المقاومة العسكرية تتلقى دعمًا من الحكومة اليمنية لتحرير صعدة

وكيل محافظة لحج لـ {الشرق الأوسط}: القوى الجنوبية تقوم بعمليات إسناد

المقاومة العسكرية تتلقى دعمًا من الحكومة اليمنية لتحرير صعدة
TT

المقاومة العسكرية تتلقى دعمًا من الحكومة اليمنية لتحرير صعدة

المقاومة العسكرية تتلقى دعمًا من الحكومة اليمنية لتحرير صعدة

كشفت مصادر ميدانية، أمس، أن الحكومة اليمنية منحت دعمًا للمقاومة الشعبية اليمنية من أجل تحرير صعدة، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف العربي.
وقال العميد صالح البكري، الوكيل الأول لمحافظة لحج التابعة لعدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن مشاورات جرت مع الحكومة اليمنية الشرعية من أجل تدعيم المقاومة الشعبية، والعمل على تقويتها، بغية تحرير محافظة صعدة، مشيرًا إلى أن المقاومة الجنوبية تعمل على مساندة القوات العسكرية والقبلية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي؛ لأجل تحرير صعدة؛ المعتقل الرئيسي لجماعة الحوثي المتمردة على الشرعية في اليمن.
وأكد البكري أن محافظات لحج وعدن وأبين تشهد وجود بعض الميليشيات الإيرانية التي توسعت في احتلال المناطق. وعليه، فإن المجلس العسكري الجنوبي يقف جنبًا إلى جنب مع المقاومة الشعبية، ومع ذلك، فإن المحافظات الجنوبية لا تزال بحاجة إلى مزيد من السلاح من أجل مواصلة تحرير المدن التي استولت عليها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع صالح.
وكشف الوكيل الأول لمحافظة لحج عن مواجهات نشبت ما بين المقاومة الشعبية في محافظة لحج والمتمردين الحوثيين، بينما لم يفصح عن تسجيل أعداد من القتلى أو الإصابات بين الطرفين.
وأشار العميد صالح البكري إلى وجود مشاركة من المقاومة الشعبية مع محافظة مأرب، وذلك من أجل تدعيم عملياتها التي تقوم بها لتحرير محافظة صعدة، كما أن عددًا من المحافظات الجنوبية يشارك في عمليات التحرير تلك. كاشفًا في السياق ذاته، أن القوات الموالية للشرعية اليمنية مع المقاومة الشعبية، ستتجه صوب العاصمة اليمنية صنعاء من أجل تحريرها من المتمردين الحوثيين.
وشدد على أنه على الرغم من الأوضاع الميدانية الصعبة، فإن المقاومة تسجل نجاحات في الجنوب اليمني، مشيرًا إلى أن الحوثيين وميليشيا الرئيس المخلوع صالح دمرت بشكل مريع البنى التحتية في محافظتي عدن ولحج، عبر استخدامها المدرعات العسكرية التي تمتلكها، كما أنها تستهدف المدنيين والنساء العزل.
وفي سياق متصل، كشف العميد صالح البكري (كان عالقًا في مصر) أن العالقين في القاهرة يعيشون أوضاعًا مادية صعبة، كما أن عدد العالقين هناك يبلغ نحو 7 آلاف يمني، وأن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا لعودة العالقين إلى الديار اليمنية، كما أن المبالغ التي خصصتها الحكومة لم تصل إلى العالقين المتبقين في مصر.
يذكر أن مصادر محلية متطابقة في اليمن، ذكرت أن القوات العسكرية والقبلية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تعد لتحرك بري من محافظتي مأرب والجوف نحو محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي التي تتهمها السلطات الشرعية في اليمن بالارتباط بإيران. وتفيد المصادر بأن قيادات قبلية بارزة تنتمي لقبيلة حاشد، التي ينتمي إليها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تسهم بشكل كبير في إعداد القوات الساعية لتحرير محافظة صعدة من هيمنة الحوثيين. وجاء هذا التطور بعدما حققت المقاومة الشعبية في مأرب والجوف تقدمًا كبيرًا على الأرض في المواجهات مع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.