واشنطن غير راضية عن علاقات إسرائيل بالسودان

TT

واشنطن غير راضية عن علاقات إسرائيل بالسودان

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الأحد، أن الإدارة الأميركية أبلغت إسرائيل بأنها غير راضية عن التقدم في العلاقات مع القيادة السودانية، ودعتها إلى التخفيف حتى الحد الأدنى من هذه العلاقات.
وجاء هذا التسريب، أمس، بعد الكشف عن زيارة وفد رفيع من مجلس القيادة السوداني إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، وإدارة محادثات حول كيفية التقدم في العلاقات. وقد تلقت الحكومة الإسرائيلية رسائل احتجاج على الفور من واشنطن، قالت فيها، إن «إدارة الرئيس جو بايدن تتوقع من إسرائيل، أن تكون شريكة مع العالم الديمقراطي في معارضة الانقلاب العسكري في السودان، والمساهمة في الجهود الدولية لإعادة زمام الحكم إلى حكومة مدنية انتقالية ووضع حد للحكم العسكري».
وقد حاولت إسرائيل أن تفسر هذه العلاقات، بأنها جاءت بمبادرة من الولايات المتحدة نفسها، وأن التراجع عنها اليوم قد يحدث أضراراً ذات بعد استراتيجي. وأكدت أنها تدير هذه العلاقات حالياً من خلال «الموساد» (جهاز الاستخبارات الخارجية)، كونها علاقات أمنية بالأساس وليست علاقات دبلوماسية.
المعروف أن العلاقات بين إسرائيل والسودان بدأت بشكل رسمي بقرار التطبيع، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2020، بمبادرة وتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وبعد ثلاثة شهور تم التوقيع على انضمام السودان لاتفاقيات إبراهيم. ولكن مع التغيير في الإدارة الأميركية وقرار الجنرال عبد الفتاح البرهان حل الحكومة المدنية، قرر الرئيس جو بايدن، محاصرة النظام العسكري في الخرطوم وممارسة الضغوط عليه لإعادة الحكم المدني.
وقال موقع «جويش انسايدر» اليهودي الأميركي، أمس، إن الخارجية الأميركية بعثت برسائل إلى تل أبيب، تدعو فيها إلى وقف التقدم في العلاقات مع السودان في هذه المرحلة والامتناع عن إقامة علاقات دبلوماسية. ونقلت على لسان مصدر أميركي رفيع في إدارة بايدن، قوله إن الولايات المتحدة قررت تجميد المساعدات التي أقرت في عهد ترمب للسودان كمكافأة لها على علاقاتها مع إسرائيل، إلى حين عودة الحكم المدني إلى الخرطوم. وأكد أن إدارة بايدن تقاطع حكم البرهان وتتوقع من جميع حلفائها أن يحذوا حذوها.
من جهة ثانية، كشف النقاب عن لقاء عاجل أجراه النائب عن الليكود المعارض، إيلي كوهين، مع السفير الأميركي لدى إسرائيل، توم نايدس، طالب فيه واشنطن بإعادة النظر في موقفها من حكم البرهان. وقال مصدر مقرب من كوهين، الذي كان أول وزير إسرائيلي يزور السودان في يونيو (حزيران) 2021، عندما كان وزيراً لشؤون الاستخبارات في حكومة بنيامين نتنياهو، إن هناك أهمية استراتيجية في العلاقات بين إسرائيل والسودان بغض النظر عن هوية الحكم في الخرطوم. وإنه يفترض من حكومة إسرائيل والولايات المتحدة من ورائها، إقامة علاقات مع السودان من دون تدخل في شؤونها الداخلية.
فالسودان دولة كبيرة في أفريقيا. تقع في منطقة استراتيجية على البحر الأحمر، والتعاون بينها وبين إسرائيل مهم للغاية للاستقرار في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، ويشكل مانعاً قوياً لمنع تسلل عناصر إسلامية متطرفة وفي مقدمتها إيران إلى المنطقة، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
TT

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

قال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، اليوم (الثلاثاء)، إن عناصر الإنقاذ انتشلوا 4 جثث و3 ناجين غداة غرق مركب سياحي قبالة السواحل المصرية، فيما لا يزال 9 في عداد المفقودين.

وأعلن حنفي في بيان: «نجاح الجهود التي تُجريها الجهات المعنية كافة وعلى رأسها رجال القوات البحرية في العثور على 7 أشخاص منهم 3 أحياء (2 منهم يحملون الجنسية البلجيكية وآخر مصري)، فيما جرى انتشال 4 جثث ما زالوا مجهولي الهوية». وأشار إلى أنه «حتى الآن إجمالي من جرى إنقاذهم بلغ 31 شخصاً».

ووقع الحادث في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بشحوط اللانش «سي ستوري» خلال رحلة غوص وسفاري، إذ كان يقلّ 31 سائحاً من جنسيات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى طاقمه المكون من 14 فرداً من بحارة وغطاسين. وحتى مساء أمس (الاثنين)، أنقذت الفرق المعنية 28 شخصاً، فيما استمرت عمليات البحث عن 17 مفقوداً.

وأعلن محافظ البحر الأحمر، في بيان، أن الناجين الذين تم إنقاذهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، مع تكثيف الجهود للعثور على باقي المفقودين.

من جانبه، قال المتحدث العسكري المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، كلَّفت قيادة القوات البحرية بدفع عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ فور تلقي بلاغ استغاثة يفيد بتعرض المركب السياحي «سي ستوري» للغرق في أثناء تنفيذ أعمال الغطس جنوب مدينة مرسى علم بنحو (35) كم، للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والناجين، وذلك في ظل سوء الأحوال الجوية واتساع نطاق الحادث.

وذكر في البيان: «وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ 28 فرداً بالتعاون مع إحدى السفن السياحية التي تَصادف وجودها في منطقة الحادث، كما تم تقديم الرعاية الطبية والإدارية اللازمة للناجين ونقل الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية لمحافظة البحر الأحمر، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن باقي المفقودين والناجين».