رنين مطر لـ«الشرق الأوسط» : أنتقد نفسي وآخذ بملاحظات أصحاب الخبرات

تجسد شخصية المرأة المنتقبة في «بيروت 303»

تدرس رنين خطواتها التمثيلية بدقة فتختار الأدوار التي تناسبها
تدرس رنين خطواتها التمثيلية بدقة فتختار الأدوار التي تناسبها
TT

رنين مطر لـ«الشرق الأوسط» : أنتقد نفسي وآخذ بملاحظات أصحاب الخبرات

تدرس رنين خطواتها التمثيلية بدقة فتختار الأدوار التي تناسبها
تدرس رنين خطواتها التمثيلية بدقة فتختار الأدوار التي تناسبها

تطل الممثلة اللبنانية رنين مطر في مسلسل «بيروت 303» من إنتاج شركة الصباح الذي سيعرض قريباً، عبر منصة «شاهد» الإلكترونية. تجسد مطر دور المرأة المنتقبة التي تنقلب حياتها رأساً على عقب إثر حادثة طائرة. ورنين التي سبق وشاركت في عدة أعمال درامية بينها «للموت» و«عروس بيروت» و«عنبر 6» وغيرها. انطلقت في بداياتها من خلال مسلسل «الحب الحقيقي»، يومها تركت انطباعاً إيجابياً لدى المشاهد الذي راح يتابع تطورها كممثلة ناشئة.
وعن طبيعة دورها في «بيروت 303» تقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الدور جديد علي من عدة نواحٍ خصوصاً أني أرتدي فيه النقاب طيلة سياق القصة. ولارا التي أجسد شخصيتها ستكون واحدة من الذين تغيرت حياتهم تماماً إثر حادث كبير يحصل في بيروت. وهي ليست امرأة شريرة وقد جرّتها مواقف عدة واجهتها إلى طريق غريب عنها. وفي الحلقات النهائية ستكشفون أنها فتاة ذكية، ولا يمكن الاستهانة بها، رغم عدم الإشارة إلى هذا الأمر في بدايات المسلسل».
يتألف مسلسل «بيروت 303» من 15 حلقة وقد كتبه كل من سيف رضا حامد وبشار مارديني وأخرجه إيلي السمعان. فهل إطلالتها فيه تقتصر على مشاهد قليلة أم العكس؟ ترد: «ستتابعون لارا طيلة حلقات العمل الذي يدور في إطار درامي وسط أجواء مفاجئة وغامضة، فتجعل الصدام يحتدم بين الجميع وتنكشف الأسرار بين الماضي والحاضر».
لم تتردد رنين مطر من المشاركة في هذا العمل منذ عرض الدور عليها كما تقول. «العمل مع شركة رائدة كـ(الصباح) والوقوف إلى جانب ممثلين رائدين أشعرني بالأمان. كما أن الدور ليس من السهل أبداً، إذ أضع النقاب في غالبية المشاهد التي أطل بها. وكان علي أن أركز في أدائي على لغة العينين كونها الوحيدة الظاهرة للطرف الآخر. فلا لغة جسد ولا تعابير في الوجه كانت متاحة لي لإيصال إحساسي إلى المشاهد. ولكنه في المقابل كان بمثابة تحدٍ جديد لي كممثلة، عليها أن تلعب جميع الأدوار. وآمل أن أكون نجحت فيه فألاقي من خلاله رد فعل إيجابي من قبل متابعيه».

                                            مع الممثلين ظافر العابدين وخالد القيش في مسلسل «عروس بيروت»
تدربت واجتهدت مطر كي يأتي أداؤها على المستوى المطلوب بواسطة لغة العيون. كما كان للمخرج إيلي السمعان دوره الهام والأساسي في هذا الإطار. «في بداياتي اعتبروني أتكل على شكلي الخارجي كي أدخل هذا المجال. فتحديت هذه الفكرة سيما وأن المرأة المنتقبة تغيب أي أدوات تجميل عن إطلالتها. فكان التمثيل بالشكل المطلوب هدفي الأول والأخير، متخلية عن أي أكسسوارات أخرى يمكن أن تساند الشخصية».
وهل اليوم تجاوزت مرحلة الممثلة الجميلة؟: «أعتقد ذلك، فقد أثبت أن الجمال لا يلغي الموهبة وشغف المهنة لا بل يكملهما. وقد سبق وأشرت إلى ذلك في أدوار أخرى لعبتها في (للموت) و(عنبر 6)، بحيث لم أعتمد أبداً على شكلي الخارجي كي أجذب المشاهد».
تؤكد رنين أنها ومنذ مشاركتها في مسلسل «الساحر» دخلت طريق التمثيل المعتمد على الأداء بعيداً عن نعمة الجمال. «يضحكني هذا الموضوع، وكأنه على الممثلة ألا تكون جميلة كي تنجح. ولكني أرى أن الأداء مع الشكل الخارجي يتكاملان، وهو أمر نلاحظه عند عدد كبير من الممثلات منذ الماضي حتى اليوم».
وترى مطر أنها لطالما كانت تختار الأدوار بدقة بحيث «لم أقم بتجسيد شخصيات لا تناسب قناعاتي. فأنا أتمتع بنفس طويل يجعلني أنتظر الدور والوقت المناسبين كي أشارك في عمل ما. فلا أحب تكرار شخصية معينة أو تقييدي في دور معين سبق ونجحت فيه. فمشواري لا يزال طويلاً، وأمامي الكثير بعد كي أغب منه الدروس والتجارب، لأني أمشي بخطوات ثابتة».
تتابع مطر أعمالها وهي ناقدة قاسية لنفسها كما تذكر لـ«الشرق الأوسط» وهي قاعدة تتبعها منذ بداياتها كي تنمي موهبتها وتتطور كممثلة. وماذا غيرت في أدائك وكنت منتقدة له؟ ترد: «نبرة صوتي كانت تزعجني وكذلك لغة جسدي، فقمت بدروس مكثفة حول هذا الموضوع وتدربت على كيفية التحكم بهما. فأنا درست الفنون في الجامعة ولكن الأمور تتغير على أرض الواقع والتجارب هي كناية عن مدرسة بحد ذاتها نتعلم منها الكثير فتثقفنا وتصقل موهبتنا». وفي هذا الإطار تصف نفسها بالخجولة وأن صوتها هو جزء من شخصيتها لا تستطيع تبديله بشكل كامل، ولكن يمكن تحسينه. «بالنهاية لا أريد أن أفقد هويتي الحقيقية، وأرغب في ترك دمغتي الخاصة على أدواري».
بالعودة إلى مسلسل «بيروت 303» تخبرنا رنين مطر أن بعض المشاهد جمعتها بالممثلين عابد فهد وسلافة معمار ومعتصم النهار أبطال العمل. فكانت سعيدة بهذه التجربة الغنية، سيما وأنها كانت محاطة بهذا الكم من الممثلين النجوم والمحترفين.
«كل مسلسل يطور من تجربتي ويزودني بإضافة لمشواري. سبق ووقفت إلى جانب عابد فهد في مسلسل «الساحر». أما سلافة معمار فراقبت عن كثب احترافها العالي والطبيعي. من كل ممثل أعمل معه أتعلم الجديد، ولا أتوانى عن طلب نصائحهم وملاحظاتهم. فهؤلاء الممثلون المخضرمون يشكلون مدارس مختلفة في التمثيل، وعلي أن أستفيد من هذه الفرص التي تتيح لي الوقوف إلى جانبهم. فهم كمرآتي ويستطيعون أن يقدموا لي كل ما يفيد مشواري، كونهم أصحاب تجارب وخبرات عالية وكثيرة».
تابعت الممثلة اللبنانية قلة من أعمال موسم رمضان الفائت لانشغالها بتصوير «بيروت 303». ولكنها في المقابل شاهدت مسلسل «للموت 2» ومقتطفات من مسلسل «المشوار» لدينا الشربيني ومحمد رمضان. ونسألها مع من تحبين الوقوف اليوم ومشاركته تجربة التمثيل؟ ترد: «لدينا في العالم العربي وفي لبنان كما من الممثلين النجوم الذين أتشرف في الوقوف أمامهم. وأحب أن أمثل إلى جانب منى واصف وكارمن لبس وتقلا شمعون ورفيق علي أحمد. فهذا الرعيل القديم مميز وعنده التجارب المتراكمة التي نستطيع أن نغب منها الكثير».
بعد «بيروت 303» تستعد رنين مطر لدخول ستوديو التصوير من جديد مع الجزء الثاني من مسلسل «عنبر» الذي خاضت تجربة التمثيل في جزئه الأول. وتعلق: «متشوقة كثيراً للعودة إلى أجواء (عنبر 6) وهو من إنتاج شركة (إيغل فيلمز)، والالتقاء من جديد مع أبطاله. فخلطته خارجة عن المألوف، ويجمع تحت سقفه جنسيات مختلفة من الممثلين والممثلات العرب كسلاف فواخرجي وصبا مبارك وفاطمة الصفي وأيتن عامر. التجربة كانت رائعة واعتدنا على بعضنا من خلال وجودنا في السجن وفي زنزانة واحدة فتحولنا إلى صديقات حقيقيات. فالوجود مع بعضنا من الصباح إلى المساء في مكان واحد، ولد عندنا هذا الرابط الإنساني الجميل. سعيدة كوني سأعود وألتقي معهم ومع فريق العمل ككل مرة ثانية».
ختاماً تحكي رنين مطر عما سيحمل «بيروت 303» الذي سيبدأ عرضه على «شاهد» في 12 يونيو (حزيران) الجاري. «سيستمتع المشاهد بمتابعته كونه يحمل مفاجآت متتالية يكتشفها على التوالي في سياق عرض حلقاته الـ15. وسيتساءل عن مشوار الحياة الذي يمكنه أن يتأثر بحادثة وينقلب رأساً على عقب بلحظة واحدة، فيسهم بتغيير طريق ومشاريع وأهداف كنا نصبو إليها. وهناك أمثال كثيرة لدى كل منا عن هذا الموضوع. فغالبيتنا واجهنا أحداثاً تغييرية أسهمت في تبدل تفكيرنا وفي أسلوبنا في الحياة».



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».