«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يمثل خطورة على موسم الحج

اعتبرت «وباء المعلومات» أصعب من الفيروسات وأبدت ثقتها في النظام الصحي السعودي

المؤتمر الصحافي الافتراضي للمكتب الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)
المؤتمر الصحافي الافتراضي للمكتب الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يمثل خطورة على موسم الحج

المؤتمر الصحافي الافتراضي للمكتب الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)
المؤتمر الصحافي الافتراضي للمكتب الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)

استبعد مدير الطوارئ الصحية بإقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، حدوث أي تأثير على موسم الحج، بسبب التفشي الحالي لـ«جدري القردة».
وبينما تم الإبلاغ حتى الآن عن 780 حالة إصابة مؤكَّدة من 27 بلدا حتى الثاني من يونيو (حزيران) الحالي، منها 14 حالة في إقليم شرق المتوسط، و13 حالة منها في الإمارات العربية المتحدة، وحالة واحدة في المغرب، فإن برينان لا يرى أن الوضع مقلق، ويستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية.
وقال برينان رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بهذا الصدد خلال مؤتمر صحافي افتراضي تم تنظيمه أمس: «يكفي فقط اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وآليات الترصد المبكر وتتبع المخالطين وتوعية الحجاج، وفي حال ظهور أي حالة إصابة، فإن النظام الصحي السعودي من الكفاءة بمكان، بحيث يستطيع التعامل مع أي طارئ».
وأبدى برينان خلال المؤتمر انزعاجه من بعض المعلومات والتصورات الخاطئة حول المرض، والتي عكستها بعض الأسئلة، ومنها الحديث عن اللقاحات كأداة أساسية في المواجهة. وقال: «لسنا في حاجة إلى حملات تطعيم شاملة على غرار كوفيد-19، باستخدام لقاحات الجدري القديمة أو اللقاحات الجديدة المخصصة لجدري القردة، ولكن يكفي في هذه المرحلة اتخاذ الإجراءات الوقائية الأساسية للسيطرة على المرض، مثل عزل المرضى وتتبع المخالطين وتحسين عمليات الترصد والفحص المختبري».
ورد مستنكراً عن مصدر المعلومات الخاطئة التي جاءت في سؤال أشار إلى أن حالات الوفاة في التفشي الحالي تفوق أي تفشٍ سابق، وقال: «كل التقارير الصادرة عن المنظمة والسلطات الصحية في الدول المختلفة تشير إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة حتى الآن».
وعلى خلاف ما هو سائد، أشار برينان خلال تصحيحه للمعلومة، إلى أن مرض «جدري القردة» أخف كثيراً من الجدري المائي، على الرغم من تشابه أعراضهما، وهي الحمى وآلام الجسد والطفح الجلدي والتقيحات، وقال إن أغلب المصابين يتم علاجهم بالعلاجات الداعمة دون الحاجة إلى دخول المستشفيات، وهذه العلاجات الداعمة هي مجموعة من الأدوية التي تستهدف أعراض المرض.
ورأى المدير الإقليمي لمكتب شرق المتوسط، أحمد المنظري، خلال المؤتمر الصحافي، أن المعلومات الخاطئة التي صححها برينان خلال المؤتمر «هي أخطر من الوباء نفسه... وباء المعلومات الخاطئة أخطر على الصحة من أوبئة الفيروسات، وهذه حقيقة لمسناها عن قرب خلال جائحة كوفيد-19، حيث تسببت المعلومات الخاطئة، في إحجام البعض عن تناول اللقاحات، ليصبح فريسة سهلة للمرض».
وأبدى المنظري تعجبه من أن يكون من بين المتلقين لهذه المعلومات الخاطئة والمروجين لها رؤساء دول وسياسيون لقي بعضهم حتفه خلال الجائحة، بسبب عدم اعترافه بوجود المرض من الأساس.
وإذ لم ير المنظري أي عذر لهؤلاء في الاعتقاد بنظرية المؤامرة وتصديق المعلومات الخاطئة، فإنه يلتمس بعضاً منه للجمهور العادي، بسبب الاضطرابات السياسية بالعالم حالياً، وما يصاحبها من الحديث عن الفيروسات المصنعة والحرب البيولوجية، وقال: «هذه بيئة خصبة لرواج نظرية المؤامرة»، غير أنه طالب السلطات الصحية والمجتمع المدني ببذل جهد أكبر في اتجاه التوعية.
وأوضح المنظري أن جُدري القردة يعد مرضاً جديداً على إقليمنا، مشيرا إلى أنهم يعكفون حالياً على التنسيق الوثيق مع المقر الرئيسي للمنظمة وسائر أقاليم المنظمة لمعرفة المزيد عن أسباب ظهوره الآن في البلدان غير الموطونة بالمرض، متابعاً: «الوضع يتطور بوتيرة سريعة، ولكن لا يزال تقييم المنظمة للخطر المحدق بالصحة العامة حتى الوقت الحالي، بأنه متوسط على الصعيدين العالمي والإقليمي».
وشدد أيضا على أن المنظمة لا تُوصي بفرض قيود على السفر، لكنه دعا أي شخص يشعر باعتلال الصحة أثناء أو عقب السفر إلى بلدان غرب ووسط أفريقيا التي يتوطن فيها المرض، الى أن يُبلغ أحد المهنيين الصحيين بذلك.
ولا تزال التحقيقات جارية حول سبب التفشي الحالي، الذي تسبب في خروج المرض من البلدان المُوطونة به، إلى بلدان أخرى، ولكن التسلسل الجيني الذي تم إجراؤه باستخدام عينات من المصابين، تشير إلى أن الفيروس المتسبب في التفشي ينتمي إلى سلالة غرب أفريقيا.
ونفت مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي للمنظمة رنا الحجة، خلال المؤتمر الصحافي، ما يتردد عن حدوث تحورات في الفيروس أكسبته قدرة كبيرة على الانتقال، وأن ذلك هو ما يفسر خروجه عن نطاق البلدان الموطونة، وقالت مستنكرة: «هذا أيضا من المعلومات الخاطئة التي يتم ترويجها». وأعادت الحجة التأكيد على أن فيروس جدري القردة ينتمي إلى نوعية الفيروسات التي تكون مادتها الجينية «دي إن إيه»، وهذه النوعية من الفيروسات، على خلاف فيروسات «آر إن إيه» مثل فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد -19»، تكون قدرتها على التحور بطيئة.
وتحدثت عن الخيارات العلاجية المتاحة للمرض، وقالت إن أغلب المرضى يتم علاجهم بتدخلات دوائية تستهدف الأعراض، مشيرة إلى وجود دواء مخصص لجدري القردة تم اعتماده، ولكن الكمية المنتجة منه لا تزال قليلة، كما أشارت إلى وجود لقاحين تم إنتاجهما لجدري القردة، ولا تزال الكميات المتوفرة منهما قليلة أيضا.
وأوضحت أن هذه اللقاحات لن تكون مثل لقاحات «كوفيد -19» مخصصة لتطعيم عموم السكان، لكنها ستكون مخصصة فقط لمخالطي المرضى، حيث يمكن أن تكون مفيدة في منع ظهور المرض إذا أعطيت لهم قبل ظهور أعراض المرض، وتحديدا بعد أربعة أيام من التعرض للفيروس.
ومن أجل التخفيف على النظم الصحية وعدم الحاجة إلى توفير كميات كبيرة من هذه اللقاحات، تقول الحجة إن المنظمة تعمل مع البلدان التي لم يُبلَغ فيها عن أي حالات إصابة مؤكدة، من أجل زيادة تدابير التأهب، ومنها توعية عامة الناس بالمرض وبأعراضه، وضمان قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية على الاكتشاف السريع للحالات المشتبه فيها وعزلها، وتنمية القدرات المختبرية من أجل التشخيص السريع للحالات المشتبه فيها.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)
وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)
TT

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)
وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات المستمرة على الأراضي الفلسطينية ومقدساتها، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وكذلك التطورات الأمنية في لبنان والأوضاع في المنطقة.

وتمت مناقشة هذه الملفات من قبل وزراء الخارجية لصياغة موقف دول مجلس التعاون منها تمهيداً لرفعها إلى القادة في قمتهم المرتقبة الـ45 المقرر عقدها في الكويت الأحد المقبل.

كما بحث اجتماع وزراء الخارجية، الذي عقد برئاسة وزير الخارجية عبد الله اليحيا؛ تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات والبناء على الجهود التي بذلت خلال الدورة الماضية والعمل على مواصلة مسيرة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات.

ومن المقرر أن يشارك قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأحد المقبل، في أعمال القمة الخليجية لمناقشة أهم القضايا الإقليمية والدولية، وكل ما من شأنه أن يعزز المسيرة التاريخية للعمل الخليجي المشترك.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، شارك اليوم (الخميس)، في الاجتماع الوزاري الـ162 التحضيري للدورة «45» للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المنعقد بدولة الكويت، حيث جرى خلال الاجتماع «استعراض مسيرة العمل الخليجي المشترك، وسبل تعزيزه وتطويره، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وعلى رأسها المستجدات في قطاع غزة ولبنان، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، والوصول إلى حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

كما ناقش الاجتماع مجموعة من التقارير المتعلقة بمتابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الصادرة عن القمة «44»، إلى جانب القضايا المتعلقة بالحوار والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتجمعات العالمية.

وكان الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبد العزيز العويشق، قال أمس إن القمة الخليجية في الكويت «ستناقش المواضيع المهمة في المنطقة، إضافة إلى الموضوعات العسكرية والأمنية والاقتصادية وغيرها التي تهم المواطن الخليجي».

وعقد اليوم في الكويت الاجتماع التشاوري للدورة الـ162 التحضيرية للمجلس الوزاري للدورة الـ45 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وترأس الاجتماع التشاوري وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، بحضور رؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركة في الاجتماع، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.