مستوى تاريخي لديون الأسر الروسية

المركزي يدرس اللجوء إلى «الفائدة السلبية»

بلغت ديون العائلات الروسية أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من هذا العام (رويترز)
بلغت ديون العائلات الروسية أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من هذا العام (رويترز)
TT

مستوى تاريخي لديون الأسر الروسية

بلغت ديون العائلات الروسية أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من هذا العام (رويترز)
بلغت ديون العائلات الروسية أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من هذا العام (رويترز)

بلغت ديون العائلات الروسية أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من هذا العام، بحسب ما أفاد البنك المركزي الروسي في تقرير نشره مساء الثلاثاء.
وأوضح التقرير أنه «قبل بدء الأزمة مباشرة (المرتبطة بالعقوبات بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا)، وصل سوق القروض الشخصية إلى أعلى مستوى لديون الأسرة على المستوى الكلي منذ بدء التسجيلات»، أو 10,6 في المائة من الدخل المتاح للسكان، مقابل 10,2 في المائة في الفترة نفسها من العام 2021.
وأشار البنك المركزي إلى أنه في سياق الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع كلفة القروض في مارس (آذار) الماضي، عندما رفع سعر الفائدة الرئيسي فجأة، انخفض إصدار قروض استهلاكية جديدة. وفي الفترة الممتدة من مارس إلى أبريل (نيسان)، انخفض إصدار قروض استهلاكية جديدة بنسبة 3,4 في المائة.
وتابع التقرير: «لكن في الفترة من مارس إلى أبريل، سُجّلت زيادة كبيرة في نسبة القروض الاستهلاكية التي لم تسدد القسط الثاني منها، من 5,3 إلى 7,5 في المائة، ما يشير إلى زيادة محتملة في القروض المتعثرة في المستقبل».
وبعد فرض العقوبات الأولى عقب دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بشكل كبير من 10 إلى 20 في المائة، قبل أن يبدأ بخفضها التدريجي، وقد بلغت حاليا 11 في المائة.
بالتزامن، وفي الوقت الذي تتخلى فيه البنوك المركزية عن الفائدة السلبية على الودائع مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، قال البنك المركزي الروسي إن فرض فائدة سلبية على عملاء البنوك الذين يحتفظون بودائع بالدولار واليورو ربما يساعد روسيا في التخلص من العملات الأجنبية.
وفي تقريره عن الاستقرار المالي أشار البنك المركزي الروسي يوم الثلاثاء إلى خيار إجراء تغييرات تشريعية ضرورية لإتاحة فرض فائدة سلبية على الودائع بالدولار واليورو. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن البنك القول إن الهدف من هذه الإجراءات هو خفض حصة العملات الأجنبية من إجمالي السيولة في القطاع المصرفي الروسي.
وبدأ هذا الجدل في أعقاب العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الدول الغربية على البنك المركزي الروسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا، ما أدى إلى حرمان البنك من الوصول إلى حوالي نصف أرصدته من العملات الأجنبية. كما تحاول روسيا تجنب إعلان تخلفها عن سداد ديونها السيادية بعد قرار وزارة الخزانة الأميركية إنهاء الإعفاء من بعض العقوبات المالية بما يسمح لها باستمرار سداد أقساط السندات المستحقة للمستثمرين الأجانب.
وحتى أول مايو (أيار) الماضي بلغت حصة العملات الأجنبية من التزامات النظام المصرفي الروسي 24 في المائة، بانخفاض قدره 1.2 نقطة مئوية عن حصتها في فبراير (شباط) الماضي قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه ارتفعت حصة العملات الأجنبية من أصول النظام المصرفي الروسي بمقدار 3 نقاط مئوية إلى 24 في المائة خلال الفترة نفسها. كما شكلت حوالي 16 في المائة من إجمالي محفظة الائتمان لدى البنوك الروسية.
وفي شأن مستقل، أظهر مسح يوم الأربعاء أن نشاط الصناعات التحويلية الروسي نما في مايو بعد انكماشه على مدى ثلاثة أشهر، وتراجعت ضغوط الأسعار بشكل ملحوظ، لكن العقوبات ما زالت تؤثر على الطلب.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الذي تصدره مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال إلى 50.8 نقطة، من 48.2 نقطة في الشهر السابق، متجاوزا مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش لأول مرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وما زال قطاع الصناعات التحويلية الروسي يرزح تحت وطأة ضغوط كبيرة من العقوبات التي يفرضها الغرب بسبب ما تصفها موسكو بأنها «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا والتي بدأت يوم 24 فبراير.
وقالت ستاندرد آند بورز غلوبال إنه على الرغم من ارتفاع المؤشر الأساسي، فإن الناتج الفعلي للصناعات التحويلية واصل انخفاضه في مايو الماضي. واستنفدت الشركات أعداد القوى العاملة بدرجة أكبر في مايو، لكن الثقة تحسنت إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير، إذ تتطلع الشركات إلى استقرار اقتصادي وطلب أعلى في الأشهر المقبلة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«مبادلة» و«ألفا ظبي» تؤسسان محفظة بمليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمي

مدينة أبوظبي حيث تتخذ شركتا «مبادلة للاستثمار» و«ألفا ظبي القابضة» مقريهما وقد أعلنتا عن إنشاء محفظة استثمارية بقيمة مليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمية (وام)
مدينة أبوظبي حيث تتخذ شركتا «مبادلة للاستثمار» و«ألفا ظبي القابضة» مقريهما وقد أعلنتا عن إنشاء محفظة استثمارية بقيمة مليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمية (وام)
TT

«مبادلة» و«ألفا ظبي» تؤسسان محفظة بمليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمي

مدينة أبوظبي حيث تتخذ شركتا «مبادلة للاستثمار» و«ألفا ظبي القابضة» مقريهما وقد أعلنتا عن إنشاء محفظة استثمارية بقيمة مليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمية (وام)
مدينة أبوظبي حيث تتخذ شركتا «مبادلة للاستثمار» و«ألفا ظبي القابضة» مقريهما وقد أعلنتا عن إنشاء محفظة استثمارية بقيمة مليار دولار للاستثمار في فرص الائتمان العالمية (وام)

أعلنت شركتا «مبادلة للاستثمار» و«ألفا ظبي القابضة» الإماراتيتين، يوم الاثنين، عن قيام مشروعهما المشترك بإنشاء محفظة مالية تقارب قيمتها المليار دولار، وذلك بهدف الاستثمار في فرص الائتمان العالمية.

وكانت «مبادلة» و«ألفا» أعلنتا في عام 2023 تأسيس مشروع مشترك للاستثمار في فرص الائتمان الخاص.

وقالت الشركتان إن هذه خطوة رئيسية نحو تحقيق هدف الشراكة المتمثل في استثمار ما يصل إلى 2.5 مليار دولار حتى عام 2028، مشيرتَين إلى أنه تأكيد على الزخم القوي لهذا المشروع المشترك، وتقدّم سير العمل فيه.

وبحسب المعلومات الصادرة، يستفيد هذا المشروع المشترك - الذي يتخذ من سوق أبوظبي العالمية مقراً له، وتتوزع ملكيته بنسبة 80 في المائة لشركة «مبادلة» و20 في المائة لـ«ألفا ظبي» - من الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين «مبادلة» و«أبولو» المدرجة في بورصة نيويورك والتي تعد واحدة من أكبر شركات إدارة الاستثمارات البديلة في العالم، وذلك لاغتنام فرص استثمارية عالية الجودة في سوق الائتمان الخاص.

وكانت الشراكة ركزت منذ تأسيسها عام 2023 على تحديد واغتنام فرص الائتمان الخاص في القطاعات والمناطق الجغرافية التي تقدم عوائد مجزية محسوبة المخاطر.

وقال المهندس حمد سالم العامري، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «ألفا ظبي القابضة»: «تؤكد شراكتنا مع (مبادلة) و(أبولو) على التزامنا الراسخ بالشراكات الريادية طويلة الأجل مع كبار مديري الاستثمار. ويتيح لنا الاستثمار في فرص الائتمان الخاص تحقيق عوائد مجزية محسوبة المخاطر، كما يساهم في زيادة تنوع محفظتنا لناحية فئات الأصول والمناطق الجغرافية».

من جهته، قال عمر عريقات، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع استثمارات الائتمان والحالات الخاصة في «مبادلة»: «يشكل إنشاء المحفظة الاستثمارية بقيمة تقارب المليار دولار إنجازاً مهماً لمشروعنا المشترك مع (ألفا ظبي)، ويأتي أيضاً في إطار تعزيز علاقتنا الاستراتيجية مع (أبولو). كما يسلّط هذا الإنجاز الضوء على قوة ومتانة شراكتنا، والتزامنا بتحديد واغتنام فرص الائتمان الخاص عالية الجودة. ونتطلع لمواصلة هذا الزخم لتحقيق أهداف المشروع».

إلى ذلك، قال جيم فانيك الشريك في «أبولو»: «(ألفا ظبي) و(مبادلة) هما شريكان مهمان لـ(أبولو) على المدى الطويل. ويسرنا أن يحقق مشروعنا المشترك هذا الإنجاز المهم بالاستفادة من نقاط قوتنا الأساسية في إصدار الائتمان العالمي».

وقد بدأت شركة «مبادلة» الاستثمار في أسواق الائتمان في عام 2009، حيث نجحت وحدة الاستثمارات الائتمانية التابعة للشركة في استكشاف أسواق الائتمان الخاص، من خلال الاستثمار في الشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة إلى الكبيرة على مستوى العالم، في الوقت الذي قالت «ألفا ظبي» إنها تحرص باستمرار على تطوير نهجها لدراسة المخاطر والاحتمالات بما يضمن تحقيق العوائد المتوقعة للاستثمار، وذلك انطلاقاً من إدراكها لحجم الفرص والمخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار الائتماني.