أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014. وقال زيلينسكي أمام النواب في لوكسمبورغ «اليوم هناك نحو 20 في المائة من أراضينا تحت سيطرة المحتلين، أي نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس»، أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.
وعلى سبيل المقارنة، كانت القوات الروسية تسيطر قبل غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) على «أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع» من البلاد، وفق زيلينسكي. وأضاف زيلينسكي أن مساحة تزيد عن ضعف مساحة الأراضي المحتلة حتى الآن «حوالي 300 ألف كيلومتر مربع»، أصبحت «ملوثة» بالألغام والذخائر غير المنفجرة. وتابع «12 مليون أوكراني أصبحوا نازحين وسافر أكثر من خمسة ملايين إلى الخارج». ومنذ عام 2014، تسيطر القوات الروسية على شبه جزيرة القرم فيما يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا على نحو ثلث حوض دونباس.
ميدانياً، قال رئيس أوكرانيا، إن الخطوط الأمامية للمعركة تمتد أكثر من 1000 كيلومتر، فيما ضيقت القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في دونباس في اليوم التاسع والتسعين للحرب في أوكرانيا التي قد «تستمر لأشهر كثيرة» على ما حذرت واشنطن. وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ ثلاثة أشهر تقريبا. ويبدو أن تكتيك المحدلة الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجيا، يؤتي ثماره.
- وضع صعب في لوغانسك
وقال قائد القوات الأوكرانية فاليري زالوجني في بيان صادر عن الجيش ليل الأربعاء الخميس «يسجل الوضع الأصعب في منطقة لوغانسك حيث يحاول العدو السيطرة على مواقع قواتنا». وأعلن حاكم منطقة لوغانسك الواقعة في حوض دونباس سيرغي غايداي أن «القوات الروسية باتت تسيطر على 80 في المائة من سيفيرودونيتسك» فيما المعارك مستعرة.
بحسب كييف، فإن القوات الأوكرانية تحصنت فيها خصوصاً في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية (جنوب شرق)، التي دمر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل (نيسان).
واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بأنها تعتزم جعل من سيفيرودونيتسك «ماريوبول جديدة». وأقر زالوجني خلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بورخارد «يتمتع العدو بتفوق عملاني على صعيد القصف المدفعي» على ما أفادت كييف. وأكد الجنرال الأوكراني «يطرح ذلك مسألة انتقال قواتنا بأسرع وقت ممكن إلى استخدام أسلحة كتلك المتوافرة لدى حلف شمال الأطلسي. سيؤدي ذلك إلى إنقاذ أرواح». وتنتظر أوكرانيا الحصول على راجمات صواريخ متطورة وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن التي من شأنها أن تغير موازين القوى على الأرض.
في غضون ذلك قصفت القوات الروسية عدة خطوط للسكك الحديد في لفيف غرب أوكرانيا، وهي منطقة تصل إليها خصوصاً الأسلحة التي تسلم إلى أوكرانيا من جانب الدول الغربية، وهو ما تندد به موسكو. وفي الشرق، لا توفر موسكو منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك منطقة دونباس، أيضاً ولا سيما سلوفيانسك على بعد حوالي 80 كيلومترا غرب سيفيرودونيتسك. وسكان المنطقة محرومون خصوصاً من الغاز والمياه والكهرباء، بحسب كييف.
- خسارة 100 جندي يومياً
وتخسر القوات الأوكرانية يومياً ما قد يصل إلى مائة جندي على ما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع الوسيلة الإعلامية الأميركية «نيوزماكس». وقال الرئيس البالغ 44 عاما «الوضع في الشرق صعب للغاية، نخسر 60 إلى مائة جندي يوميا في القتال فيما يجرح نحو 500». وفي جنوب البلاد، يقلق الأوكرانيون من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية إذ أن موسكو تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتباراً من يوليو (تموز) لضمها.
تتواصل المعارك وعمليات القصف خصوصاً في منطقة خيرسون، التي سيطر على جزء منها الروس وحيث يعاني السكان من نقص في الأدوية ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وفق كييف. وتحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود ولا سيما مرفأ أوديسا (جنوب) المنفذ الرئيسي لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسيين لها في العالم. ويتعذر تصدير ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بسبب حصار روسي ما يزيد من احتمالات حصول أزمة غذائية عالمية.
وستكون إقامة «ممرات آمنة» لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا في الثامن من يونيو (حزيران) على ما أفادت أنقرة.
في كييف ومحيطها التي غادرها الروس أواخر مارس (آذار) للتراجع نحو الشرق، يستأنف النشاط مع العودة التدريجية للسكان. في ضاحية كييف لم يتوقف مصنع تسار - خليبي عن إمداد العاصمة بالخبز رغم الحرب. ويستمر المصنع بالعمل وإن بشكل محدود مع جزء ضئيل من العاملين فيه البالغ عددهم 800 شخص، بينهم نحو عشرين يبيتون في طابق سفلي في المصنع. وينتج 16 طنا من الخبز يوميا في مقابل مائة طن قبل الحرب.
زيلينسكي يعلن سيطرة روسيا على 20 % من أراضي بلاده
تضييق الخناق على القوات الأوكرانية في سيفيرودونيتسك
زيلينسكي يعلن سيطرة روسيا على 20 % من أراضي بلاده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة