مبادرة أسترالية للتعاون مع «جزر المحيطين» في مواجهة الصين

كانبيرا تعهدت بأن تكون «شريكاً لا يأتي بشروط أو يفرض أعباء مالية مستدامة»

رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيزي مع وزيرة خارجيته بيني وونغ خلال قمة «كواد» الرباعية في طوكيو (رويترز)
رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيزي مع وزيرة خارجيته بيني وونغ خلال قمة «كواد» الرباعية في طوكيو (رويترز)
TT

مبادرة أسترالية للتعاون مع «جزر المحيطين» في مواجهة الصين

رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيزي مع وزيرة خارجيته بيني وونغ خلال قمة «كواد» الرباعية في طوكيو (رويترز)
رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيزي مع وزيرة خارجيته بيني وونغ خلال قمة «كواد» الرباعية في طوكيو (رويترز)

مع تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها، في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وإطلاق الصين حملة دبلوماسية لتعزيز نفوذها في جزر المنطقة، استجابت الحكومة الأسترالية الجديدة لهذا التحدي، مطلقة مبادرة خاصة لجلب «المزيد من الطاقة والموارد» إلى تلك الجزر النائية.
كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد بدأ الخميس، جولة في المحيط الهادئ تستغرق 10 أيام تشمل جزر سليمان وكيريباتي، وساموا، وفيجي، وتونغا، وفانواتو، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشرقية. وتأمل الصين في إبرام صفقات مع 10 دول صغيرة، لتنفيذ ما يسمى «رؤية التنمية المشتركة»، وهي المسودة التي اطلعت عليها وكالتا «رويترز» و«أسوشيتدبرس»، وتشمل قطاعات متعددة من الأمن إلى نقل البيانات إلى مصايد الأسماك. وتخطط الصين للتوصل إلى اتفاق بشأن ذلك في اجتماع بين وانغ ونظرائه في تلك الجزر في اجتماع يعقد غداً الاثنين. وقال خبراء أستراليون إن مسار رحلة وانغ، «عبارة عن بيان مؤكد من بكين بأنها تنوي ترسيخ نفسها في المنطقة، حيث كانت تبني نفوذها لأكثر من عقد من الزمن».
- مخاوف الحلفاء الغربيين
تزايد الاهتمام الدولي بجزر المحيط الهادئ منذ أبريل (نيسان)، عندما أكدت الصين وجزر سليمان أنهما وقعتا اتفاقية أمنية دون الكشف عن محتوياتها. وأثارت الاتفاقية مخاوف بشأن تنامي وجود الصين ونفوذها، خصوصاً أن وثيقة مسربة أشارت إلى أنها ستسمح لبكين بإقامة قواعد عسكرية ونشر قوات فيها، الأمر الذي تنفيه الصين. وسعى وزير الخارجية وانغ إلى تهدئة المنتقدين بالقول إن «التعاون الأمني بين الصين وجزر سليمان لا يستهدف أي طرف ثالث وليس لدى الصين نية لبناء قاعدة عسكرية هناك». وقال وانغ إن الصين تحترم علاقات جزر سليمان مع الدول الأخرى، وتعارض جميع أشكال سياسات القوة والتنمر، وأن جزر سليمان تملك في بكين، «صديقاً جيداً آخر وشريكاً مخلصاً وموثوقاً».
كما وقعت جزر ساموا والصين، أمس السبت، اتفاقاً بغية تنمية التعاون بينهم، لم تُكشف تفاصيله، لكنه مشابه للمسودة المسربة. ودعا مسؤولون غربيون هذه الدول الجزرية، إلى التصدي لمحاولات الصين توسيع قبضتها الأمنية في المنطقة. وأكدت حكومة جزر ساموا، في بيان، أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيسة الوزراء فيامي نعومي مطعفة، التقيا للحديث عن «التغير المناخي والجائحة والأمن». وحسب البيان، ستواصل الصين منح مساعدة لتطوير البنى التحتية، وسيتم وضع إطار جديد لمشاريع مستقبلية «ستُحدد لاحقاً». وجاء في البيان أن «جزر ساموا والصين ستواصلان السعي لتنمية التعاون بينهما بما يجسد مصالحهما والتزاماتهما المشتركة».
- أستراليا تقرر الانخراط
في تأكيد على المنافسة الاستراتيجية المتزايدة على النفوذ في المحيط الهادئ، وعلى الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، التي أرسلت قبل شهر بعثة دبلوماسية رفيعة المستوى، أرسلت أستراليا وزيرة خارجيتها الجديدة بيني وونغ، إلى فيجي يوم الخميس، وهبطت قبل ساعات من وصول وانغ إلى جزر سليمان، ووعدت بـ«ضخ المزيد من الطاقة والموارد» في المحيط الهادئ. وقالت وونغ، وهي عضو في مجلس الشيوخ أيضاً، إن كانبيرا لديها «رغبة قوية في لعب دورها في عائلة المحيط الهادئ وبناء علاقات أقوى». وأضافت أن أستراليا تحترم اختيارات دول المحيط الهادئ للأصدقاء والشركاء، مضيفة أن بلدها يريد «أن يكون شريكاً مفضلاً، وتثبت لفيجي والدول الأخرى في المنطقة، أننا تاريخياً كنا ولا نزال، شريكاً يمكن الوثوق به». وقالت إن حكومة حزب العمال الجديدة في أستراليا، التي تشكلت يوم الاثنين بعد الانتخابات العامة، ستجدد التركيز على تغير المناخ ومواصلة الدعم الاقتصادي للمنطقة.
وفي كلمة أمام أمانة منتدى جزر المحيط الهادئ في فيجي، قالت وزير الخارجية إن كانبيرا «ستكون شريكاً لا يأتي بشروط أو يفرض أعباء مالية غير مستدامة»، في نقد مباشر لسياسات الصين. وفي نقد لسياسات حزب المحافظين الذي خسر الانتخابات، أقرت وونغ بأن الحكومة الأسترالية السابقة «أهملت مسؤوليتها في التصرف بشأن المناخ، وتجاهلت نداءات عائلتنا في المحيط الهادئ»، وأظهرت عدم احترام لدول المحيط الهادئ. كما حثت قادة المحيط الهادئ على التفكير على المدى الطويل و«التفكير في المكان الذي قد تكونون فيه خلال عقد» بعد التوصل إلى صفقات مع الصين.
وفي رسالة إلى نظرائه من قادة منطقة الهادئ، حذر رئيس دولة ميكرونيسيا المتحدة ديفيد بانويلو، من أن الاتفاقيات تبدو «جذابة» للوهلة الأولى، لكنها ستسمح للصين «بدخول منطقتنا والسيطرة عليها».


مقالات ذات صلة

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم أستراليا تعثر على حطام سفينة غرقت إبان الحرب العالمية الثانية

أستراليا تعثر على حطام سفينة غرقت إبان الحرب العالمية الثانية

قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز، اليوم السبت، إنه تم العثور في بحر الصين الجنوبي على حطام سفينة تجارية يابانية كانت قد غرقت إبان الحرب العالمية الثانية وعلى متنها 864 جندياً أسترالياً، مما يغلق فصلاً مأساوياً من تاريخ البلاد. وأضاف الوزير الأسترالي أنه تم اكتشاف حطام السفينة «مونتيفيديو مارو» شمال غربي جزيرة لوزون الفلبينية. وكانت السفينة التي لا تحمل أي علامات تنقل أسرى حرب وفُقدت منذ إغراقها قبالة سواحل الفلبين في يوليو (تموز) 1942. وكان قد تم إغراقها بواسطة غواصة أميركية دون أن تعلم أنها تنقل أسرى حرب.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
العالم بسبب مخاوف أمنية... أستراليا تحظر «تيك توك» على الأجهزة الحكومية

بسبب مخاوف أمنية... أستراليا تحظر «تيك توك» على الأجهزة الحكومية

أعلنت الحكومة الأسترالية اليوم (الثلاثاء) أنها حذت حذو دول غربية أخرى وحظرت تطبيق مشاركة الفيديو «تيك توك» من أجهزة المشرعين بسبب مخاوف أمنية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال المدعي العام مارك دريفوس في بيان إن القرار اتخذ بناء على نصيحة من خبراء الاستخبارات والأمن. وأضاف «سيدخل التوجيه حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن عمليا». وسينطبق الحظر على جميع الأجهزة الصادرة عن إدارات ووكالات الكومنولث. وقال دريفوس «لن يتم منح الإعفاءات إلا على أساس كل حالة على حدة وفي ظل وجود إجراءات تخفيف أمنية مناسبة».

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
العالم السفير الصيني لدى أستراليا: مخاوف اندلاع حرب بين البلدين «غير واقعية»

السفير الصيني لدى أستراليا: مخاوف اندلاع حرب بين البلدين «غير واقعية»

رفض السفير الصيني لدى أستراليا شاو تشيان، المخاوف بشأن اندلاع حرب بين البلدين، وقال إنها غير واقعية، في حين التقى مسؤولو الدفاع من الحكومتين لإجراء محادثات في كانبيرا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وانتقد السفير تشيان، في مقال رأي نُشر في صحيفتي «سيدني مورنينغ هيرالد» و«إيدج»، اليوم (الخميس)، الرأي القائل بأن الصين تمثل تهديداً لأستراليا. وقال: «اندلاع حرب بين الصين وأستراليا ليس واقعياً أو متسقاً على الإطلاق مع مصالحنا الوطنية وفلسفتنا الدبلوماسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ أستراليا ستشتري 5 غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي

أستراليا ستشتري 5 غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي

أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك سوليفان، اليوم (الاثنين)، أن أستراليا ستشتري 3 غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي من طراز «فرجينيا»، مع احتمال أن تشتري اثنتين أخريين، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ساليفان لصحافيين في الطائرة الرئاسية الأميركية «إير فورس وان» إنه من المفترض تسليم الغواصات اعتباراً من العام 2030، في إطار الشراكة الأمنية الثلاثية الجديدة «أوكوس» بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.