رامي عياش لـ«الشرق الأوسط»: منح الثقة لمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة واجب علينا

أداء ماري مشرف أمام رامي عياش في برنامج «كتاب الشهرة» على قناة «الجديد»
أداء ماري مشرف أمام رامي عياش في برنامج «كتاب الشهرة» على قناة «الجديد»
TT

رامي عياش لـ«الشرق الأوسط»: منح الثقة لمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة واجب علينا

أداء ماري مشرف أمام رامي عياش في برنامج «كتاب الشهرة» على قناة «الجديد»
أداء ماري مشرف أمام رامي عياش في برنامج «كتاب الشهرة» على قناة «الجديد»

«إنت إنت ما بتعرفني إنت... إنت إنت مش شايفني كنت... قلبي روحي عمري ما لمست ولا احترقت بناري»، بهذه الجملة من أغنية «حكاية جايي» اختارت الصبيّة ماري مشرف أن تعبّر للفنان رامي عياش عن إعجابها الكبير به وبأعماله، ومن خلالها أيضاً أطلّت على مشاهدي برنامج «كتاب الشهرة» الذي يقدّمه الإعلامي علي ياسين على قناة «الجديد» في لبنان.
ماري، البالغة 18 عاماً، كفيفة فقدت البصر بعد ولادتها بأربعين يوماً بسبب خطأ طبي، لكن الحياة كافأتها بحنجرة مميّزة وبـ«رؤية» واضحة لحلمها أن تصبح مغنية محترفة.
بشغفٍ وبريقٍ في الصوت تتحدّث ماري إلى «الشرق الأوسط» عن حبها للموسيقى كأنّ النغم شكّل حبل خلاص ربطها بالعالم وبألوانه سبع نوتات اختصرت لها قوس القزح.
http://https://www.youtube.com/watch?v=fZguDRo_GtM
ماري مشرف... «حكاية جايي»
لم تتردّد ماري في الوقوف أمام الكاميرا وعينَي رامي عياش، فلذوي الاحتياجات الخاصة الحق بمساحة يُظهرون من خلالها مواهبهم، وتلقّف رامي اللحظة باهتمام وتفاعل واضحَين، فهو شاركها الغناء وسألها عن دراستها وطموحاتها.
وفي حديث خاص مع «الشرق الأوسط» يقول «الدعم المعنوي أساسي في هكذا موقف، وقد شجّعت ماري وأعطيتها أملاً وأشعرتُها بطاقة الحب».
ويشدّد عياش على أهمية «منح الثقة لأصحاب المواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مهما كانت درجة احترافهم، فالأولوية هي لتقدير جهودهم ومثابرتهم في مواجهة كل ما يعانون».
وتنبع نظرة عياش تلك إلى الموضوع، من تجربته الخاصة في مجال الشأن العام والقضايا الإنسانية، من خلال مؤسسة «عياش الطفولة» التي تأخذ على عاتقها تعليم 2000 تلميذ في المدارس والجامعات.
وتضع الجمعية التعليم أولويّة، إلا أنها لا تمانع تبنّي مواهب فنية وموسيقية من ذوي الاحتياجات الخاصة، فحسب ما يقرّ رامي عياش «المتعة الكبرى هي تلك التي نأخذها من الأنشطة والمشاريع الإنسانية... هي أكبر وأعمق بكثير من متعة النجاحات الفنية والشهرة».
وتتذكّر ماري مشرف إطلالتها التلفزيونية «صحيح أنّ تلك اللحظة لم تخلُ من الرهبة، لكنها كانت جميلة وتفاعل الفنان رامي عياش وتشجيعه ساعدا في تهدئة قلقي».
تشبه يوميات ماري يوميات أي طالبة في سنتها المدرسية الأخيرة تتابع دراستها في مدرسة تعتمد الدمج بين التلاميذ العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتستعد لشهادة الثانوية العامة وللتخصص العام المقبل في العلوم الموسيقية والغناء الشرقي.
وتقول «أفضّل استبدال كلمة (تحديات) بـ(إنجازات)»، وتابعت «إنجاز العيش في مجتمع غير مؤهّل لاستيعاب أصحاب الهمم، وإنجاز تلقّي دراستي ومتابعة اهتماماتي الموسيقية... كل هذا يُشعرني بأنني أحقق ذاتي».
تعلّقت بالموسيقى في السابعة من عمرها كانت تمسك هاتف والدتها ولا تتركه إلا بعد أن تكون قد استمعت إلى كل ما يحوي من موسيقى، لا سيّما أغنيات فيروز ووديع الصافي وملحم بركات.
وصنعت مسرحاً خاصاً بها، فكانت تقلب الكنبة في غرفة الجلوس رأساً على عقب وتقف عليها لاعبة دور المغنية، ثم أتت حفلات المدرسة، حيث كانت تغنّي منفردة، وتلتها دراسة الموسيقى لفترة وجيزة في أحد المعاهد.
ولم يقف فقدان البصر عائقاً أمامها وهي تصفه بالنعمة في حياتها، متمنية على الناس تقبّلها وأمثالها كبشر قادرين على تحقيق أي هدف.
وتقول «يجب أن يعرف الناس أننا لسنا مختلفين عنهم، أما أنا فصحيح أنني خسرتُ نظري، لكنني ربحت الرؤية بقلبي. محظوظة لأنني لا أحكم على الناس من خلال أشكالهم». ولدى سؤالها عن القصص التي تُلهمها، تجيب «أنا معجبة بحكايات المكافحين الذين حققوا أحلامهم رغم الصعوبات التي واجهتهم».

تجارب ناجحة في الدمج الفني لذوي الاحتياجات الخاصة
توالت خلال السنوات الماضية تجارب دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الأعمال الفنية، وكان لافتاً حضور أكثر من موهبة في مسلسلات تلفزيونية جماهيرية.
والطفل حسن مرعي الذي أدّى دور «أيوب» في مسلسل «شتّي يا بيروت» إلى جانب الممثّل عابد فهد ومجموعة من الممثلين المخضرمين، خطف الأضواء والقلوب. رغم إصابته بمتلازمة داون، التزم حسن بالدور وأدّاه كما يجب، مُظهراً انضباطاً أمام الكاميرا وتفاعلاً كبيراً مع الممثلين، لا سيّما مع فهد الذي لعب دور والده.

من جهتها، أضفت الممثلة الشابة غرازييلا طربيه، المصابة هي الأخرى بمتلازمة داون، سحراً خاصاً إلى مسلسل «ع إسمك» حين أطلّت إلى جانب الممثلة كارين رزق الله وممثلين آخرين لتقدّم دور «دوللي».
وشكّل مرورها موقفاً صارخاً حيال قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم المادية والمعنوية. كما أنّ طربيه فرضت نفسها لناحية الأداء التمثيلي، فقدّمت دورها بإقناع وإحساس حاصدة تفاعلاً كبيراً من قِبَل المشاهدين.
دائماً في مجال الدراما والسينما، لا ننسى فيلم «غدي» (2013) الذي كان من أول الأعمال العربية التي عالجت قضية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. نسَف الفيلم، الذي أخرجه أمين درّة وكتبه وأدّى بطولته الفنان جورج خباز، الأحكام المسبقة التي يطلقها المجتمع على الأطفال «المختلفين».
ونجح العمل في كسر الصورة النمطيّة من خلال تقديم «غدي» (أدى دوره الطفل إيمانويل خير الله المصاب بمتلازمة داون)، كملاكٍ يجلس على شرفة بيته وينثر الخير والمحبة على الحي الذي يقطنه مع عائلته الصغيرة.

من على كرسيّها المتحرّك، صدحت وئام رضوان بأجمل صوت فسحرت أعضاء لجنة برنامج «ذا فويس» التحكيمية، وسرقت قلوبهم. الشابة المغربية المُقعدة تحدّت نفسها والصعاب التي حمّلتها إياها الحياة، وأظهرت للعالم العربي قدراتها الغنائية.
وتحلّق حول وئام النجوم محمد حماقي، وسميرة سعيد، وأحلام، وراغب علامة، في مشهدٍ أعاد إلى الذاكرة لحظاتٍ مماثلة في برامج المواهب الأميركية. تلك البرامج التي فتحت الباب واسعاً أمام دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب المواهب وإلقاء الضوء عليهم.
https://www.youtube.com/watch?v=xWfS5Awgg-8
وقد يكون عدد الفنانين العالميين من ذوي الاحتياجات الخاصة غير كبير، إلا أن مَن أحدثوا خرقاً وفرقاً خطّوا أسماءهم إلى الأبد في كتاب تاريخ الفنّ. من بيتهوفن الذي ترك للأجيال إرثاً خالداً من الموسيقى الكلاسيكية رغم إصابته بالصمم، إلى ستيفي وندر، وراي تشارلز، وأندريا بوتشيلي، وجميع هؤلاء فقدوا البصر في طفولتهم، لكن ذلك لم يمنعهم من تقديم أجمل الألحان والأغاني.

سوزان بويل
يوم أطلّت سوزان بويل على مسرح برنامج المواهب في بريطانيا Britain’s Got Talent عام 2009، سُمعت همسات السخرية وضحكات المفاجأة في صفوف الحضور في ردّة فعلٍ على سنّها (47 سنة حينها) وشخصيتها المختلفة. لكن فور خروج أول نغمة من حنجرة سوزان، ذُهل الحضور واللجنة التحكيميّة وحلّ التصفيق والتشجيع مكان الهمسات المُستغربة.
وسوزان التي حلّت في المرتبة الثانية في نهائيات البرنامج، أعلنت في عام 2012 إصابتها بمتلازمة أسبرجر، وهي إحدى اضطرابات التوحّد، غير أنها واصلت الحلم، ولم تَحل لا الأحكام المسبقة ولا نظرات الاستغراب ولا الحالة الصحية دون عبورها إلى قلوب المشاهدين وآذان المستمعين حول العالم.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».