فتحت القوى السياسية اللبنانية ملفي الحكومة المقبلة وانتخاب اللجان النيابية، بالتوازي مع النقاشات حول نائب رئيس مجلس النواب، الذي يُنتخب غداً (الثلاثاء)، بعد انتخاب رئيس المجلس، وهو استحقاق تحسم الكتل النيابية، اليوم (الاثنين)، الموقف منه، تحديداً كتلتي «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» النيابيتين.
وبموازاة السجالات الإعلامية والمواقف السياسية الضبابية حول خيارات الكتل، تصاحب عملية انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس، تهدئة نقدية بعد فوضى في سوق القطع شهدها لبنان خلال الأسبوع الماضي على خلفية ارتفاع سعر صرف الدولار، قبل أن يصدر تعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي ساهم بتهدئة مضاربات الأسواق النقدية.
وتتسم المعركة بـ«الضبابية» في انتظار حسم «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» موقفيهما مساء اليوم لجهة انتخاب نائب للرئيس، وسط ترجيحات بتنافس على مقعد نائب الرئيس. وبينما ترتفع أسهم النائب إلياس بو صعب، قال أحد المرشحين للموقع النائب سجيع عطية، إنه لا يزال مرشحاً لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، وإنه سيلتقي الرئيس نبيه بري، اليوم مع كتلة «إنماء عكار».
وأشار في حديث إذاعي إلى أنه ليس مرشحاً توافقياً بعد ترشيح «التيار الوطني الحر» للنائب إلياس بو صعب، للمنصب عينه. وعما إذا كان حصل على تأييد حزب «القوات اللبنانية»، رأى أنه سيختاره على بو صعب.
وفيما لم يرشح أي موقف حاسم من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول ترشيح نائب الرئيس، قال النائب مروان حمادة، إنه «ليس من المؤكد أن الرئيس بري يسير باسم إلياس بو صعب»، موضحاً أن الصورة غير واضحة بعد لاسم نائب الرئيس. واعتبر حمادة أن طرح اسم إلياس بو صعب هو «مناورة من جبران باسيل لحشر بري». وأضاف: «إذا انتخب بو صعب لنيابة رئاسة المجلس فسينفذ قرارات باسيل».
وفتح حمادة ملف اللجان النيابية والحكومة المقبلة، قائلاً: «يجب حصول منافسة على اللجان وعضوية اللجان». كما شدد على «ضرورة تشكيل حكومة مستقلة تماماً».
ملف الحكومة نفسه، طرحه النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله، الذي قال في تصريح له، «هناك مسؤوليات على كل نائب فاز بالانتخابات النيابية، تبدأ من الاستحقاق الأساسي الذي يكمُن في تسمية رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل حكومة»، مضيفاً: «نحن نريد أن تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لأن الحكومة هي التي تدير البلد لأنها السلطة التنفيذية، ومسؤولية النواب والكتل أن يحسنوا الاختيار، لأن الناس اختارتهم ليعبروا عن تطلعاتهم، وبالتالي عليهم أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية في عملية الاختيار، ليكون لدينا حكومة قادرة على البدء بمعالجة القضايا الأساسية كالكهرباء والغلاء والمشتقات النفطية».
وتزاحم تلك الاستحقاقات الدستورية، الوضع المعيشي الذي يتفاقم، رغم الدعوات ليكون أولوية. وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، في عظة الأحد، «الأكثرية هي من الجياع، والمرضى، والمنكوبين»، وسأل: «هؤلاء من يمثلهم؟ من يطالب بحقوقهم في بلد لا هم لمسؤوليه سوى المصلحة والمناصب؟».
وأضاف: «من حق المواطن أن يسأل: من أوصل البلد إلى الانهيار؟ من تغاضى عن التضخم والفقر والبطالة والهجرة؟ من أهدر مدخرات المواطنين وجلهم ممن كسبوها بعرق جبينهم لا باستغلال نفوذهم ومراكزهم؟ من منع وصول الكهرباء إلى منازلهم؟ من حرم أطفالهم الحليب وأولادهم الطعام؟ من تاجر بالأدوية الفاسدة التي قضت على مرضاهم؟». وتابع عودة متسائلاً: «من استباح دستور دولتهم وقوانينها وقدم مصالحه على المصلحة العامة، وتدخل في عمل القضاء ليعطله؟ ومن جعل مجلس الوزراء صورة مصغرة عن المجلس النيابي فعطل المحاسبة؟ ومن شرع التهريب عبر الحدود المستباحة وتاجر بالمحروقات والأدوية والمواد الغذائية فحرم المواطنين منها؟ من عطل المؤسسات الرقابية؟ والأهم من كل ذلك من فجر مرفأ بيروت وشوه وجه العاصمة وقتل أبناءها وشردهم؟».
وأمل عودة أن يضطلع المجلس النيابي الجديد بمسؤولياته في أسرع وقت، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، ليعيد للبنان صورته الديمقراطية الناصعة، التي تحمل الأمل لأبنائه.
لبنان: فتح ملفي الحكومة واللجان النيابية عشية انتخاب رئيس البرلمان ونائبه
لبنان: فتح ملفي الحكومة واللجان النيابية عشية انتخاب رئيس البرلمان ونائبه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة