دراسة: تلوث الهواء يزيد خطر الإصابة بأعراض «كورونا» الحادة

تلوث الهواء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية (رويترز)
تلوث الهواء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية (رويترز)
TT

دراسة: تلوث الهواء يزيد خطر الإصابة بأعراض «كورونا» الحادة

تلوث الهواء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية (رويترز)
تلوث الهواء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن التعرض لتلوث الهواء لفترات طويلة يفاقم من مضاعفات وأعراض فيروس «كورونا» الحادة.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن التي توجد بها مستويات عالية من ثاني أكسيد النيتروجين السام في الغلاف الجوي لديهم فرص أكبر في أن ينتهي بهم الأمر في وحدات العناية المركزة، بعد إصابتهم بـ«كورونا».
ويتم إطلاق ثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي عند حرق الوقود الأحفوري، ومن المعروف أن الغاز له آثار ضارة على رئتي الإنسان.
وعلى وجه الخصوص، يتلف هذا الغاز الخلايا البطانية، التي تشكل غشاء رقيقاً يبطن القلب والأوعية الدموية من الداخل، مما يمنع نقل الأكسجين إلى دم الشخص في أثناء عملية التنفس.

وقالت الدكتورة سوزان كوخ، من مستشفى جامعة برلين، التي قادت فريق الدراسة: «تُظهر نتائجنا ارتباطاً إيجابياً بين التعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين ومعدل الوفيات الناجمة عن كورونا ومعدل الإصابات الحادة به».
واستخدمت كوخ وفريقها بيانات تلوث الهواء لحساب متوسط مستويات ثاني أكسيد النيتروجين لكل مقاطعة في ألمانيا.
تم العثور على أعلى نسبة تلوث في مدينة فرانكفورت، بينما كانت النسبة الأقل في سوهل، وهي مقاطعة صغيرة في ولاية تورنغن.
وفحص الفريق أيضاً بيانات حول عدد مرضى «كورونا» في المستشفيات الألمانية، والذين احتاجوا للدخول إلى وحدات العناية المركزة، وأولئك الذين تم وضعهم على أجهزة الأكسجين، خلال شهر واحد في عام 2020.
وأفاد الباحثون بأنه في كل من المقاطعات العشر التي يوجد بها أقل نسبة تلوث بثاني أكسيد النيتروجين، احتاج 28 شخصاً لدخول العناية المركزة، و19 شخصاً لأجهزة الأكسجين، خلال شهر الدراسة، في حين أنه في المقاطعات العشر التي يوجد بها أعلى نسبة تلوث بثاني أكسيد النيتروجين، احتاج 144 شخصاً لدخول العناية المركزة و102 لأجهزة الأكسجين.
ومن المعروف أن فيروس «كورونا» يلتصق بمستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (Ace - 2) عندما يدخل الخلايا بعد إصابة شخص ما. وهذه المستقبلات لها الكثير من الأدوار الرئيسية، أحدها يتضمن مساعدة الجسم على تنظيم مستويات بروتين «أنجيوتنسين 2»، وهو بروتين يزيد الالتهاب. بعبارة أخرى، تساعد هذه المستقبلات على كبح جماح الالتهاب.

ومع ذلك، عندما يلتصق «كورونا» بمستقبلات Ace - 2، تزول هذه السيطرة على الالتهابات، ويحدث الأمر نفسه عند التعرض لتلوث الهواء. لذا أكد فريق الدراسة أن الجمع بين الإصابة بـ«كورونا» والتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء من شأنه أن يؤدي إلى التهاب أكثر حدة، ويفاقم مضاعفات فيروس «كورونا» بشكل ملحوظ.
وحذر الفريق من أن التعرض لتلوث الهواء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية الأخرى، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والربو وسرطان الرئة، مؤكدين الحاجة للانتقال إلى الطاقة المتجددة والنقل النظيف لتحسين جودة الهواء.
وتمت مناقشة الدراسة الجديدة الأسبوع الماضي في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للتخدير والعناية المركزة في ميلانو.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
TT

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)

أسفل طبقة الجليد السميكة في غرينلاند تقع شبكة من الأنفاق التي كان يُعتقد يوماً ما أنها المكان الأكثر أماناً على الأرض، في حال نشوب أي حرب. وشهد مشروع «أيس وورم» (دودة الجليد)، الذي تم إنشاؤه خلال الحرب الباردة، الخطة الأميركية لتخزين مئات الصواريخ الباليستية في منظومة من الأنفاق كان يُطلق عليها «كامب سينشري» (قرن المعسكر)، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.

في ذلك الوقت كان قادة الجيش الأميركي يأملون شنّ هجوم نووي على الاتحاد السوفياتي، في أوّج توترات الحرب الباردة، في حال تصعيد الأمور. مع ذلك بعد مرور أقل من عقد على بناء القاعدة، تم هجرها عام 1967، بعد إدراك الباحثين تحرك الكتلة الجليدية.

الآن عادت الأنفاق الممتدة في درجات حرارة أدنى من الصفر للظهور إلى دائرة الضوء في الصور الجديدة المذهلة للقمر الاصطناعي التابع لـ«ناسا». وقال أليكس غاردنر، عالم في الغلاف الجليدي بمختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا): «كنا نبحث عن قاع الجليد، وفجأة ظهر (كامب سينشري). لم نكن ندري ماهيته في البداية؛ حيث تظهر في البيانات الجديدة تكوينات فردية في المدينة السرية على نحو مختلف تماماً عما سبق».

وتضم شبكة الأنفاق التي تقع تحت الأرض وتمتد لثلاثة كيلومترات، مختبرات ومتاجر ودار سينما ومستشفى وأماكن إقامة لمئات الجنود. مع ذلك، لا يخلو الموقع الجليدي في غرينلاند من المخاطر؛ حيث لا يزال يحتوي على مخلفات نووية.

أزال الجيش الأميركي، بناء على افتراض أن الموقع سيظل متجمِّداً إلى الأبد، المفاعل النووي الذي كان في الموقع سمح بدفن المخلفات، التي تعادل كتلة 30 طائرة من طراز «آير باص إيه 320»، تحت الثلوج.

مع ذلك هناك مواقع أخرى حول العالم خالية من المخلفات النووية، تصلح لأن تصبح مأوى آمناً في حالة نشوب حرب عالمية. «وود نورتون» هي شبكة من الأنفاق تمتد في عمق غابة ورشستر شاير اشترتها مؤسسة «بي بي سي» بالأساس أثناء الحرب العالمية الثانية، تحسباً لنشوب أزمة في لندن. وهناك أيضاً جبل بيترسن في ولاية فيرجينيا الأميركية؛ حيث يُعد واحداً من مراكز سرية عديدة تُعرف أيضاً باسم مكاتب مشروع «إيه تي أند تي»، الضرورية لتخطيط الاستمرار للحكومة الأميركية.

في أقصى الشمال بالولايات المتحدة الأميركية، يوجد مجمع «رافين روك ماونتن»، في ولاية بنسلفانيا، وهو قاعدة تتسع لنحو 1400 شخص. ومجمع «تشيني ماونتن» في مقاطعة إل باسو بولاية كولورادو، هو مجمع تحت الأرض يفخر باحتوائه على 5 غرف من احتياطي الوقود والماء، ويوجد في جزء واحد بحيرة تحت الأرض.