النيابة المصرية تعلن نتائج تحقيقاتها في «انتخابات 2012» خلال أيام

شوقي السيد: الفريق شفيق لن يطالب بالرئاسة بـ«حكم قضائي»

النيابة المصرية تعلن نتائج تحقيقاتها  في «انتخابات 2012» خلال أيام
TT

النيابة المصرية تعلن نتائج تحقيقاتها في «انتخابات 2012» خلال أيام

النيابة المصرية تعلن نتائج تحقيقاتها  في «انتخابات 2012» خلال أيام

علمت «الشرق الأوسط» أن النيابة المصرية العامة في طريقها إلى إعلان نتائج تحقيقاتها فيما يخص دعاوى تزوير الجولة الثانية والحاسمة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر يونيو (حزيران) 2012. والتي تنافس فيها كل من الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق.
وتوقع الخبير الدستوري والقانوني الدكتور شوقي السيد، محامي الفريق شفيق، أن يعلن المستشار عادل إدريس، قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل، نتائج تحقيقاته التي باشرها منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، على الرأي العام في غضون أيام قليلة. مستبعدا فرضية أن يطالب الفريق شفيق بالعودة إلى مقعد الرئاسة بـ«حكم قضائي»، وأن الإصرار على متابعة القضية يأتي طلبا لرد الاعتبار إلى جانب إثبات أن الحكم منذ يونيو 2012 وحتى يونيو 2013 لم يكن شرعيا.
وأوضح السيد لـ «الشرق الأوسط» أن المستشار إدريس هو القاضي الرابع الذي يتولى التحقيق في تلك القضية، وأن القضاة الثلاثة السابقين كانوا في «عهد الإخوان»، مرجحا أن تكون «ضغوطا ما مورست بحق السابقين». وأشار الخبير الدستوري إلى أن القضية هي بالأساس قضية النيابة العامة منذ 20 يونيو 2012، وذلك عقب ورود تقارير موسعة من الأجهزة الرقابية، وتحديدا إدارة البحث الجنائي في وزارة الداخلية، تخص حصر التجاوزات التي جرت خلال الانتخابات، ومن بينها التصويت المسبق في البطاقات الانتخابية خلال وجودها في المطابع الأميرية (الرسمية) قبل إرسالها إلى اللجان، لمصلحة مرشح الإخوان المسلمين.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أعلنت فوز المرشح الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة يوم 24 يونيو 2012، مشيرة إلى حصوله على نسبة 51.7 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين، بينما حاز منافسه الفريق أحمد شفيق على نسبة 48.2 في المائة، بفارق نحو 900 ألف صوت.
وتقدم الفريق شفيق من خلال محاميه بطعن على النتائج، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تنحت عن نظر الطعن، عقب صدور إعلان دستوري يحصن أعمال وقرارات اللجنة. وأضاف السيد أن المستشار إدريس استمع إلى كبار المسؤولين وطلب تحريات «تكميلية»، وتحفظ على المستندات بمقر لجنة الانتخابات الرئاسية (آنذاك)، كما قام بحظر النشر في «مجريات التحقيق» بالقضية في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بهدف «تحقيق العدالة والبعد عن التأثير في الرأي العام». وعد السيد القضية بمثابة «قضية رأي عام»، كونها تتعلق بـ«اختلاس واستيلاء وخطف المقعد الرئاسي» من قبل جماعة الإخوان.
وحول الخطوة التالية عقب إعلان نتائج التحقيقات، قال السيد إن المتبع هو إعداد قرار اتهام لأشخاص بعينهم، ويحدد الجرائم الجنائية التي ارتكبت، ثم تحال القضية إلى محكمة الجنايات.
أما عن الآثار المترتبة على مثل تلك القضية، فأكد السيد أن أهمها هو أن «الشرعية المدعى بها (من قبل جماعة الإخوان) ساقطة، وأن من حكم خلال تلك الفترة لم يكن رئيسا شرعيا للبلاد»، مشيدا بما قام به المصريون الذين «سبقوا التحقيقات في نتائجها، وأسقطوا الرئيس (مرسي)». وتابع أن «هناك جانبا آخر، وهو رد الاعتبار إلى المنافس الفائز وهو الفريق أحمد شفيق، الذي تعمد الحكم السابق إبعاده ونفيه واتهامه على أرضية الخصومة السياسية.. كما تخول له - ولأي مواطن مصري - طلب التعويض ضد مرتكبي هذه الأفعال الكبرى التي أضرت بصالح الوطن»، بحسب قوله.
ونفى السيد إمكانية أن يسعى الفريق شفيق للمطالبة بمقعد الرئاسة إذا حكمت المحكمة بتزوير انتخابات 2012، قائلا إن «الفريق أكد أن الزمن تجاوز أن يأتي الرئيس بحكم قضائي، والإرادة الشعبية لا بد أن تكون محل اعتبار، ولا يمكن أن يفرض الرئيس القادم على المصريين، وبخاصة عقب خروجهم في 30 يونيو، والسير قدما في استحقاقات خريطة الطريق». مؤكدا أن الفريق يؤثر إعلاء المصلحة العامة، وأضاف: «لو كان ينشد إعلاء المسائل الشخصية لوقع الشارع المصري في شقاق».



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.