النفط يتذبذب وسط مخاوف الإمدادات والركود

الصين تتخلص من مخزونات زائدة... وسريلانكا تلجأ للحل الروسي

تظل أسعار النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط أنباء عن مساعٍ لتعجيل الحظر على النفط الروسي (رويترز)
تظل أسعار النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط أنباء عن مساعٍ لتعجيل الحظر على النفط الروسي (رويترز)
TT

النفط يتذبذب وسط مخاوف الإمدادات والركود

تظل أسعار النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط أنباء عن مساعٍ لتعجيل الحظر على النفط الروسي (رويترز)
تظل أسعار النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط أنباء عن مساعٍ لتعجيل الحظر على النفط الروسي (رويترز)

حوّمت أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوى لها في شهرين يوم الجمعة، واتجه خام برنت نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية في شهر ونصف الشهر، مدعوماً باحتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على النفط الروسي وموسم القيادة الصيفي المقبل في الولايات المتحدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو (تموز) 36 سنتاً إلى 117.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 12.04 بتوقيت غرينتش، بعد أن ارتفعت إلى 118.17 دولار في وقت سابق من الجلسة. ولكن الخام القياسي يتجه نحو تحقيق مكاسب نحو أربعة في المائة هذا الأسبوع.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 80 سنتاً أو 0.70 في المائة إلى 113.29 دولار للبرميل. ويتجه الخام الأميركي أيضاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 0.7 في المائة.
وتتجه عقود خامي القياس إلى إنهاء الأسبوع على ارتفاع مع مواصلة المفوضية الأوروبية السعي لنيل تأييد جميع الدول الأعضاء في التكتل، وعددها 27، للعقوبات الجديدة المقترحة على روسيا، إذ تشكل المجر حجر عثرة. وقال مساعد كبير بحكومة المجر، إن بلاده بحاجة إلى ما بين ثلاثة أعوام ونصف العام وأربعة أعوام للتوقف عن استخدام الخام الروسي، وضخ استثمارات ضخمة لتعديل اقتصادها، وإنها لا تستطيع دعم الحظر النفطي الذي يقترحه الاتحاد الأوروبي حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن جميع القضايا.
وقال كليفورد بينيت كبير الاقتصاديين في «إيه سي واي» للأوراق المالية، «مزيج من الفقد الفعلي للإمدادات والرفض المتزايد لقبول الإمدادات من روسيا سيؤدي إلى ارتفاع هاتين السلعتين (النفط والغاز) ارتفاعاً كبيراً».
وزادت الأسعار نحو 50 في المائة منذ بداية هذا العام. وقالت ستة مصادر في «أوبك+» لـ«رويترز»، إن من المتوقع أن تلتزم المجموعة باتفاق إنتاج النفط الذي أقرته العام الماضي خلال اجتماعها المزمع في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل مع زيادة أهداف الإنتاج في يوليو بواقع 432 ألف برميل يومياً، فيما يمثل رفضاً للدعوات الغربية لزيادات أسرع في الإنتاج بهدف كبح الأسعار المرتفعة.
في غضون ذلك، من المتوقع أن تتخذ الصين خطوات للتخلص من مخزونات الوقود المرتفعة، التي تراكمت خلال عمليات الإغلاق التي استمرت فترة طويلة، لمكافحة فيروس كورونا، وذلك بالسماح بمزيد من الصادرات. وربما تصدر الحكومة حصصاً إضافية من الوقود إلى المصافي الحكومية، طبقاً لما ذكرته مصادر على صلة بالقضية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، معللة ذلك بسياسات داخلية، حسب وكالة «بلومبرغ».
ولم تتضح الأحجام ولا التوقيت الخاص بتلك الحصص في هذه المرحلة. ولم ترد وزارة التجارة على الفور على استفسار بالفاكس بخصوص ذلك. وشهدت أسواق الوقود في الصين حالة من الاضطرابات هذا العام، حيث إن سلسلة من حالات التفشي لمرض «كوفيد – 19»، دفعت إلى فرض إغلاقات شاملة، بما في ذلك أسابيع من القيود في شنغهاي، المركز التجاري الصيني الرئيسي.
وألغت قيود مكافحة «كورونا» التنقل في أكبر مستورد للنفط، مما أدى إلى تراكم المنتجات بما في ذلك البنزين. وإذا تم السماح بذلك، ستزيد الصادرات الإضافية المنافسة بالنسبة للمصافي الإقليمية. وبينما تضغط بكين لفرض إغلاقات صارمة، للقضاء على مرض «كوفيد - 19» تحركت دول أخرى ورفعت الإغلاق.
على النقيض، قال سوميث ويجيسينجي، رئيس شركة «سيلون بيتروليوم كورب»، في مقابلة هاتفية، إنه يتم توريد نفط روسي إلى سريلانكا لإنتاج وقود في مصفاتها الوحيدة، حيث تواجه الدولة المفلسة نقصاً حاداً في كل شيء من البنزين إلى الديزل. وسيتم معالجة «الخام السيبيري الخفيف» الروسي في المصفاة التابعة للشركة في منطقة «سابوجاسكاندا».
وسيتم استئناف عمل المصفاة الوحيدة في البلاد للمرة الأولى، منذ أكثر من شهرين وستنتج وقوداً في ستة أيام، طبقاً لما ذكره وزيرة الطاقة السريلانكية، كانشانا ويجيسكيرا، في تغريدة لها في وقت سابق، حسب وكالة «بلومبرغ».
وسريلانكا أحدث دولة آسيوية تقبل نفطاً خاماً من روسيا، بعد أن أدى غزو موسكو لأوكرانيا إلى إدانة واسعة النطاق وفرض عقوبات على موسكو. وأضاف ويجيسينجي أن مصفاة «سابوجاسكاندا» تستخدم «خاماً سيبرياً خفيفاً». وهو واحد من العديد من درجات الخام، التي يمكن لمصفاتنا معالجته. ولم تتضح بعد طريقة دفع سريلانكا أموالاً مقابل تلك الشحنة. يذكر أن روسيا اشترطت أن تقوم ما وصفتها بالدول غير الصديقة بدفع قيمة الطاقة (غاز أو نفط) بالروبل، في إشارة إلى الدول التي فرضت عقوبات عليها جراء غزو أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرّت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع؛ إذ أدت التقارير التي أفادت باقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، إلى جانب ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية؛ إلى توتر جاذبية المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 3 في المائة تقريباً إلى 2634.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 2.8 في المائة إلى 2636.50 دولار، كانت أسعار الذهب مهيّأة لعمليات بيع بسبب استنفاد عمليات الشراء بعد ارتفاع الأسبوع الماضي.

وقال استراتيجي السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، دانيال غالي، إن ترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية قد أزال بعضاً من علاوة المخاطر المرتبطة بالولايات المتحدة. وأضاف: «الأكثر من ذلك، دفعت التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ولبنان قد اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و(حزب الله) أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض».

وقال المحلل في «يو بي إس»، جيوفاني ستاونوفو، إن بعض المتعاملين في السوق يرون أن بيسنت أقل سلبية في حال نشوب حرب تجارية. وسجلت السبائك أعلى مستوى لها منذ 6 نوفمبر في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الارتفاع الأسبوعي الذي سجّلته الأسبوع الماضي بنسبة 6 في المائة تقريباً، وهو أفضل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2023، مدفوعة بتصاعد التوترات في الصراع الروسي - الأوكراني.

ويستعد المتداولون أيضاً لأسبوع محوري؛ إذ من المتوقع أن يقدّم محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية؛ رؤى حول توقعات سياسة «البنك المركزي». وقال نائب الرئيس، كبير استراتيجيي المعادن في شركة «زانر» للمعادن، بيتر غرانت: «ما زلت أتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، لكن المتحدثين الأخيرين في مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) اتخذوا نبرة أكثر حذراً مع اقتراب عام 2025، مما قد يشكّل رياحاً معاكسة للذهب».

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 3.1 في المائة إلى 30.34 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين بنسبة 1.8 في المائة إلى 946.40 دولار. كما انخفض البلاديوم بنسبة 2.3 في المائة إلى 985.75 دولار.