مسؤول الأمم المتحدة: دعونا لمؤتمر {حسن نية} ودون شروط مسبقة

مسؤول الأمم المتحدة: دعونا لمؤتمر {حسن نية} ودون شروط مسبقة
TT

مسؤول الأمم المتحدة: دعونا لمؤتمر {حسن نية} ودون شروط مسبقة

مسؤول الأمم المتحدة: دعونا لمؤتمر {حسن نية} ودون شروط مسبقة

قال مسؤول في الأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية تسعى لعقد مؤتمر «حسن نية»، في جنيف، الشهر المقبل، بشأن الأزمة اليمنية، في معرض تعليقه على الأنباء التي أشارت إلى أن حكومة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي رفضت دعوة بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، لحضور مؤتمر جنيف عن اليمن «ما لم يلتزم الحوثيون بقرارات الأمم المتحدة».
وقال المسؤول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ندعو لمؤتمر حسن نية، ودون شروط مسبقة». وكانت «الشرق الأوسط» انفردت، أول من أمس، بنشر اعتذار الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، عن حضور اجتماع جنيف الذي دعا له بان كي مون، وذلك خلال رسالة أرسلها له الرئيس هادي. وأوضح مسؤول دبلوماسي في نيويورك في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة اليمنية ترحب بجهود الأمم المتحدة، وتبدي الاستعداد للتعاون معها، وتعتذر عن حضور الحكومة والقوى الوطنية السياسية إلى اجتماع جنيف المقرر عقده في 28 من الشهر الحالي، وذلك بسبب أن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع لا يزالون يمارسون أعمالهم، من دون أي تغير في موقفهم، مشيرًا إلى أن العدوان مستمر حتى هذه اللحظة في الفساد وقتل المدنيين.
وقال المسؤول إن الحكومة اليمنية رحبت بدعوة الأمين العام بان كي مون، إلا أنه لم يتبين لها أي مستجدات أو حيثيات كافية تساعدها على اتخاذ القرار المشاركة في اجتماع جنيف خلال الوقت الحاضر، مؤكدًا أنها على استعداد في المشاركة اجتماع جنيف، في حين تتسنى الظروف، وتنسحب الميليشيات الحوثية من المدن، وتنزع السلاح، وتكف عن القتل، وتطبق قرار الأمم المتحدة 2216 وما قبله، وبالتالي تقبل الحكومة أي دعوة للحوار أو اللقاء.
وأشار المسؤول الأممي، أمس (طلب عدم نشر اسمه)، إلى تصريحات أدلى بها مون، يوم الأربعاء الماضي، قال فيها إنه يأمل أن يقدر المؤتمر «على إعادة الحياة لجهود عملية سلام، وعلى تحول سياسي في اليمن يقوم بها اليمنيون أنفسهم.. سيكون الحل الوحيد الدائم للأزمة في اليمن هو حل سياسي يتفاوض اليمنيون وحدهم للوصول إليه»، وقال المسؤول: «بطبيعة الحال، لا بد من حضور يمثل اليمنيين للاتفاق على تحول يقوم به اليمنيون أنفسهم، كما قال الأمين العام».
وأكد المسؤول أن اعتذار الحكومة اليمنية عن حضور اجتماع جنيف ليس ضد الأمم المتحدة، وإنما حتى كف الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع صالح، عن العنف، والتوقف عن جميع العمليات العسكرية، والامتناع عن استفزاز الدول المجاورة، والإفراج عن الموقوفين اليمنيين الذين تحتجزهم.
وذكر المسؤول أن تكليف إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي الجديد لليمن، هو بمثابة متابعة لتنفيذ القرار الأممي 2216 وما قبله، وليس للخوض في حوارات ولقاءات جديدة.



الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
TT

الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)

بوساطة عمانية، وافقت الجماعة الحوثية، الأربعاء، على الإفراج عن طاقم السفينة العملاقة «غالاكسي ليدر» البالغ عددهم 25 بحاراً من جنسيات متعددة بعد 14 شهراً من قرصنة السفينة واحتجازها مع الطاقم تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن مصير السفينة نفسها، التي ترفع علم جزر الباهاما وتديرها شركة يابانية وتعود ملكيتها جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي.

وفي بيان للجماعة المدعومة من إيران، قالت إن مجلس حكمها الانقلابي قرر «الإفراج عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر) التي تم احتجازها بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في إطار معركة إسناد غزة».

وقالت الجماعة الحوثية إن قرار الإفراج عن طاقم السفينة جاء بعد تواصل مع حركة «حماس» وجهود عُمانية، دون إيراد تفاصيل عن موعد الإفراج عنهم والترتيب لنقلهم، أو مصير السفينة نفسها.

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وكانت الجماعة بدأت هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في 19 نوفمبر، وبخاصة السفن المرتبطة بإسرائيل وموانيها بغض النظر عن جنسيتها قبل أن تضيف إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وأدت الهجمات الحوثية إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها مزاراً لأتباعها قرب ميناء الحديدة، كما أدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، وإصابة عشرات السفن بأضرار ومقتل نحو 3 بحارة في إحدى الهجمات.

وتعود ملكية السفينة «غالاكسي ليدر» المتخصصة بنقل السيارات إلى شركة «راي كار كارز»، وتديرها شركة «إن واي كيه» اليابانية، ويتشكل طاقمها من 25 بحاراً من الفلبين، والمكسيك، ورومانيا، وبلغاريا وأوكرانيا.

مهاجمة السفن الإسرائيلية

بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة الذي بدأ سريانه الأحد الماضي، أعادت الجماعة الحوثية النظر في مهاجمة السفن، وقالت إنها لن تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل خلال الهدنة في غزة.

وجاء الموقف الحوثي في رسالة وزَّعها على شركات الشحن مركز أطلقت عليه «مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، وهو مركز أنشأته للتواصل مع شركات الشحن العالمية قبل أشهر.

السفينة المقرصنة من قِبل الحوثيين «غالاكسي ليدر» (رويترز)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول في المركز الحوثي قوله إن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل سيتوقف عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل الاتفاق بين تل أبيب وحركة «حماس».

وكانت الهجمات الحوثية استدعت قيام الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لحماية الملاحة، قبل أن تشنّ ضرباتها للحد من قدرات الجماعة بالاشتراك مع بريطانيا في بعض المرات، حيث استقبلت الجماعة نحو ألف غارة وقصف بحري منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024.

كما دفعت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيَّرة باتجاه إسرائيل الأخيرة للرد بضربات انتقامية خمس مرات مستهدفة مواني الحديدة ومستودعات الوقود فيها ومحطتي كهرباء في صنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي.

وأكد جوليان هارنيس، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، خلال اجتماع للمنظمة الدولية في جنيف، الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو أن تأثير الغارات الجوية على ميناء الحديدة، ولا سيما في الأسابيع القليلة الماضية، كان كبيراً للغاية.

وأفاد بغرق أربعة من أصل خمسة زوارق قطْر في الميناء مهمة لمرافقة السفن الكبيرة التي تحمل الواردات، في حين تضرر الزورق الخامس، مشيراً إلى انخفاض طاقة الميناء إلى نحو الربع.

الناقلة اليونانية «سونيون» بعد تعرُّضها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني؛ إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خصوصاً أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.