جامعة القاهرة تدشِّن مركزًا شاملاً للدراسات الشعبية

يسعى لتوثيق تراثها بشكل علمي ونشره على أوسع نطاق

د. أحمد شمس الدين الحجاجي صاحب مقترح إنشاء المركز  -  د. معتز سيد عبد الله عميد كلية الآداب - جامعة القاهرة  -  د. خالد أبو الليل مدير المركز
د. أحمد شمس الدين الحجاجي صاحب مقترح إنشاء المركز - د. معتز سيد عبد الله عميد كلية الآداب - جامعة القاهرة - د. خالد أبو الليل مدير المركز
TT

جامعة القاهرة تدشِّن مركزًا شاملاً للدراسات الشعبية

د. أحمد شمس الدين الحجاجي صاحب مقترح إنشاء المركز  -  د. معتز سيد عبد الله عميد كلية الآداب - جامعة القاهرة  -  د. خالد أبو الليل مدير المركز
د. أحمد شمس الدين الحجاجي صاحب مقترح إنشاء المركز - د. معتز سيد عبد الله عميد كلية الآداب - جامعة القاهرة - د. خالد أبو الليل مدير المركز

وسط تنامي الاهتمام بمراكز ومعاهد الدراسات الشعبية في العالم العربي، أصدر رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار منذ أيام، قرارًا بإنشاء مركز علمي تابع لكلية الآداب بالجامعة يهتم بالدراسات الشعبية المصرية والعربية، وذلك بناء على مقترح قدمه أستاذ الدراسات الشعبية بالجامعة الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، أحد أهم الباحثين في التراث الشعبي، والدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي المساعد بكلية الآداب قسم اللغة العربية.
وعلى الرغم من اهتمام الجامعة الأقدم في مصر والعالم العربي بالفلكلور والآداب الشعبية منذ منتصف الستينات، فإن احتفالية السيرة الهلالية التي عقدتها جامعة القاهرة يوم الثلاثاء 9 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، برعاية الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتور معتز سيد عبد الله، عميد كلية الآداب، كانت هي السبب المباشر لتأسيس هذا المركز؛ حيث اكتشف مسؤولو جامعة القاهرة مدى تفاعل الشباب مع شعراء الهلالية الذين أشعلوا ساحة الجامعة بروايتهم للسيرة الهلالية برواية صعيد مصر.
وحول المركز ودوره، قال صاحب مقترح إنشائه، الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، إنه يأتي إدراكًا من جامعة القاهرة للدور الثقافي المهم للثقافة الشعبية، مشيرًا إلى أن المركز يسعى إلى التعاون والتنسيق بين معاهد ومراكز الدراسات الشعبية في العالم العربي، من أجل خدمة هذا التراث العريق، واستجلاء العناصر والروافد المشتركة، بين التراث الشعبي العربي بشكل عام.
وحول الأهمية المجتمعية للثقافة الشعبية، تابع الدكتور الحجاجي قائلاً: «الثقافة الشعبية تلعب دورًا مهمًا في بناء الهوية المصرية وترسيخها، وتأتي فكرة إنشاء (مركز التراث الشعبي بجامعة القاهرة)؛ بهدف جمع ما تبقى من الفنون الشعبية المصرية، وتدوينها وتوثيقها توثيقًا علميًا، ودراستها؛ بهدف إبراز خصوصية المصريين ثقافيًا واجتماعيًا، ومحاولة فهم الطبيعة المصرية. كذلك، فإن هذه الفنون ستقدم مادة حية لترسيخ مبدأ التقارب والتآلف العربي، بما تحمله الثقافة الشعبية المصرية والثقافات الشعبية العربية من تشابهات ثقافية، وبما تحمله من قيم إنسانية مشتركة».
ويضيف الدكتور معتز سيد عبد الله، عميد كلية الآداب، عن طبيعة المركز، قائلاً، إنه «وحدة ذات طابع خاص تسعى إلى القيام بالدراسات الميدانية؛ بهدف جمع الفنون الشعبية المصرية، وما يرتبط منها بالحرف والصناعات التقليدية؛ بهدف دراستها ومحاولة ترسيخ سبل التقارب العربي والأفريقي من منظور فني شعبي»، مشيرًا إلى أن المركز «يحرص على تأكيد الدور المجتمعي للجامعة، ودورها في المحافظة على الهوية المصرية، من خلال الفنون الشعبية القولية والعادات والتقاليد والمعتقدات المصرية الأصيلة».
أما عن الرؤية والهدف من تدشين مثل هذا المركز العلمي الجديد، فيقول الدكتور خالد أبو الليل، مدير المركز، إنه يهدف إلى جمع الإبداعات الشعبية من المجتمعات المصرية المهمشة، وتوثيقها توثيقًا علميًا، ودراستها دراسة علمية، وكذلك محاولة المحافظة على الهوية المصرية، من خلال جمع الفنون الشعبية بما تحمله من أنساق وقيم اجتماعية. مشيرًا إلى أنه تم عقد دورات تدريبية وورش عمل للباحثين والجامعين الميدانيين الشباب؛ لإعدادهم للقيام بمهامهم على أكمل وجه ممكن.
ويضيف الدكتور أبو الليل، إن المركز سيسعى للتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة في فهم طبيعة أبناء هذه الفئات الاجتماعية من خلال إبداعاتهم؛ محاولة لنشر الوعي المجتمعي. وكذلك من مهامه الأساسية، القيام بعمل مشروعات علمية حول بعض القضايا الاجتماعية التي تفرضها الفنون الشعبية، وربط المركز بنظائره داخليًا وعربيًا وعالميًا؛ للانفتاح عليها، وتأكيد أفكار التقارب بين الشعوب، وإرسال بعثات علمية ميدانية إلى المناطق الحدودية (مطروح، وسيناء، والنوبة)، التي تمثل الفنون الشعبية بالنسبة لها أحد دعائم هويتها الثقافية؛ ومن ثم يصبح جمع هذه الفنون واجبًا وطنيًا يدعم عرى التلاحم الوطني، خصوصًا في ظل ارتفاع الأصوات الداعمة للانشقاقات الداخلية، إضافة إلى ترسيخ فكرة التآلف والوحدة الوطنية، من خلال عدد من الفنون الشعبية التي تدعم مبدأ الوحدة الوطنية؛ لتقف - على نحو علمي - في وجه الخلافات الطائفية، وفي وجه من يؤججون مشاعر البغض والتناحر. وتوثيق هذه الفنون الشعبية توثيقًا علميًا لمواجهة ما تتعرض له من سلب ونهب داخلي وخارجي، وأيضًا محاولة ربط المركز بالمجتمع من خلال تنمية الحرف والصناعات الثقافية التقليدية، وهو ما يمكن أن يخدم أصحاب هذه الحرف، ويخدم أسباب استمراريتها؛ الأمر الذي يمكن أن ينبني عليه إمكانية أن يكون ذلك مصدر دخل مهم للمركز، وللجامعة (على غرار ما تقوم به الصين الآن، على سبيل المثال)».
وتوضح خطة إنشاء المركز التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن الأهداف والرؤى الثقافية لا تعني عدم وجود أهداف علمية أكاديمية من وراء إنشاء هذا المركز، فهو في النهاية مركز علمي تابع لجامعة القاهرة، كما تشير إلى أن المركز يهدف عمليًا إلى تقديم دراسات علمية عن الفنون الشعبية المجموعة، خصوصًا في ظل غياب هذا البعد العلمي عن معظم - إن لم يكن كل - المؤسسات الثقافية المهتمة بهذا الجانب، باستثناء الأكاديمية منها، لافتة إلى أن قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة، يعاني من ضياع ما يقوم به الطلاب من مشروعات بحثية يقومون خلالها بجمع هذه الفنون؛ نظرًا لعدم وجود مركز يضم هذه المواد المجموعة؛ لحفظها من الضياع.
ويؤكد الدكتور أبو الليل أن هذا المركز سيفتح بابًا للتكامل بين طلاب الكليات المختلفة، خاصة طلاب كلية الإعلام الذين يُكلفون أحيانًا بعمل مشاريع تخرج حول هذا المجال؛ ومن ثم سيصبح هذا المركز نافذة لهذا التكامل العلمي والطلابي. كما يسعى المركز إلى إنجاز عدد من المشروعات العلمية المتعلقة بالمأثورات الشعبية، أو بالعلوم البينية كالاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا، التي يعجز الباحث بمفرده عن إنجازها، منها ما يتعلق بالتاريخ الشعبي، ومنها ما يتعلق بطبائع المصريين المعاصرين وعاداتهم وتقاليدهم، طامحًا أن يصبح نافذة لنشر هذه النصوص المجموعة والموثقة، ونشر دراساتها عبر وسائل النشر المتعددة، خاصة أمام نظائره من المراكز البحثية الأخرى، المصرية والعربية والأجنبية، التي تهتم بالمجال نفسه. كما سيقوم المركز بنشر ما يتمكن المركز من جمعه وتوثيقه في مجلدات، أو عبر أفلام وثائقية، وتسويقها داخليًا وخارجيًا، علميًا وتجاريًا، إضافة إلى إصدار مجلات علمية محكمة وعقد مؤتمرات علمية لمتابعة الجديد في المجالات البحثية المرتبطة بالفنون الشعبية، والصناعات الثقافية التقليدية وسبل صونها وتنميتها، والاهتمام بالرواة الشعبيين وتسجيل إبداعاتهم، ومحاولة عمل معجم خاص بهم، يشمل جميع المحافظات.



ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
TT

ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)

حصلت الممثلة ديمي مور على جائزة «غولدن غلوب» أفضل ممثلة في فئة الأفلام الغنائية والكوميدية عن دورها في فيلم «ذا سابستانس» الذي يدور حول ممثلة يخفت نجمها تسعى إلى تجديد شبابها.

وقالت مور وهي تحمل الجائزة على المسرح: «أنا في حالة صدمة الآن. لقد كنت أفعل هذا (ممارسة التمثيل) لفترة طويلة، أكثر من 45 عاماً. هذه هي المرة الأولى التي أفوز فيها بأي شيء بصفتي ممثلة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

الممثلة ديمي مور في مشهد من فيلم «ذا سابستانس» (أ.ب)

تغلبت الممثلة البالغة من العمر 62 عاماً على إيمي آدمز، وسينثيا إيريفو، ومايكي ماديسون، وكارلا صوفيا جاسكون وزندايا لتفوز بجائزة أفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي، وهي الفئة التي كانت تعدّ تنافسية للغاية.

وقالت مور في خطاب قبولها للجائزة: «أنا في حالة صدمة الآن. لقد كنت أفعل هذا لفترة طويلة، أكثر من 45 عاماً. هذه هي المرة الأولى التي أفوز فيها بأي شيء بصفتي ممثلة وأنا متواضعة للغاية وممتنة للغاية».

اشتهرت مور، التي بدأت مسيرتها المهنية في التمثيل في أوائل الثمانينات، بأفلام مثل «نار القديس إلمو»، و«الشبح»، و«عرض غير لائق» و«التعري».

وبدت مور مندهشة بشكل واضح من فوزها، وقالت إن أحد المنتجين أخبرها ذات مرة قبل 30 عاماً أنها «ممثلة فشار» أي «تسلية».

ديمي مور تحضر حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» الـ82 في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا (رويترز)

وأضافت مور: «في ذلك الوقت، كنت أقصد بذلك أن هذا ليس شيئاً مسموحاً لي به، وأنني أستطيع تقديم أفلام ناجحة، وتحقق الكثير من المال، لكن لا يمكن الاعتراف بي».

«لقد صدقت ذلك؛ وقد أدى ذلك إلى تآكلي بمرور الوقت إلى الحد الذي جعلني أعتقد قبل بضع سنوات أن هذا ربما كان هو الحال، أو ربما كنت مكتملة، أو ربما فعلت ما كان من المفترض أن أفعله».

وقالت مور، التي رُشّحت مرتين لجائزة «غولدن غلوب» في التسعينات، إنها تلقت سيناريو فيلم «المادة» عندما كانت في «نقطة منخفضة».

وأضافت: «لقد أخبرني الكون أنك لم تنته بعد»، موجهة شكرها إلى الكاتبة والمخرجة كورالي فارغيت والممثلة المشاركة مارغريت كوالي. وفي الفيلم، تلعب مور دور مدربة لياقة بدنية متقدمة في السن على شاشة التلفزيون تلتحق بنظام طبي غامض يعدها بخلق نسخة مثالية من نفسها.