سيخضع الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي (يويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني لمحاكمة جديدة أمام القضاء السويسري، بدءاً من اليوم (الأربعاء)، بتهم الاحتيال بشأن دفعة مالية مشبوهة عام 2015.
ويبدأ بلاتر (86 عاماً) وبلاتيني (66 عاماً) محاكمة لمدة أسبوعين في المحكمة الجزائية الفيدرالية السويسرية في مدينة بيلينتسونا الجنوبية، بتهمة الاحتيال جراء دفعة مالية مشبوهة أقصتهما منذ عام 2015 عن مشهد الكرة العالمية.
ويتهم الادعاء السويسري الرجلين اللذين كانا في يوم من الأيام أقوى الشخصيات في اللعبة، بترتيب دفع مليوني فرنك سويسري (2.08 مليون دولار) بشكل غير قانوني في عام 2011 من «فيفا» إلى بلاتيني. وتسببت القضية في إنهاء فترة رئاسة بلاتر لـ«فيفا» التي استمرت 17 عاماً بشكل سيئ، وقضت على آمال بلاتيني في خلافته. وهذا واحد من 25 تحقيقاً أجراها مكتب المدعي العام السويسري في فساد منظمتي كرة القدم، ولا يزال 12 تحقيقاً معلقاً.
وبعد تحقيق استمر 6 سنوات، اتهم الادعاء العام بلاتر «بالاحتيال، بدلاً من الاختلاس، وبسوء الإدارة الإجرامية، وكذلك الاتهام بتزوير وثيقة».
كما يُتهم بلاتيني بالاحتيال والاختلاس والمشاركة في سوء الإدارة الإجرامية كشريك، وكذلك بتزوير مستند. وتقول المحكمة إن بلاتيني «قدَّم إلى (فيفا) في 2011 فاتورة وهمية مزعومة عن دين وهمي لا يزال قائماً لنشاطه كمستشار لـ(فيفا) بين 1998 و2002».
ويواجه الرجلان عقوبة السجن لمدة 5 سنوات، أو حكماً مع وقف التنفيذ ودفع غرامات مالية.
ونفى بلاتر وبلاتيني اللذان كانا مقربين قبل التحول إلى غريمين، عندما أراد الأخير المنافسة على رئاسة «فيفا»، ارتكاب أي مخالفات.
في محاكمة بيلينتسونا، اتفق الدفاع والادعاء على نقطة واحدة: تم تعيين بلاتيني كمستشار لبلاتر بين 1998 و2002، ووقّعا على عقد في 1999 مقابل راتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري «كان بلاتيني قد أصدر فاتورة به في كل مناسبة، ودفعه (فيفا) بالكامل»، وفق مكتب المدعي العام السويسري.
ومع ذلك، بعد أكثر من 8 سنوات من انتهاء دوره الاستشاري، فإن بلاتيني «طالب بمبلغ مليوني فرنك»، وفق المكتب أيضاً. ويصرّ الرجلان على أنهما اتفقا شفهياً منذ البداية على راتب سنوي قدره مليون فرنك.
قال بلاتيني: «إنه راتب لم يُسدد بعد، ومستحق على (فيفا) بموجب عقد شفهي ويتم دفعه وفق أفضل الشروط القانونية. لا شيء إضافي! لقد تصرفت كما في كل حياتي ومسيرتي المهنية، بأقصى درجات الصراحة».
بصفته طرفاً مدنياً، يريد «فيفا» استرداد الأموال التي دُفعت في عام 2011، بحيث «يتم إرجاعها إلى الغرض الوحيد الذي كانت من أجله: كرة القدم»، بحسب ما قالت محامية الاتحاد الدولي، مي هول- شيرازي.
وقال دومينيك نيلين محامي بلاتيني: «المحاكمة السويسرية لموكلي كانت نتيجة مؤامرة تهدف لمنعه من رئاسة (فيفا)». وأضاف: «نثق في أن هذا الإجراء سيؤدي إلى نتيجة إيجابية، ستظهر إخلاص بلاتيني الكامل في هذه المسألة. هدف تلك القصة كان إبعاده عن المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي».
وقال بلاتيني: «أتعامل مع جلسة الاستماع هذه بهدوء وثقة. أنا مقتنع بأن العدالة ستتحقق بشكل كامل ونهائي بعد سنوات عديدة من الاتهامات والافتراءات. سنثبت في المحكمة أنني تصرفت بأمانة شديدة، وأن دفع الجزء المتبقي من الراتب كان مستحقاً من (فيفا)، وهو قانوني تماماً».
من جانبه قال بلاتر: «تعود هذه القضية إلى حدث في 2011. إنها مسألة إدارية، دفع راتب مستحق. تم الإعلان عن الأمر بشكل صحيح كدفعة راتب، وتم احتسابه وفقاً لذلك، ووافقت عليه جميع الهيئات ذات الصلة في (فيفا)».
وانضم بلاتر إلى «فيفا» عام 1975، وأصبح أمينه العام في 1981، ورئيساً له في عام 1998، قبل أن يُجبر على التنحي من منصبه في عام 2015، وعوقب من قبل الاتحاد الدولي بالإيقاف لفترة 8 أعوام، ثم خفضت لاحقاً إلى 6 أعوام. أما بلاتيني، فيعدّ من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. أحرز الكرة الذهبية 3 مرات توالياً بين 1983 و1985، وترأس الاتحاد الأوروبي بين يناير (كانون الثاني) 2007 وديسمبر (كانون الأول) 2015، قبل أن يتم إيقافه 8 سنوت، تم تخفيضها إلى أربع.
بلاتر وبلاتيني أمام القضاء السويسري مجدداً بتهم الفساد والاحتيال المالي
رئيسا «فيفا» و«يويفا» السابقان يؤكدان صحة تصرفهما... والدفاع يرى المحاكمة سياسية
بلاتر وبلاتيني أمام القضاء السويسري مجدداً بتهم الفساد والاحتيال المالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة