اتفاق باكستان و«طالبان» على وقف إطلاق النار لأجل غير مسمى

كشف مسؤولون باكستانيون أن حكومتهم وحركة «طالبان باكستان» قد اتفقتا على تمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، لمواصلة المحادثات في جو من المصالحة. وجاء التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى نتاجاً للجولة الثالثة من المحادثات بين الجانبين في العاصمة كابل.
كما اتفق الجانبان على مواصلة المحادثات للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع الذي دام لأكثر من عقدين، في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية.
وتم التوصل إلى الاتفاق مساء الاثنين، بعد أن التقى الجانبان برئيس وزراء «طالبان» الملا محمد حسن أخند، في مكتبه كل على حدة. وأفادت التقارير بأن زعيم «طالبان» أقنع الجانبين بالتوصل إلى تمديد لوقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، حتى تتم المحادثات في جو من السلام والمصالحة.
وقال مسؤول باكستاني إن مطالبة «طالبان» بإعادة نظام القانون والإدارة للعصر البريطاني القديم في المناطق القبلية، لن يتم قبولها؛ لأن إحياء النظام القديم يعني نقض التعديل الدستوري، وهو أمر غير وارد. كما لم يتم قبول طلب «طالبان» الثاني بسحب قوات الجيش من المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية. وقال مسؤولون إن وجود قوات الجيش في المنطقة مصدر استقرار.
وليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة الباكستانية قد قبلت أياً من مطالب «طالبان». وعلى الرغم من عدم وجود إعلان من أي من الجانبين، فقد أكدت مصادر مقربة من الجانبين أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى. ويعني ذلك أن هجوم «طالبان» على قوات الأمن الباكستانية سينتهي. الأمر غير الواضح هو ما إذا كان الجيش الباكستاني سيوقف أيضاً عملياته العسكرية في مناطق القبائل. وهناك عديد من الجماعات المسلحة من غير «طالبان» تعمل في المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية.
كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت حكومة إسلام آباد، ستسمح لـحركة «طالبان» بمواصلة العمل في المناطق القبلية؛ لأنها مجموعة مسلحة للغاية تشارك في أنشطة إجرامية مختلفة، مثل الاختطاف والابتزاز في المناطق الحدودية الأفغانية.
وصرحت الحكومة الباكستانية في الماضي بأن «طالبان باكستان» يجب أن تقبل القانون الباكستاني والمؤسسات القانونية الأخرى، مثل المحاكم، قبل أن تسمح الحكومة لها بالاستمرار في الوجود والعمل.
ومن غير الواضح ما إذا كانت «طالبان باكستان» قد قدمت أي ضمانات للأطراف الحكومية في المحادثات في هذا الصدد. لكن الخبراء يعتقدون أن وقف إطلاق النار قد يجلب عهداً من السلام إلى باكستان.