مباحثات بيئية بين بغداد وطهران

الكاظمي استقبل نائب رئيسي

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) ونائب الرئيس الإيراني علي سلاجقة في بغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) ونائب الرئيس الإيراني علي سلاجقة في بغداد أمس (أ.ب)
TT
20

مباحثات بيئية بين بغداد وطهران

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) ونائب الرئيس الإيراني علي سلاجقة في بغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (يمين) ونائب الرئيس الإيراني علي سلاجقة في بغداد أمس (أ.ب)

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس (الأحد) أن تعزيز الشراكة مع دول المنطقة سيدعم التكامل الإقليمي ويعزز من قابلية مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها التحديات البيئية. وقال الكاظمي، خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني رئيس منظمة حماية البيئة علي سلاجقة الذي يزور بغداد، إن «العلاقات التاريخية بين العراق وإيران تدعمها الرغبة المتبادلة في تطوير التعاون في مختلف المجالات». وذكر أن مسؤولية وضع الحلول الناجعة للتحديات البيئية وصد تأثيرات التغير المناخي باتت مسؤولية الجميع.
من جانبه، أعرب نائب الرئيس الإيراني عن رغبة بلاده في حل المسائل العالقة بين البلدين في المجال البيئي وضرورة تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال. وقال إن حل مشكلات الجفاف ومواجهة خطر العواصف الترابية أضحى مطلباً إقليمياً مشتركاً ويتطلب من الجميع الإسهام في وضع الحلول الفاعلة له. وحسب بيان للحكومة العراقية، جرى خلال اللقاء التباحث في تعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران وبقية دول المنطقة في مجال مواجهة التحديات البيئية، وبما يضمن الحقوق والمصالح المشتركة لجميع الدول بعدالة.
وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن اتفاق العراق وإيران على استمرار الاجتماعات بين الجانبين لمناقشة التغيرات المناخية والتصحر والعواصف الترابية التي يتواصل هبوبها في العراق ويصل تأثيرها إلى إيران، وجاء إعلان حسين خلال مؤتمر صحافي عقده مع نائب الرئيس الإيراني. كما أعلن خلال المؤتمر عن زيارة مماثلة سيقوم بها وزير البيئة الإيراني لذات الغرض.
وقال وزير الخارجية العراقي إن «هناك مباحثات تم التطرق إليها مع الجانب الإيراني بشأن ملف المياه والجفاف والتصحر وكل ما يتعلق بالتغيرات المناخية». وأضاف، أن «التغيرات المناخية لا تخص بلداً معيناً بل عابرة للحدود»، مشيراً إلى أنه «تم التطرق خلال المباحثات أيضاً إلى ملف المياه وإدارته بين العراق وإيران». وذكر حسين، أنه «ستكون هناك زيارات واجتماعات بين البلدين لمناقشة ملف المياه والأنهار المشتركة».
من جانبه، أوضح نائب الرئيس ورئيس منظمة حماية البيئة الإيراني، أن «اجتماع اليوم بداية جيدة للتعاون بشأن ملف العواصف الترابية، وقد تمت مناقشة ملفات عدة ومختلفة مع الجانب العراقي». وأضاف، أن «لدى العراق وإيران خبرات في مجال تثبيت الكثبان الرمية وسنشهد تعاوناً قريباً بشأن ذلك». وكشف سلاجقة عن «زيارة قريبة سيقوم بها وزير الطاقة الإيراني إلى العراق لبحث موضوع تصاعد الغبار».
وتتهم وزارة الموارد المائية العراقية، إيران بتعمدها حرف مسار أكثر من 30 نهراً داخل الأراضي الإيرانية وعدم السماح لها بمواصلة جريانها داخل الأراضي العراقية ما تسبب في جفاف معظم الأنهار والبحيرات في شرق وشمال البلاد، مثل نهر ديالى وبحيرة دربندخان في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، ما أدى بدوره إلى تضرر السكان ومناطق زراعية واسعة في تلك المناطق. وسبق أن لوحت وزارة الموارد العراقية بتدويل قضية المياه مع إيران.
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية إحسان الشمري أن «الجانب الإيراني يسعى ربما إلى امتصاص النقمة الشعبية العراقية الناجمة عن مشكلة المياه وتعمد طهران قطعها عن العراق». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة ربما ستقتصر على الجوانب البيئية ومشكلة المياه كما هو معلن ولن تمتد إلى الجوانب السياسية وقضية الانسداد السياسي وتأخر تشكيل الحكومة، ذلك أن قضايا من هذا النوع يتولاها كبار المسؤولين الإيرانيين في الدولة أو الحرس الثوري».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

فرنسا تطالب بمعاقبة المسؤولين عن العنف في سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT
20

فرنسا تطالب بمعاقبة المسؤولين عن العنف في سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم (الاثنين)، إنه ناقش أعمال العنف التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة مع نظيره السوري، وإنه أبلغه أن باريس تتطلع إلى معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف.

من جانبها، اعتبرت إيران أنه «لا مبرر» للهجمات بحق الأقليات في سوريا، بما في ذلك أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد حليف طهران، وذلك عقب أعمال عنف في المناطق الساحلية أسفرت عن مقتل المئات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «لا يوجد أي مبرر للهجمات على بعض العلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى»، معتبراً أن ذلك «أحزن المشاعر وضمير الدول في المنطقة والعالم».

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس، إن سوريا «تعرضت مؤخراً لمحاولات كثيرة لزعزعة استقرارها وجرّها إلى مستنقع الفوضى».

وأضاف، خلال كلمة حول المستجدات الأخيرة، أن البلاد «أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق وجِهات خارجية خلق فتنة جديدة وجرّ بلادنا إلى حرب أهلية؛ بهدف تقسيمها».

ورأى الشرع أن التهديدات التي تواجه سوريا «ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قِبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى»، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل السوري ليست المحاولة الأولى، «بل حدث مثلها قبل شهر ونصف شهر، وأخمدناها».

وأشار الرئيس السوري إلى تشكيلِ لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أحداث الساحل، وتقديمِ المتورطين إلى العدالة، وكشفِ الحقائق أمام الشعب السوري.

وأضاف: «سنعلن عن تشكيلِ لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وستكون مكلفة من رئاسة الجمهورية بالتواصلِ المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم، بما يضمن حماية أمنهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة».

وبدأ التوتر في سوريا، يوم الخميس، في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات «إعدام» طالت مدنيين.