ترحيب دولي بإجراءات تهيئة مناخ الحوار في السودان

تزامناً مع الإعلان عن إطلاق سراح عدد من المعتقلين

متظاهرة سودانية ترفع لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين (رويترز)
متظاهرة سودانية ترفع لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين (رويترز)
TT

ترحيب دولي بإجراءات تهيئة مناخ الحوار في السودان

متظاهرة سودانية ترفع لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين (رويترز)
متظاهرة سودانية ترفع لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين (رويترز)

رحبت دول «الترويكا» و«الآلية الثلاثية الأممية الأفريقية» بقرارات قادة الجيش السوداني، القاضية برفع حالة الطوارئ، والإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين، وعدّتها «خطوة مهمة لخلق البيئة المناسبة للحوار»، لكنها نوهت في المقابل بأن القرارات تحتاج إلى إرادة سياسية صادقة للتنفيذ الحقيقي والكامل، فيما لم يصدر أي تعليق من قوى المعارضة الرئيسية تجاه الخطوة.
وشددت «الترويكا (أميركا وبريطانيا والنرويج)»، في بيان أمس، على وقف وإنهاء استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين، واحترام حقوق المحتجين، داعية جميع الأطراف السودانية إلى الانخراط في العملية السياسية، التي تيسرها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة «الإيقاد».
من جهتها، وصفت «الآلية الثلاثية المشتركة» الخطوة بالإيجابية لتهيئة الظروف اللازمة قصد التوصل إلى حل سلمي للمأزق السياسي الحالي بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت في بيان، أمس، إنها تتطلع إلى «بدء محادثات مباشرة بين أصحاب المصلحة لاستعادة الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية»، مناشدة السلطات إطلاق سراح بقية المعتقلين السياسيين، واتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان حماية الحق في التجمع السلمي والتعبير، ووضع حد للاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، وضمان محاسبة المسؤولين عن جميع الانتهاكات التي ارتكبت بعد الانقلاب.
كما دعت «الآلية» جميع أصحاب المصلحة إلى «الاستعداد بحسن نية لحوار بناء حول حل سياسي، وطريقة سلمية للخروج من الأزمة الحالية»، مبرزة أن القرارات التي اتخذتها السلطات «تحتاج إلى إرادة سياسية صادقة للتنفيذ الحقيقي والكامل، كما يجب أن يتوقف العنف لكي تتم المحادثات بشكل فعلي، بهدف الوصول إلى حل سوداني للمأزق السياسي الحالي».
في موازاة ذلك، نوه الأمين العام لمنظمة «إيقاد»، ورقني قبيهو، بقرار مجلس السيادة الانتقالي، ودعا الجيش والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب إلى الدخول في محادثات شاملة، بهدف مواجهة تحديات الأزمة من خلال الحوار والتفاوض، مناشداً جميع أصحاب المصلحة تقديم الدعم الكامل، والمشاركة الفعالة في المبادرة الثلاثية للاتحاد الأفريقي و«إيقاد» والأمم المتحدة، التي تهدف إلى تسهيل عملية سياسية بقيادة سودانية، من أجل استعادة النظام الدستوري والديمقراطية. وعدّ قرار مجلس السيادة السوداني رفع حالة الطوارئ والإفراج عن السجناء، «خطوة إيجابية نحو خلق بيئة مواتية لحل الأزمة في السودان».
من جهة ثانية، أعلن «محامو الطوارئ» عن إطلاق سراح 24 متظاهراً من سجن «بورتسودان»، و30 آخرين من سجن «كوستي» بولاية النيل الأبيض، و9 من سجن «دبك»، فيما لا يزال هنالك 34 معتقلاً بسجن «سوبا» في الخرطوم، وعدد غير معروف من المحتجزين خلال الاحتجاجات التي شهدها بعض الضواحي بالخرطوم.
ووصفت «الحركة الشعبية»، بقيادة عبد العزيز الحلو، قرار رفع حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بأنه «خطوة إيجابية؛ لكنها غير كافية»، وطالبت بإطلاق سراح منسوبي لجان المقاومة، وجميع المعتقلين السياسيين، مع إلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات. وقال السكرتير العام للحركة، عمار أمون، إن «قرار البرهان يؤكد تراجع وفشل مخططات 25 أكتوبر».
وأصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، أول من أمس، مرسوماً يقضي برفع حالة الطوارئ، وذلك في إطار تهيئة المناخ، وتنقية الأجواء، لحوار مثمر وهادف يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية.
جاء ذلك بعد أن أعلن في 25 أكتوبر الماضي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وحل مجلس السيادة والحكومة الانتقالية، وأطلق على الخطوات اسم «اجراءات تصحيحية، فيما عدّتها القوى المدنية التفافاً عسكرياً على الحكم الانتقالي.
وترهن قوى سياسية معارضة، ولجان المقاومة المشاركة في العملية السياسية، التي ترعاها «الآلية الثلاثية»، استقرار الأوضاع بإنهاء الإجراءات العسكرية التي تقيد حرية التعبير والتظاهر السلمي، كما تطالب بوقف العنف ورفع حالة الطوارئ.
وقتل نحو 98 متظاهراً، وأصيب واعتقل المئات منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لاستيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر الماضي.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.