الأمم المتحدة تحض السودانيين على الحوار لإخراج بلادهم من الأزمة

تقرير غوتيريش يطالب بإطلاق المعتقلين ويحذر من تزايد الجوع في البلاد

جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحض السودانيين على الحوار لإخراج بلادهم من الأزمة

جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

ناشد رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية (يونيتامس)، فولكر بيرثيس، الذي يمثل الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، كل الأطراف على «إيجاد بيئة مؤاتية للحوار، لأن الوقت بات قصيراً»، بهدف إخراج البلاد من الأزمة التي بدأت بعد الإطاحة بالحكومة المدنية، محذراً من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع سيصل إلى نحو 18 مليون شخص بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.
واستمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطة بيرثيس بخصوص أحدث التطورات في السودان، على ضوء مواصلة الجهود الرامية إلى إعادة مسار العملية السياسية، وإنشاء حكومة بقيادة مدنية، استناداً إلى أحدث تقرير قدمه غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن حول الوضع في السودان.
وقال بيرثيس في إفادته، إن «الوقت بات قصيراً» أمام السودانيين للتوصل إلى حل سياسي، والخروج من هذه الأزمة، داعياً السلطات إلى إيجاد «بيئة مؤاتية». كما أقر بأنه «جرى اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية» منذ أواخر مارس (آذار) الماضي، حيث أطلقت السلطات 86 محتجزاً على الأقل. فيما لا يزال 111 شخصاً رهن الاعتقال في الخرطوم وبورتسودان وأماكن أخرى، مشيراً في هذا السياق إلى أن «عنف قوات الأمن ضد المتظاهرين انخفض بشكل عام، لكن الانتهاكات لا تزال تحدث»، كان آخرها مقتل متظاهر آخر السبت الماضي على أيدي قوات الأمن، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى إلى 96 شخصاً. وقال بيرثيس بهذا الخصوص: «إذا أرادت السلطات بناء الثقة، فإنه من الضروري محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين»، مطالباً بإطلاق باقي المعتقلين، ووقف الاعتقالات التعسفية، ورفع حالة الطوارئ.
في سياق ذلك، لاحظ بيرثيس تشكيل عدد من الأحزاب والائتلافات السياسية الجديدة في السودان، فضلاً عن وجود تحالفات حول مواقف مشتركة. لكنه أوضح أن «هناك اعترافاً متزايداً بالحاجة إلى حوار مدني - عسكري لإيجاد مخرج من الأزمة، وإلى مزيد من النقاش العام حول هذه القضية»، معتبراً أن صوغ تفاهمات مشتركة سيساعد في رسم الطريق للخروج من الأزمة، ومعالجة الفراغ المؤسسي بعد الانقلاب. وبهذا الخصوص، قال بيرثيس إن «الجمود السياسي لا يزال يفرض عبئاً ثقيلاً من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية»، مبرزاً أن «الآثار المشتركة لعدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية، وضعف المحاصيل، كل ذلك بات له تأثير كارثي على التضخم، والقدرة على تحمل تكاليف الغذاء»، وحذر في هذا السياق من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع سيصل إلى نحو 18 مليون شخص بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، موضحاً أن السودان «لا يزال من دون حكومة عاملة بقيادة مدنيين لأكثر من ستة أشهر، ولا يزال في حالة طوارئ».
وبخصوص رؤيته لحل الأزمة، شدد بيرثيس على أنه «لا يمكن تحقيق العودة إلى مسار انتقالي إلا من خلال حوار سياسي شامل، يملك السودانيون زمامه ويتولون قيادته»، مذكراً بأن العملية التي بدأت مشتركة، تحت رعاية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة «تهدف إلى إيجاد إطار شامل للجميع بصورة عاجلة لهذا الحوار بين أصحاب المصلحة السودانيين». وناشد كل الجهات الفاعلة الاضطلاع بدورها، من أجل تهيئة بيئة مؤاتية للمحادثات، وحض الجيش والقوات الأمنية على «وقف جميع أعمال العنف، وإطلاق المعتقلين السياسيين، ووضع حد للاعتقالات التعسفية، ورفع حالة الطوارئ، وتجنب أي أعمال يمكن أن تعرض الحوار للخطر». كما رحب بإطلاق وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، وعضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي، وأعضاء لجنة التفكيك بابكر فيصل ووجدي صالح وطه عثمان وغيرهم.
أما بخصوص الوضع الاقتصادي فقد أكد غوتيريش أن التدهور السريع للحالة الاقتصادية ينذر بالخطر، وعبر عن «القلق» من أن آثار عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية، وضعف المحاصيل لعام 2021، بالإضافة إلى اضطرابات الإمدادات على الصعيد العالمي «كل ذلك سيكون له تأثير كارثي على التضخم، خصوصاً على قدرة الفئات الضعيفة في تحمل تكاليف الغذاء». ونقل عن تقديرات الأمم المتحدة أن نحو 39 في المائة من السكان «سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر المقبل». كما عبر عن «قلق بالغ» من تصاعد العنف في دارفور، ما أدى إلى «تزايد القتلى ونزوح قسري جديد كبير»، داعياً السلطات الوطنية إلى الوفاء بالتزامها في إعادة تنشيط الآلية الوطنية لحماية المدنيين.
في سياق ذلك، دعا غوتيريش السلطات الوطنية والحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق جوبا للسلام، والتعجيل بتنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية». وأبدى «قلقاً عميقاً إزاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، لا سيما في سياق المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة المناهضة للانقلاب»، مندداً بـ«الاستخدام المفرط للقوة من قوات الأمن ضد المدنيين، فضلاً عن استمرار الاعتقالات التعسفية، واحتجاز قادة المعارضة ونشطائها». لكنه عبر في المقابل عن ارتياحه لبدء محاكمة عبد الرحمن (علي قشيب) في 5 أبريل (نيسان) أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي وجهت إليه 31 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بين أغسطس (آب) 2003 وأبريل 2004 على الأقل في دارفور»، معتبراً ذلك «إشارة إيجابية» للضحايا.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.