (1976) والمعالجة التي تجمع بين الكوميديا والأكشن مستوحاة من أفلام الوسترن سباغيتي» في الستينات. والحكاية كلها (رجل أسود يجابه كل من هو أبيض في بلدة تقع في الغرب الأميركي) تحمل في طيّاتها كل كليشيه كان من الممكن التذكير به خلال كتابة السيناريو. هناك بيض عنصريون، بطل أسود لا يمكن قهره. نساء جميلات وراغبات، هنود حمر يرقصون على إيقاع طبولهم ويهاجمون البيض. أحدهم يطلق سهماً صوب بطل الفيلم المتنكر في زي راهب، لكن الكتاب المقدّس الذي وضعه جوني بلاك في جيب صدره الداخلي يحميه.

هو فيلم سخيف يركض وراء الفكاهة وبعض الغرابة، لكنه بلا بطانة تماثل أياً من النماذج المذكورة أعلاه. لا يحتّم على المرء مشاهدته لكن إذا ما اختار المُشاهد هذا الفعل فمن المتحمل أن يضحك معه وينساه فيما بعد.

عروض في صالات السينما.

The Movie Teller***

إخراج: ‪لون شرفِغ‬ | دراما عائلية | تشيلي/ إسبانيا | 2023

بعد سلسلة من الأفلام التي تناولت علاقة مخرجيها بالسينما أو دارت حول السينما في حياة أبطال الفيلم، يأتي «قاصّة الفيلم» كإضافة لما سبق.

كنا شاهدنا في هذا الاتجاه أربعة أفلام في العام الماضي تدور حول هذه العلاقة هي «زمن القيامة» (Armageddon Time) لجيمس غراي، و«ذا فابلمانز» لستيفن سبيلبرغ، وفيلم كنيث براناه «بلفاست»، وفيلم سام مندز «إمبراطورية الضوء»، ومن ثَمّ فيلم داميَن شازيل «بابل». كلٌ غنّى على ليلاه حول رؤيته أو علاقته بالسينما في نوع من التحيات المرحّب بها في هذا المجال.

«قاصّة الفيلم» (سيلنيوم فيلمز)

الآن يأتي دور المخرجة الدنماركية لون شرفِغ، التي تسلمت مهمّة كان عاينها المخرج البرازيلي وولتر سايِلس ثم ولّى عنها. تسلمت الإسبانية إيزابل كواشت المشروع لحين، ثم مضت عنه. كل من المخرجين السابقين مذكور في بطاقة الفيلم وعند شريط النهاية، مما يعني أنهما شاركا في كتابة السيناريو، لكن أي نسخة لا أحد يعرف. ما يهم هنا أن معالجة شرفِغ لهذا الموضوع جديدة في نواحٍ عدّة. مثلاً العلاقة المرسومة بين الإنسان والشاشة تتولاها فتاة صغيرة تستطيع أن تحفظ تفاصيل كل فيلم تراه. وهذه الفتاة تنتمي إلى عائلة من الشغوفين بحضور الأفلام، تجمع أفرادها وتؤم صالة السينما كل يوم أحد لترى فيلم الأسبوع. وهذه العائلة بدورها تعيش في قرية تكمن في ركن قصي وبعيد عن جمهورية تشيلي اسمها أتاكاما: 1600 كيلومتر من الصحراء الجافة. سبب وجود القرية هناك يتعلّق بوجود منجم للفوسفات، وسبب وجود الصالة مرتبط بالقرية في أحداث تقع في الستينات التي كانت تشهد تقلّبات سياسية في الصراع على البلاد بين اليسار واليمين.

لا يتحدّث الفيلم كثيراً في السياسة، لكنه يستخدم دلالاتها عبر ترحيب أهل القرية بانتخاب سلفادور أليندي رئيساً، على أمل تعزيز مصالح الطبقة العاملة. عمال المنجم يعانون من شغف المكان وقسوته، لكن النساء لديهن فرصة حضور أفلام مثل «مظلات شربورغ»، و«الرجل الذي قتل ليبرتي فالانس» وسواهما. عندما يُصاب رب الأسرة في حادثة خلال عمله بالمنجم تشحّ الإمكانات المادية وتفرض انتخاب ابنة واحدة كل أسبوع لدخول الصالة بمفردها ومشاهدة الفيلم الوحيد المعروض. هنّ أربعة بنات، مما يعني أنّ بطلة الفيلم ستشاهد فيلماً واحداً في الشهر (إلا في بعض الاستثناءات) تعود به إلى شقيقاتها وتقص الحكاية. وهي الأكثر دقة وتركيزاً.

هذه الذكريات تواجهها مشاكل الكبار. الزوج المصاب، والزوجة التي لم تعد تتحمّل المكان وقسوته فتتركه وتغادر.

«قاصّة الفيلم» فيه بذور من فيلم جيسيبي تورناتوري الشهير «سينما باراديزو»، لكن هذه البذور لا تنبت عملاً مستوحى من ذاك أو شبيهاً به إلا من حيث أن البطولة هي لصبي (في الفيلم الإيطالي) وفتاة (في هذا الفيلم) في عمرين متقاربين.

في مجمله يتمتع «قاصّة الفيلم» بميزة تناوله وضعاً اجتماعياً معقّداً بسهولة سردية عامّة. إذ تغادر الأم تلك البقعة (وهي التي كانت تحلم أساساً بحياة أفضل وأن تصبح ممثلة)، تبقى ابنتها مع شقيقاتها على أمل أن تمنحها الأفلام التي تراها كل ما تحتاجه من حب للحياة رغم صعوبتها. لا يقرر الفيلم عنها، لكنه ينتهي بتوجيه تحية ضمنية كبيرة لها.

عروض مهرجان تورنتو.

ضعيف* | وسط**| جيد ***| ممتاز**** | تحفة*****


«الألعاب الآسيوية»: «هيا» تحلق إلى نصف نهائي التجديف

هيا المامي خلال مشاركتها في التجديف (الشرق الأوسط)
هيا المامي خلال مشاركتها في التجديف (الشرق الأوسط)
TT

«الألعاب الآسيوية»: «هيا» تحلق إلى نصف نهائي التجديف

هيا المامي خلال مشاركتها في التجديف (الشرق الأوسط)
هيا المامي خلال مشاركتها في التجديف (الشرق الأوسط)

تأهلت هيا المامي لاعبة المنتخب السعودي للتجديف إلى نصف نهائي منافسات مسابقة «دبليو 1 إكس» بعد حصولها على المركز الثالث في جولة الإعادة التي أُقيمت الخميس بزمن 9.24.60 دقيقة، وذلك في دورة الألعاب الآسيوية في نسختها التاسعة عشرة التي تستضيفها الصين حتى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ويقام سباق نصف النهائي عند الثالثة من عصر الجمعة في بحيرة فويانغ للرياضات المائية، بمشاركة لاعبات كوريا الجنوبية والصين تايبيه وأوزباكستان والصين.

وفي منافسات مسابقة فئة «إل إم 2 إكس» للزوجي انتقل اللاعبان تركي العارف وسلطان الشالي لمنافسات تحديد المراكز في المجموعة الثانية، بحلولهما خامساً في جولة الإعادة بزمن 7.28.44 دقيقة.

وذهب زميلهما راكان علي رضا لمنافسات المجموعة «سي» لفئة «إم 1 إكس» بعد أن حل سادساً في جولة الإعادة بزمن 8.09.80 دقيقة.

منتخب كرة الطاولة يواصل تحضيراته للبطولة (الشرق الأوسط)

ويفتتح المنتخب السعودي لكرة الطاولة، مشاركته بالدورة، الجمعة، عندما يلاقي البلد المستضيف الصين في منافسات الفرق عند السادسة مساءً، وكانت قرعة منافسات كرة الطاولة للفرق قد أُجريت الخميس، إذ حضر المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية مع الصين وفيتنام.

وقسمت الفرق إلى 6 مجموعات، على أن تنطلق المنافسات الجمعة على صالة جون شو كنال سبورت، بمشاركة 20 فريقاً في فئة الرجال و18 فريقاً في فئة الإناث.

ويمثل المنتخب السعودي لكرة الطاولة كل من «علي الخضراوي وعزام عالم وتركي المطيري وخالد الشريف».

كما أجرى لاعبو المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية تدريبهم الأول في صالة الألعاب الإلكترونية في فندق «جيانغ» بمدينة هوانغتشو.

منتخب الرياضات الإلكترونية أجرى تدريبه الأول (الشرق الأوسط)

واشتمل التدريب على تجربة أجهزة الحواسيب التي ستستخدم في المنافسات، إضافة إلى الألعاب الإلكترونية المدرَجة في منافسات الدورة بمشاركة 22 لاعباً.

من جانب آخر، تجاوزت طلبات الإعلاميين الراغبين بتغطية دورة الألعاب الآسيوية الـ19 («هوانغتشو 2022») التي تستضيفها مدينة هوانغتشو الصينية أكثر من 6000 صحافي و1500 مصور فوتوغرافي.

وخصصت اللجنة المنظمة مركزاً إعلامياً متكاملاً في منطقة أرض المعارض وسط مدينة هوانغتشو لخدمة الإعلاميين حيث يحتوي على 9 شاشات كبيرة لنقل منافسات الدورة على الهواء مباشرة، ويتسع إلى أكثر من 500 إعلامي في الفترة الواحدة.

ويفتتح المركز أبوابه على مدى 16 ساعة يومياً، ويقدم سلسلة من الأخبار والصور والفيديوهات إلى وسائل الإعلام المختلفة بعدة لغات، ومن ضمنها العربية والإنجليزية والكورية واليابانية والروسية بالإضافة إلى اللغة الصينية، بينما خصص منطقة جانبية خاصة لإجراء اللقاءات المباشرة مع ضيوف الدورة.

يقدم المركز الإعلامي خدماته خلال 16 ساعة يوميا (الشرق الأوسط)

وقدم المركز الإعلامي بعض الخدمات اللوجيستية للإعلاميين، مثل البطاقات المجانية الخاصة بالتنقلات المجانية والهدايا التذكارية وكتيب يحتوي على كل تفاصيل الدورة ومواقع الملاعب التي تحتضن المنافسات والمواعيد الزمنية.


الجمهور الصيني ليس مهتماً بـ«الألعاب الآسيوية»

وسط التحضيرات لانطلاقة الألعاب الآسيوية يبدو الجمهور غير مهتم بالمنافسات (رويترز)
وسط التحضيرات لانطلاقة الألعاب الآسيوية يبدو الجمهور غير مهتم بالمنافسات (رويترز)
TT

الجمهور الصيني ليس مهتماً بـ«الألعاب الآسيوية»

وسط التحضيرات لانطلاقة الألعاب الآسيوية يبدو الجمهور غير مهتم بالمنافسات (رويترز)
وسط التحضيرات لانطلاقة الألعاب الآسيوية يبدو الجمهور غير مهتم بالمنافسات (رويترز)

تأمل الصين في أجواء مثيرة تحيط بدورة الألعاب الآسيوية التي تنطلق السبت، لكن المناخ العام داخل البلاد يبدو كئيباً في ظل الصعوبات الاقتصادية وعلامات استفهام محلية حول التكلفة الباهظة للاستضافة.

وبحسب وكالة «رويترز»، بعد تأجيلها لمدة عام بسبب وباء كوفيد - 19 تبدأ منافسات الدورة، التي تقام كل أربع سنوات، في مدينة هانغتشو شرق الصين في أكبر حدث رياضي بالبلد الآسيوي خلال أكثر من عقد، وبمشاركة أكثر من 12 ألف رياضي من 45 دولة في 40 رياضة.

وعبر المنظمون هذا الأسبوع عن ثقتهم في استضافة ألعاب «مذهلة» بفضل البنية التحتية والدعم السياسي، ويتفق محللون في توقع دورة ألعاب سلسة؛ نظراً لشهرة الصين في الاستعدادات الدقيقة.

ومن المعروف عن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي عمل سابقاً في هانغتشو، حبه للمنافسات الرياضية الكبرى وسيستقبل قائمة من الشخصيات البارزة خلال الدورة، ومن بينهم بشار الأسد في ثاني زيارة لرئيس سوري إلى الصين منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1956.

لكن الحماس في هانغتشو وغيرها من مدن الصين يبدو غائباً، ويرى البعض أن الاستادات الجديدة والمرافق البراقة تعكس أولويات في غير محلها.

وقال جون يان مؤسس شركة سكور سبورتس الرائدة في الإعلام الرياضي بالصين: «بعد ثلاث سنوات من كوفيد، المناخ الاقتصادي والاجتماعي في الصين، وكذلك الثقة، في حالة منخفضة حقاً».

وأضاف يان: «ينشغل المواطنون بحياتهم الخاصة، والألعاب الآسيوية ليست على رأس اهتماماتهم، الشعب ليس مهتماً».

لم يكشف المنظمون عن حجم الإنفاق من أجل الألعاب لكن حكومة هانغتشو قالت إنه تم إنفاق أكثر من 200 مليار يوان (30 مليار دولار) في خمس سنوات لتطوير البنية التحتية في النقل والاستادات وأماكن الإقامة ومرافق أخرى.

وقال جيانغ (69 عاماً) المقيم في هانغتشو، ولم يكشف عن اسمه بالكامل: «كان من الأفضل إنفاق الأموال على المواطنين والشباب، من الصعب إيجاد فرص عمل الآن وأغلقت بعض الشركات أبوابها، هذه الفترة ليست سهلة على الشباب».

لكن تدفق الميداليات الصينية المتوقع قد يحسن المزاج العام خلال الألعاب.

وقال المعلق مارك درير مؤلف كتاب عن الطموحات الرياضية في الصين والمقيم في بكين إن الصين واجهت مشاكل عديدة قبل أولمبياد بكين 2008 وفي 2022، لكن «عندما تنطلق المنافسات الرياضية تتغير القصة كثيراً».

وقال بعض من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الصين إنه من السهل ألا تدرك وجود دورة للألعاب الآسيوية في البلاد إلا بعد زيارة إلى هانغتشو، حيث تنتشر الإعلانات عن الدورة ووسائل الدعاية.

وقال وو ليلي (42 عاماً) من سكان هانغتشو ومالك مشروع لتجارة الإلكترونيات: «انطباعي خلال العام الماضي أن المدينة تحت الإنشاء»، حيث تزينت المدينة بالألوان والورود.

وعبر مواطنون بالمدينة عن سعادتهم بتطوير وسائل النقل ويأملون في استفادة الاقتصاد المحلي قوته إثر إقامة الدورة.

وقال تشانغ (24 عاماً) عامل بقطاع السيارات: «في السنوات الماضية بسبب الوباء تأثرت أنشطتنا الترفيهية وسلامتنا الذهنية لفترة طويلة، لذا نحتاج إلى مثل هذه المناسبات لزيادة الثقة».


بريطانيا توجه تهمة التجسس لصالح روسيا إلى 5 بلغاريين

ضابط في شرطة العاصمة لندن (أرشيفية - أ.ب)
ضابط في شرطة العاصمة لندن (أرشيفية - أ.ب)
TT

بريطانيا توجه تهمة التجسس لصالح روسيا إلى 5 بلغاريين

ضابط في شرطة العاصمة لندن (أرشيفية - أ.ب)
ضابط في شرطة العاصمة لندن (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت النيابة البريطانية، اليوم (الخميس)، توجيه اتهامات إلى 3 رجال وامرأتين يحملون الجنسية البلغارية للاشتباه في تجسسهم لصالح روسيا، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ستتم محاكمة المشتبه بهم الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 29 و45 عاماً، بعد أن وجَّهت لهم النيابة تهمة «التآمر لجمع معلومات بهدف أن تكون مفيدة بشكل مباشر أو غير مباشر لعدو بغرض يؤثر على أمن ومصالح الدولة»، بين عامي 2020 و2023، كما أعلن مكتب الادعاء الملكي في بيان.

وتشير التحقيقات إلى أن المتهمين، وفقاً لما نشرته «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، عملوا ضمن خلية تجسس نشطة لمراقبة أهداف لصالح الاستخبارات الروسية.

وتم اتهامهم كذلك بالقيام بعمليات في المملكة المتحدة وأوروبا لجمع المعلومات وتمريرها إلى الاستخبارات الروسية.

عثر الضباط البريطانيون الذين أجروا عمليات تفتيش لمنازل 3 من المتهمين هم: أورلين روسوف (41 عاما) وبيزور ديزامبازف (41 عاما) وكاترين إيفانوفا (31 عاما) على جوازات سفر مزورة، وكذلك هويات شخصية صادرة من الممكلة المتحدة، وبلغاريا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، واليونان، والتشيك.

عمل 3 من المتهمين هم: أورلين روسوف، وبيزور ديزامبازف، وكاترين إيفانوفا في المملكة المتحدة لسنوات في أشغال مختلفة، وأقاموا في العديد من المنازل في الضواحي.


مهرجان «السينما الأوروبية» يحط بنسخته الـ28 في بيروت

كارول عبود بطلة فيلم الختام «بركة العروس» (متروبوليس)
كارول عبود بطلة فيلم الختام «بركة العروس» (متروبوليس)
TT

مهرجان «السينما الأوروبية» يحط بنسخته الـ28 في بيروت

كارول عبود بطلة فيلم الختام «بركة العروس» (متروبوليس)
كارول عبود بطلة فيلم الختام «بركة العروس» (متروبوليس)

للسينما الأوروبية روادها في بيروت وفي مهرجانها السنوي في لبنان، يحتشد محبوها في الصالات لاستكشاف أحدث أفلامها. وكعادتها كل عام تنظم بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان وبالتعاون مع جمعية «متروبوليس سينما» مهرجان السينما الأوروبية. وفي نسخته الـ28 تم الإعلان عن برنامجه الذي ينطلق في 25 سبتمبر (أيلول) ولغاية 4 أكتوبر (تشرين الأول).

بوستر المهرجان

27 فيلماً روائياً حديثاً من أوروبا، إضافة إلى 12 فيلماً قصيراً من لبنان، يؤلفون أبرز العروض السينمائية للمهرجان. وبموازاتها ستقام ورشة «تعبير» حول الأفلام وصناعتها. كما يخصص «السينما الأوروبية» عرض فيلمين تحريك يتوجّهان إلى الجمهور اليافع. ولهذه الغاية؛ ستوجّه دعوة إلى أطفال وشباب من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر حرماناً للاستمتاع بهذه العروض.

وتُقام عروض هذه الدورة في صالات غالاكسي غراند سينما، ومسرح كركلاّ ومركز بيروت للفنّ وحديقة السفارة الإيطالية. ويستمرّ المهرجان في سعيه إلى الترويج للثقافة الأوروبية وعرضها على أكبر عدد ممكن من الجماهير من خلال تنظيم محطات في مناطق لبنانية مختلفة. فيتنقل خلال شهر أكتوبر إلى بلدة الهرمل ومدن صيدا وطرابلس وجونية وجبيل وزحلة.

فيلم «رامونا» يفتتح المهرجان (متروبوليس)

يفتتح المهرجان بفيلم «رامونا» للمخرجة الإسبانية أندريا باغني مساء 25 الحالي. وهو الحائز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان روما السينمائي عام 2022. وصوّرته باغني بأسلوب تكرّم فيه السينما القديمة، بحيث يتضمن قسماً منه مشاهد بالأبيض والأسود. وتدور قصته حول تلازم الحب مع الصدف في الحياة اليومية.

وتشير مسؤولة البرمجة في «متروبوليس» نسرين وهبة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما الأوروبية» يعد من المهرجانات الأكثر استقطاباً للبنانيين: «إنهم يقصدونه بالآلاف، سيما وأن الأفلام التي يعرضها تخرج لأول مرة في لبنان. فكلفتها المرتفعة لا تسمح لأصحاب صالات السينما وموزعي الأفلام باستقدامها وعرضها».

ويصل أعداد رواد هذا المهرجان سنوياً نحو 12 ألف شخص؛ فهي أفلام تجذب هواتها لأنها حديثة الصنع.

«بائعة الكبريت» فيلم صامت ضيف «حفل السينما» في المهرجان (متروبوليس)

ومن النشاطات التي يتضمنها المهرجان «حفل السينما» (cine- concert)، والذي يتم خلاله عرض فيلم سينمائي صامت. فيتم وضع موسيقى له مباشرة أمام الجمهور. وهذه السنة اُختير «بائعة الكبريت» من إنتاج عام 1928 لجان رينوار. وسيواكبه عزف ثلاثة موسيقيين من فريق «frequent defect»، وينظم هذا العرض جمعية «متروبوليس سينما» و«ارتجال». أما العازفون فهم جوزف جونيور صفير وباتريك أبي عبد الله وريناتا سابيلا.

ويُخَصِّص المهرجان ثلاث جوائز للأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة. وتتيح للفائزين فرصة حضور مهرجان سينمائي دولي رائد في أوروبا في عام 2024. وهي مدعومة من معهد غوته لبنان والمعهد الثقافي الفرنسي وسفارة بولندا في لبنان.

ويشارك في هذه المسابقة 12 فيلماً قصيراً لمخرجين لبنانيين، بينها «عبير» ليوسف الخويري، و«حور» لروبير ميناسيان و«ترامواي بيروت» لجيوفاني منذر.

وعلى هامش المهرجان تقام ورشة «تعبير» تديرها المخرجة كورين شاوي والأستاذة الجامعية يارا نشواتي حول التعبير عن الأفلام. ويقوم خلالها ستة مشاركين من عمر الأربعين وما فوق، بإنتاج مذكرات فيديو قصيرة ومساعدتهم على بلورة أسلوبهم السينمائي الخاص بهم.

ويجري في سياق المهرجان تقديم لفتة تكريمية للمخرج الإسباني كارلوس ساورا والذي رحل في فبراير (شباط) الماضي. فيعرض له فيلم «cria cuervos» الذي أنتجه في عام 1976.

أما فيلم الختام فهو لبناني بعنوان «بركة العروس» لباسم بريش. وقد استلهم قصته من تجارب خاصة مرّ بها. وحصل على دعم من مؤسسة «الدوحة للأفلام»، و«الصندوق العربي للثقافة والفنون» (آفاق)، و«المركز الوطني للسينما» (CNC)، و«بيروت دي سي للتطوير والسينما»، و«Act for Lebanon»، و«Agnes Varis Trust. وكان قد عرض في مهرجان القاهرة السينمائي، على أن يجري عرضه في الصالات اللبنانية فور انتهاء مهرجان «السينما الأوروبية».

«بعد الشمس» أحد الأفلام الأوروبية المشاركة (متروبوليس)

وتوضح وهبة، أن هذا الفيلم تم اختياره من قِبل بعثة الاتحاد الأوروبي التي يهمّها تسليط الضوء على السينما اللبنانية. ويشارك في «بركة العروس» باقة من الفنانين اللبنانيين وبينهم كارول عبود وأمية ملاعب وربيع الزهر. ويعدّ أول روائي طويل لباسم بريش.

ومن الأفلام الأوروبية المشاركة في المهرجان الإيطالي «الجبال الثمانية» و«ميكادو» من رومانيا. وكذلك تشارك أفلام أخرى كـ«ليلة الثاني عشر» من فرنسا و«الحقيقة العارية» من بلغاريا و«الرجل الأعمى» من فنلندا و«حتى آخر الليل» من ألمانيا وغيرها.


ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟
TT

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

ماذا سيحدث لجسمك لو تناولت وجبة واحدة يوميا؟

نظام «OMAD» أو (تناول وجبة واحدة في اليوم) هو في الأساس نسخة أكثر تطرفًا من الأنواع الأخرى من أنظمة الصيام الغذائية، مثل الصيام المتقطع والأكل المقيد بالوقت. لكن الفرق الرئيسي هو أنه بدلاً من صيام أيام معينة فقط أو تناول وجباتك فقط خلال فترة زمنية محددة، فإن الأشخاص الذين يتبعون «OMAD» يأكلون كل السعرات الحرارية اليومية في وجبة واحدة كبيرة.

وفي حين يقول مؤيدو OMAD ان اتباع النظام الغذائي يحسن العديد من جوانب الصحة، فإننا في الواقع لا نعرف سوى القليل جدًا عن تأثير تناول وجبة واحدة فقط يوميًا على الجسم؛ ناهيك عن ما إذا كانت آمنة.

ان الأدلة الداعمة لمدى فائدة اتباع OMAD محدودة. وأن عددا قليلا جدًا من الدراسات قد نظرت بالفعل OMAD. ومعظم تلك الدراسات التي أجريت على الحيوانات.

وعلى هذا النحو، فإن معظم الادعاءات بأن OMAD يعمل هي قصصية. أو أنها تستند إلى افتراض أنه إذا كانت أشكال الصيام الأخرى يمكن أن تفيد الصحة، فإن OMAD سيفعل ذلك أيضًا. إذ لا تزال الأبحاث المتعلقة بأنظمة الصيام الغذائية في طور الظهور.

وفي هذا الاطار، تشير بعض الأدلة إلى أن أحد أشكال الصيام المتقطع المعروف باسم «النظام الغذائي 5:2» (حيث يأكل الشخص بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع، ثم 800 سعرة حرارية أو أقل يومين في الأسبوع) قد يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل. لكن، مع ذلك، فهو ليس أفضل من أساليب النظم الغذائية الأخرى، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن «ذي كونفيرسيشنز».

وقد وجدت الأبحاث أيضًا أن الأكل المقيد بالوقت (حيث تأكل كل السعرات الحرارية التي تحتاجها في يومك خلال فترة زمنية محددة) يمكن أن يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم بشكل أفضل. وله فوائد صحية أخرى مثل خفض ضغط الدم.

كما وجدت إحدى الدراسات المراجعة أن العديد من أنواع الصيام المختلفة (بما في ذلك الصيام المتقطع والصيام كل يوم) يمكن أن تحسن عدة جوانب من عملية التمثيل الغذائي؛ وتشمل هذه تحسين مستويات السكر في الدم والكوليسترول، وتقليل مستويات الالتهاب ومساعدة الأشخاص على تنظيم شهيتهم بشكل أفضل. وهذا بدوره قد يساعد في تقليل خطر إصابة الشخص بالسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجبة واحدة فقط

وقد نظرت إحدى الدراسات حتى الآن في تأثير OMAD على البشر؛ ففي هذه الدراسة، تم إعطاء المشاركين نفس العدد من السعرات الحرارية لتناولها كل يوم طوال مدة الدراسة.

وبالنسبة لنصف الدراسة، تناول المشاركون هذه السعرات الحرارية في وجبة واحدة، قبل التبديل، وتناول السعرات الحرارية اليومية مقسمة إلى ثلاث وجبات في اليوم. وتم اتباع كل نمط من الوجبات لمدة 11 يومًا فقط؛ وهي فترة ليست طويلة جدًا على الإطلاق. فتم تناول الوجبة الواحدة بين الساعة 5 مساءً و 7 مساءً.

أكمل 11 مشاركا فقط الدراسة. وعندما تناول المشاركون وجبة واحدة فقط في اليوم، لاحظوا انخفاضًا أكبر في وزن الجسم وكتلة الدهون. ومع ذلك، كان لدى المشاركين أيضًا انخفاض أكبر في الكتلة الخالية من الدهون وكثافة العظام عند تناول وجبة واحدة فقط في اليوم. فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض وظائف العضلات وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام إذا تم اتباع النظام الغذائي لفترة أطول.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي بحثت في تأثيرات OMAD نتائج متضاربة، حيث بينت الأبحاث أن الفئران التي تناولت وجبة كبيرة واحدة يوميًا اكتسبت وزنًا أكبر مقارنة بالتي تناولت وجبات متعددة.

وفي حين أن هذه النتائج قد تشير إلى أن OMAD قد يكون له فوائد لبعض جوانب الصحة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عنه.

سيكون من المهم للدراسات المستقبلية أن تبحث في تأثير OMAD على عدد أكبر من المشاركين وفي مجموعات أخرى من الأشخاص . كما أنه سيكون من المهم أيضًا أن تنظر الدراسات في تأثير OMAD على مدى فترة زمنية أطول، وإجراء هذه التجارب في بيئة واقعية.

وسيكون من المثير للاهتمام أيضًا معرفة ما إذا كان توقيت الوجبة يمكن أن يحسن النتائج بشكل أكبر وما إذا كان المظهر الغذائي للوجبة يحدث فرقًا.

سلبيات أخرى

إذا كان شخص ما يتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، فسيكون من الصعب جدًا عليه تلبية جميع متطلباته الغذائية، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية.

ان عدم الحصول على ما يكفي من هذه العناصر الغذائية المهمة يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات وخطر الإمساك وضعف صحة الأمعاء. إذ سيحتاج الشخص الذي يتبع (أوماد) إلى التأكد من حصوله على حصة جيدة من البروتين والكثير من الخضروات والمكسرات والبذور وبعض الفاكهة والحبوب الكاملة خلال وجبته اليومية الوحيدة لتلبية هذه المتطلبات الغذائية. وسيحتاجون أيضًا إلى حصة جيدة من منتجات الألبان للتأكد من أنهم يستوفون متطلباتهم من الكالسيوم واليود - أو مكمل أو بديل إذا كانوا نباتيين.

هذا ليس نظامًا غذائيًا نوصي به للأطفال أو الحوامل أو الأمهات بفترة الرضاعة أو للأشخاص المعرضين لخطر اضطراب الأكل.

من المهم أيضًا ملاحظة أنه على الرغم من أن هذا النظام الغذائي قد يكون مفيدًا للمشاهير، إلا أنه يمكنهم أيضًا الوصول إلى خبراء التغذية والأنظمة الغذائية عالية الجودة والمكملات الغذائية عند الحاجة.

بالنسبة لأغلبنا، قد يكون هذا النوع من النظام الغذائي غير مستدام، وربما يكون ضارًا على المدى الطويل، وفق ما افادت الدكتورة أماندا أفيري المحاضرة في التغذية بجامعة نوتنغهام.


واشنطن تمنح إقامات وتصاريح عمل مؤقتة لنحو نصف مليون فنزويلي

وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تمنح إقامات وتصاريح عمل مؤقتة لنحو نصف مليون فنزويلي

وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الأميركية الأربعاء السماح لـ472 ألف فنزويلي بالبقاء في الولايات المتحدة والعمل بشكل قانوني لمدة 18 شهراً، نظراً لعدم الاستقرار والظروف غير الآمنة في بلادهم.

قامت إدارة الرئيس جو بايدن بتمديد وإعادة تخصيص برنامج «حماية مؤقتة (تي بي إس)» لصالح الفنزويليين الذين كانوا في الولايات المتحدة قبل نهاية يوليو (تموز) 2023، ومنحهم حماية مؤقتة من الترحيل، بالإضافة إلى حصولهم على تصاريح العمل، على ما أفادت به وزارة الأمن الداخلي في بيان.

وأرجع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس القرار إلى «تزايد عدم الاستقرار في فنزويلا وانعدام الأمن».

وأوضح البيان أن هناك نحو 242700 مواطن فنزويلي مستفيد من البرنامج في وضعيته الحالية، فضلاً عن استفادة نحو 472000 فنزويلي آخرين يعيشون في الولايات المتحدة، ويمكنهم التقدم للاستفادة من قرار إعادة التخصيص في هذا البرنامج.

ووضعت الإدارة الأميركية هذا البرنامج من قِبَل «الكونغرس» للأجانب، وهو إجراء يحول دون ترحيل مواطني الدول التي تعاني كوارث طبيعية أو نزاعات أو غيرها من الظروف الاستثنائية.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 7 ملايين شخص غادروا فنزويلا مع انهيار اقتصاد شركة النفط العملاقة في عهد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013.

وكانت الولايات المتحدة من بين عشرات الدول التي رفضت إعادة انتخاب مادورو في عام 2018 إثر اتهامات بتزويرها.

وقد شمل برنامج الحماية المؤقتة مواطني فنزويلا لأول مرة في عام 2021.

ويتعرض الرئيس بايدن منذ أسابيع لضغوط من أعضاء حزبه بشأن المهاجرين، كما طلب نحو 20 عضواً بمجلس الشيوخ، جميعهم من الديمقراطيين، عدا واحداً، في يوليو، إعادة تخصيص برنامج الحماية المؤقتة لمواطني فنزويلا ولفنزويليين ونيكاراغوا.


منع تلميذة من ارتداء «جبة الأمازيغ» يثير جدلاً حاداً في الجزائر

الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
TT

منع تلميذة من ارتداء «جبة الأمازيغ» يثير جدلاً حاداً في الجزائر

الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)

أطلق ناشطون ومناضلون من أجل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في الجزائر دعوات مكثفة لارتداء «الجبة الأمازيغية» النسائية والتوجه بها «جماعيا» إلى المدارس، كوسيلة للتنديد بمنع تلميذة من دخول مدرسة بمنطقة القبائل، بسبب ارتدائها الجبة التقليدية. وقد أحال الجدل الحاد الذي اندلع حول هذه الحادثة إلى سجال لا يقل حدة يجري حاليا بفرنسا بخصوص ارتداء «العباءة» في المؤسسات التعليمية.

حادثة منع تلميذة من ارتداء الجبة الأمازيغية أحالت إلى سجال مستعر ومستمر حول «العباءة» في فرنسا (أ.ف.ب)

الفتاة التي تدعى «ثيزيري» (ضوء القمر في لغة أمازيغ شمال أفريقيا)، من محافظة بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، ذهبت صباح الأربعاء إلى ثانويتها في مدينة القصر في أول يوم من الدخول المدرسي، لكن عندما وصلت منعها عون إداري بمدخل الثانوية من الالتحاق بقسمها، بحجة أنها ترتدي لباسا «غير تنظيمي». ويتعلق الأمر بجبة أمازيغية لا تخطئها العين في مدن وقرى المحافظات التي ينطق سكانها بالأمازيغية.

عادت الفتاة إلى بيتها وأبلغت والدتها بما حدث، وهي امرأة معروفة في أوساط المدافعين عن «الهوية الأمازيغية للجزائر»، وتدعى ليندة وضاح، فضلا عن كونها أستاذة في جامعة بجاية، ورئيسة قسم اللغة الأمازيغية بها. وفور علمها بما جرى لابنتها، عاتبت مسؤولي المدرسة، ونشرت فيديو على حسابها بمنصة «فيسبوك»، منددة بالموظف الذي حال دون دخول ابنتها المدرسة، وتمت استضافتها في نفس اليوم بقناة «بربر تي في»، الناطقة بالأمازيغية.

جزائريات بالزي الأمازيغي (الشرق الأوسط)

ولأن القضايا المرتبطة بـ«الهوية والشخصية» و«الأصول الثقافية» في الجزائر حساسة للغاية، أحدثت «قضية ثيزيري» بسرعة جدلا واسعا، تشعب ليثير بدوره نقاشا قديما حول «ما إذا كنا عربا أو أمازيغ؟». وقد انفجرت القضية لأول مرة في «أحداث الربيع الأمازيغي» عام 1980، حينما وقعت مواجهات دامية بين نشطاء القضية وقوات الأمن بمدينة تيزي وزو (100 كلم شرق)، التي تعد قلعة المدافعين عن الثقافة الأمازيغية.

وسرعان ما ربط مهتمون بحادثة الفتاة بينها وبين الجدل الدائر في فرنسا منذ أسابيع، حول قرار الحكومة منع الفتيات اللواتي يرتدين العباءة (العباية بالعامية) من دخول المدارس. ولتدارك الموضوع قبل أن يأخذ أبعادا خطيرة، أصدر مدير الثانوية بيانا قدم فيه اعتذاره لوالدة ثيزيري، وأكد أنه لم يكن على علم بطرد التلميذة، موضحا أن القانون الداخلي لمؤسسته لا يمنع ارتداء اللباس التقليدي. كما تواصلت مديرة التعليم ببجاية مع عائلة التلميذة وقدمت لها اعتذارها. ولم يعرف مصير العون الإداري الذي تسبب في هذا اللغط الكبير، فيما عادت ثيزيري إلى المدرسة، والتحقت بزملائها بالزي التقليدي الذي لبسته أول مرة.

أمين عام محافظة الأمازيغية الهاشمي عصاد (الشرق الأوسط)

والمعروف في الجزائر أن خصومة شديدة تحتدم منذ سنين طويلة، أخذت في أحيان كثيرة بعدا آيديولوجيا، بين من يسميهم الإعلام المحلي «بربريست»، نسبة إلى البربر السكان الأصليين لشمال أفريقيا، الذين يناضلون من أجل التمكين للأمازيغية في كل الأطوار التعليمية وفي الفضاء العام، من جهة، ومن جهة ثانية «العروبيون» الذين يعدّون اللغة العربية رافدا لهوية وشخصية الجزائري، ولا يرضون بديلا عن العربية، التي استخلفت الفرنسية كلغة تداول في الإدارات والشركات الحكومية بعد الاستقلال عن فرنسا، لكنها ما تزال تواجه صعوبة في إزاحة «لغة موليير».

الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة أدرج في مراجعة دستورية الأمازيغية لغة وطنية ثانية (حملة الرئيس في انتخابات 2009)

وحاول الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، تفكيك «قنبلة الهوية» بحسب تعبير البعض عام 2002، عندما أدرج في مراجعة دستورية الأمازيغية لغة وطنية ثانية. وارتقى بها إلى مرتبة لغة رسمية ثانية في مراجعة جديدة للدستور عام 2016، نصت أيضا على إنشاء «محافظة سامية للغة الأمازيغية»، اهتمت بإيجاد الآليات الأكاديمية، التي تتيح تدريس هذه اللغة في أقسام التعليم والجامعة.