تحوم الشكوك وعدم اليقين حول كل شيء في نادي بيرنلي، الذي سيلعب الموسم المقبل في دوري الدرجة الأولى بعد هبوطه رسميا من الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فإن الشيء الوحيد المؤكد للنادي الآن هو أنه سيغيب عن الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى بعد ست سنوات من اللعب مع الكبار. لا يوجد مدير فني للفريق الآن، كما ستنتهي عقود تسعة لاعبين هذا الصيف، وتواجه أكاديمية الناشئين بالنادي خطر تخفيض تصنيفها، وسيتعين على النادي سداد «نسبة كبيرة» من قرض قيمته 65 مليون جنيه إسترليني كانت الشركة المالكة للنادي «إيه إل كيه كابيتال» قد حصلت عليه عند الاستحواذ على النادي.
وكانت عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز تمثل 90 في المائة من دخل النادي خلال السنوات التي تأثرت بتفشي فيروس كورونا، وهو الأمر الذي سيخسره بيرنلي بداية من الموسم المقبل. صحيح أن الأموال التي تُقدم إلى الأندية التي تهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز لتدعيم صفوفها سوف تساعد بيرنلي بعض الشيء على تخفيف حدة هذه الضربة القوية، لكن النادي سيكون بحاجة إلى إعادة تشكيل موارده المالية حتى يتمكن من البقاء. أما داخل الملعب، فسيكون النادي بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين جدد لتعويض اللاعبين الذين سيرحلون. ومن بين اللاعبين الذين تنتهي عقودهم والمؤكد رحيلهم جيمس تاركوفسكي، في الوقت الذي يجري فيه النادي محادثات الآن بالفعل مع قائد الفريق بن مي، الموجود في النادي منذ عشر سنوات، حتى يمدد تعاقده. ويسعى النادي أيضا لإقناع ماتي فيدرا بالتوقيع على عقد جديد، لكن آشلي بارنز وفيل باردسلي وجاك كورك وآرون لينون وإريك بيترس وديل ستيفنز ربما ينتقلون إلى مكان آخر.
وبعد المستويات المخيبة للآمال التي قدمها الفريق هذا الموسم، فلا يوجد سوى عدد قليل للغاية من اللاعبين الذين يمكن أن ينتقلوا لأندية أخرى بمقابل مادي مرتفع. وسيكون نيك بوب هو أغلى لاعب بسبب مستواه المثير للإعجاب، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من مساعدة الفريق على البقاء، كما سيكون ماكسويل كورنيت محط اهتمام العديد من الأندية بسبب وجود شرط جزائي في عقده مع النادي بقيمة 17.5 مليون جنيه إسترليني. وقدم ناثان كولينز مستويات جيدة تؤكد أنه قادر على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن شارك بدلا من مي وتاركوفسكي لفترات طويلة، كما أظهر دوايت ماكنيل أنه يمتلك قدرات جيدة بعد إقالة شون دايك من القيادة الفنية للفريق.
والآن، من المهم للغاية بالنسبة لبيرنلي أن يعمل على الإبقاء على مي، نظرا لأنه رمز للنادي ويلعب دورا كبيرا للغاية في غرفة خلع الملابس، وطُلب منه أن ينضم إلى الطاقم الفني للفريق بعد اعتزاله اللعب. يعرف مي جيدا كل الأشياء التي يحتاج إليها الفريق، كما يقوم بتمرير المعلومات إلى مايك جاكسون. وعلاوة على ذلك، يتعامل معه اللاعبون باحترام شديد ويطلبون نصيحته في الأمور المهنية والشخصية. قد يحتاج بيرنلي إلى إعادة بناء الفريق بشكل كبير، لكن من المهم للغاية الحفاظ على خدمات القائد أثناء ذلك.
لكن هذا يؤدي إلى مشكلة بالنسبة للنادي المعروف بأنه لا يجيد إبرام صفقات جديدة، والذي لم يتحرك على الإطلاق في سوق انتقالات اللاعبين خلال العام الأخير لشون دايك على رأس القيادة الفنية. من الصعب للغاية إعادة بناء فريق كبير في السن والتركيز على التعاقد مع لاعبين أصغر سناً وإلقاء نظرة على السوق الخارجية، خاصة في ظل عدم معرفة الميزانية التي ستكون متاحة للمدير الفني الجديد لإبرام التعاقدات الجديدة.
لكن عدم وجود مدير فني يجعل الأمور أكثر صعوبة فيما يتعلق بالتخطيط للمستقبل. ويتعين على النادي أن يعرف من هم اللاعبون الذين يجب التعاقد معهم حتى يناسبوا طريقة اللعب التي سيعتمد عليها الفريق. وعلاوة على ذلك، فإن هبوط النادي إلى دوري الدرجة الأولى سيغير نظرة النادي كثيرا فيما يتعلق باللاعبين الذين يسعى لضمهم. ويستهدف النادي ضم كل من فنسنت كومباني من أندرلخت، وكجيتيل كنوتسن من نادي بودو غليمت النرويجي، لكن من غير المرجح أن يوافق اللاعبان على اللعب في دوري الدرجة الأولى. ومن المهم للغاية التعاقد مع مدير فني جديد في أسرع وقت ممكن، بغض النظر عن هويته. يتوقع البعض أن يُعرض على جاكسون القيام بدور المدير الفني بشكل دائم. لقد تمكن المدير الفني المؤقت من قيادة الفريق للحصول على 11 نقطة من ثماني مباريات تولى خلالها القيادة الفنية، لكن ذلك لم يكن كافياً لإبقاء بيرنلي في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد أعاد تنشيط الفريق بشكل ملحوظ على المدى القصير، لكن من المحتمل أن يتعاقد النادي مع مدير فني دائم من الخارج.
وأدى استحواذ شركة «إيه إل كيه» على بيرنلي إلى أن يكون النادي مدينا بـ 65 مليون جنيه إسترليني ويتعين عليه سدادها. وعندما هبط هيدرسفيلد تاون من الدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه خصص الأموال التي حصل عليها كدعم لسداد القروض البنكية، لكن الفريق احتل المركزين الثامن عشر والعشرين في دوري الدرجة الأولى في الموسمين التاليين لهبوطه، وهو الأمر الذي لن يرضى به جمهور بيرنلي بكل تأكيد!
وحتى لو استخدم بيرنلي الأموال التي سيحصل عليها بعد هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز لسداد القروض، فسيظل النادي يعاني من عجز مالي، وهو الأمر الذي قد يسعى النادي للتغلب عليه من خلال بيع بعض اللاعبين. لقد باع هيدرسفيلد تاون كلا من فيليب بيلينغ وآرون موي بعد هبوطه، واستبدل بهما بخيارات أرخص، وتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين على سبيل الإعارة على مدار الموسم. ومن الواضح أن هيدرسفيلد تاون وبيرنلي متشابهان من حيث حجم النادي والملعب. وعندما هبط هيدرسفيلد إلى دوري الدرجة الأولى، انخفضت إيراداته من 119.1 مليون جنيه إسترليني في موسم 2018-2019 إلى 52.7 مليون جنيه إسترليني في العام التالي، وهو الأمر الذي يعد مؤشرا على الوضع المالي الذي سيتعين على بيرنلي التعامل معه خلال الفترة المقبلة.
لقد وضعت شركة «إيه إل كيه كابيتال» هيكلا جديدا للنواحي المالية والتجارية، بما في ذلك بعض عمليات التوظيف الرائعة من النادي. وكان هناك أمل في تطوير العلامة التجارية لبيرنلي على نطاق دولي لزيادة الإيرادات التجارية، لكن هذه المهمة أصبحت شبه مستحيلة الآن بعد هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد أدخلت الشركة المالكة الجديدة العديد من التحسينات داخلياً، كما تم تطوير ملعب «تيرف مور» بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، وبالتالي فإن الوضع محفوف بالمخاطر، لكنه ليس مُدمرا داخل بيرنلي. يواجه النادي صيفا صعبا يتعين عليه خلاله أن يتخذ بعض القرارات الحاسمة والصعبة، وإذا تم اتخاذ هذه القرارات بشكل خاطئ فسيكون المستقبل قاتما!
بعد الرحيل عن «الأضواء»... بيرنلي يواجه مصيراً مظلماً
بعد الرحيل عن «الأضواء»... بيرنلي يواجه مصيراً مظلماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة