- A Night to Remember
- (1958)
- تيتانيك آخر
- ★★★
هناك 17 فيلماً روائياً و23 فيلماً تسجيلياً تناول حكاية الباخرة الأشهر تيتانيك التي غرقت بمعظم ركابها في المحيط الأطلسي بتاريخ 15 أبريل (نيسان) سنة 1912. السينما سارعت منذ ذلك العام ووفّرت ثلاثة أفلام عن الموضوع بريطاني وفرنسي وألماني. البريطاني كان من بطولة أحد الناجين وتم تصويره بعد شهر واحد من الغرق.
بالطبع «تيتانيك»، كما أخرجه جيمس كاميرون سنة 1997 هو الأشهر. لكن هناك فيلمان بارزان من الأربعينات، الأول تحت العنوان ذاته «تيتانيك» (قام بإخراجه كل من فرنر كلينغلر وهربرت سلبن من إنتاج الذراع الإعلامي للحزب النازي الألماني) ليظهر كم أخطأ الكابتن وفريقه في تقدير الموقف وتبعاته وكيف أنه كان بالإمكان إنقاذ أرواح أكثر لولا أتيح للركاب القابعين في الدرجة السياحية (أدني طبقات الباخرة) النجاة بأنفسهم.
الفيلم الثاني وهو «ليلة للذكرى» للبريطاني روي وورد بايكر وهو فيلم واقعي بلا حسابات سياسية لكنه ينتقد التأخير لإنقاذ حياة المسافرين في قاع السفينة (أكثر مما يفعل فيلم كاميرون بالفعل) ولو أنه يضع في الحسبان كذلك أن عمليات النزوح عن السفينة كانت معقّدة: في الدرجة الأولى كانت هناك الأولوية للنساء والأطفال لكن فقط من بين راكبي الدرجة الأولى، وبعدهم راكبو الدرجة الثانية. إلى أن وصل الدور إلى راكبي (وراكبات) الدرجة السياحية كانت كل القوارب امتلأت والسفينة بدأت الغطس السريع.
هناك دقّة شديدة لعرض الأحداث كما وقعت. طبعاً اصطدام جبل الثلج بالسفينة في هذا الفيلم نقطة ضعف كون التقنيات لم تسعف التدليل على فداحة الإصابة التي تعرّضت لها السفينة. لكن كل شيء آخر تم تصويره بتفاصيل مثيرة للاهتمام، بما في ذلك بعض الشخصيات الرئيسية منها والثانوية. على سبيل المثال هناك شخصية رجل يفضل القراءة ويمضي بها من دون توقف بينما الناس في هرج ومرج. هذه شخصية حقيقية لصحافي اسمه ويليام توماس ستيد كان نشر مقالاً سنة 1886 حول احتمال غرق السفن في عرض المحيط وضرورة تأمين ما يكفي من قوارب الإنقاذ. تيتانيك حملت عشرات القوارب لكنها لم تكن كافية لاستيعاب 3327 شخصاً من بينهم 2435 راكباً والباقي (892 من البحارة والعاملين).
إنه من المثير من زاوية المراجعة التاريخية لهذا الفيلم الإشارة إلى أن مشهد الباخرة حين غادرت المياه البريطانية مأخوذ من المشهد ذاته الذي ورد في الفيلم الألماني. أي إنها الباخرة ذاتها التي استخدمها الفيلم الألماني. تلك الباخرة المدنية، واسمها SS Cap Arcona تم إغراقها خلال الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الجو البريطانية وقيل إن ذلك تم بالخطأ. يُقال إن عدد ضحايا الباخرة الألمانية تجاوز عدد ضحايا «تيتانيك» ذاتها.
روي وورد بايكر (1916 - 2010) كان مخرجاً بريطانياً لامعاً بأعماله من دون أن ينجز الشهرة التي آلت لسواه. «ليلة للذكرى» يبقى أشهر أعماله لكنه في الواقع حقق أفلاماً تجارية ناجحة من بينها Highly Dangerous سنة 1950 والفيلم الأميركي Don›t Boeth to Knco (مع مارلين مونرو في البطولة، 1952). عاد إلى السينما البريطانية وأنجز لاحقاً أفلام رعب متوالية من مطلع السبعينات وما بعد.
ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★
سنوات السينما
سنوات السينما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة