تمكن المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف «اعتدال»، في السعودية، من إزالة ما يقارب 600 ألف محتوى ورابط على تطبيق التواصل «تيليغرام»، في إطار تعاون مع المركز بدأ في فبراير (شباط) الماضي، تتم بموجبه مراجعة المحتويات المتعلقة بالجماعات والممارسات المتطرفة، والمنشورة باللغة العربية عبر الإنترنت.
وقال مركز «اعتدال» إن آلاف القنوات التي يشتبه في احتوائها على مواد دعائية للإرهاب، جرى تقييمها، للكشف عن أنماط إساءة الاستخدام لخدمات المنصة، والتنسيق في رصد وإزالة المحتويات العربية الضارّة، والممنهجة لاستهداف الشباب وتمجيد ممارسات الإرهاب.
وتشكل الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية على الواقع الافتراضي، ما وصفه المركز بـ«السرايا الرقمية»، التي تركز على استقطاب الضحايا وتجنيدهم لصالح أجندتها الآيديولوجية، ومحاولة رفع مستوى التعاطف والتأييد لخطاباتها عبر الحواضن الإلكترونية المختلفة، رغبة في زيادة عناصرها، خصوصاً من فئة صغار السن.
وأوضح عبد الله الشريف، المدير التقني لمبادرة أوسط، التي تعمل على تنقية الفضاءات الإلكترونية من المحتويات المتطرفة، أن أبرز استراتيجيات الجماعات الآيديولوجية في استدراج ضحاياها عبر منصات الواقع الافتراضي، هي التركيز على المراهقين الانطوائيين، واستغلال انفصالهم عن المجتمع والأسرة، وتوظيف هذه الاتجاهات لتحريضهم على الانضمام إليها وتبني أجندتها.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «غالباً ما يتم توظيفهم في المقام الأول لبث رسائل الجماعات في محيط الفرد المستهدف، إذ يجري تشغيله كمجند دعائي، لزيادة دائرة الاستقطاب والتأثير في الفئات المجتمعية المؤهلة للاستسلام للدعاية السلبية».
وتستغل الجماعات المتطرفة التطور الكبير في تقنيات التواصل الاجتماعي، ومواقع شبكة الإنترنت، لنشر الأفكار، ورقمنة خطابات الاستقطاب، وقد ظهرت بصمات لتطبيق التراسل الفوري «تيليغرام» في عدد من العمليات الإرهابية التي جرت السنوات القليلة الماضية، على غرار هجمات باريس 2015، وهجوم سوق عيد الميلاد في برلين 2016، وهجوم ليلة رأس السنة الجديدة 2017 في إسطنبول، إذ أتاحت الدرجة العالية من التشفير التي تتمتع بها المنصة، تمكين العناصر المتطرفة من تمرير رسائلهم والتواصل فيما بينهم، وشحن المجتمعات برسائل الدعم والتأييد لتلك الجماعات، وربما الحد من ملاحقتهم أمنياً مع وجود تقنية التدمير الذاتي للرسائل المتداولة داخل غرف التطبيق.
كما زاد المحتوى المتطرف من اعتماده على الخوارزميات المتقدمة، والشبكات الدعائية التي تغذيه باستمرار، وتبلور مستوى جديداً من «التطرف الشبكي» استدعى أن تتخذ الكثير من السلطات الرسمية والشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، خطوات للحد من منسوب المحتوى المتطرف، بالإضافة إلى مبادرات المجتمع المدني التي تعضد هذا المجهود.
وتقوم مبادرة أوسط على توظيف الاستخدامات المبتكرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحد من انتشار المحتويات المتطرفة داخل المجتمعات الافتراضية، وحماية الفضاء السيبراني من خلال تطويق الدعايات الآيديولوجية الضارّة.
وأشار الشريف إلى أن أفراد المبادرة يقومون بتحليل العديد من المحتويات على مواقع التواصل يومياً، لتحسين أدائها في تصنيف المحتويات وتحييد النصوص المتطرفة بشكل أدق وأفضل، مستخدمين في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي المؤهلة للتعامل مع جميع أشكال المحتوى النصي والسمعي والبصري، وتصنيفها في مصفوفات تخفف من مدى انتشارها وحدّتها الدعائية، وتساعد على كشف قدرتها على الوصول إلى الشرائح المجتمعية المستهدفة.
600 ألف محتوى متطرف بثتها «السرايا الرقمية» في 4 أشهر
600 ألف محتوى متطرف بثتها «السرايا الرقمية» في 4 أشهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة