الأمم المتحدة تحض السودانيين على الحوار لإخراج بلادهم من الأزمة

تقرير غوتيريش يطالب بإطلاق المعتقلين ويحذر من تزايد الجوع في البلاد

جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

الأمم المتحدة تحض السودانيين على الحوار لإخراج بلادهم من الأزمة

جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها سودانيون وسط الخرطوم الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

ناشد رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية (يونيتامس)، فولكر بيرثيس، الذي يمثل الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، كل الأطراف على «إيجاد بيئة مؤاتية للحوار، لأن الوقت بات قصيراً»، بهدف إخراج البلاد من الأزمة التي بدأت بعد الإطاحة بالحكومة المدنية، محذراً من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع سيصل إلى نحو 18 مليون شخص بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.
واستمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطة بيرثيس بخصوص أحدث التطورات في السودان، على ضوء مواصلة الجهود الرامية إلى إعادة مسار العملية السياسية، وإنشاء حكومة بقيادة مدنية، استناداً إلى أحدث تقرير قدمه غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن حول الوضع في السودان.
وقال بيرثيس في إفادته، إن «الوقت بات قصيراً» أمام السودانيين للتوصل إلى حل سياسي، والخروج من هذه الأزمة، داعياً السلطات إلى إيجاد «بيئة مؤاتية». كما أقر بأنه «جرى اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية» منذ أواخر مارس (آذار) الماضي، حيث أطلقت السلطات 86 محتجزاً على الأقل. فيما لا يزال 111 شخصاً رهن الاعتقال في الخرطوم وبورتسودان وأماكن أخرى، مشيراً في هذا السياق إلى أن «عنف قوات الأمن ضد المتظاهرين انخفض بشكل عام، لكن الانتهاكات لا تزال تحدث»، كان آخرها مقتل متظاهر آخر السبت الماضي على أيدي قوات الأمن، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى إلى 96 شخصاً. وقال بيرثيس بهذا الخصوص: «إذا أرادت السلطات بناء الثقة، فإنه من الضروري محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين»، مطالباً بإطلاق باقي المعتقلين، ووقف الاعتقالات التعسفية، ورفع حالة الطوارئ.
في سياق ذلك، لاحظ بيرثيس تشكيل عدد من الأحزاب والائتلافات السياسية الجديدة في السودان، فضلاً عن وجود تحالفات حول مواقف مشتركة. لكنه أوضح أن «هناك اعترافاً متزايداً بالحاجة إلى حوار مدني - عسكري لإيجاد مخرج من الأزمة، وإلى مزيد من النقاش العام حول هذه القضية»، معتبراً أن صوغ تفاهمات مشتركة سيساعد في رسم الطريق للخروج من الأزمة، ومعالجة الفراغ المؤسسي بعد الانقلاب. وبهذا الخصوص، قال بيرثيس إن «الجمود السياسي لا يزال يفرض عبئاً ثقيلاً من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية»، مبرزاً أن «الآثار المشتركة لعدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية، وضعف المحاصيل، كل ذلك بات له تأثير كارثي على التضخم، والقدرة على تحمل تكاليف الغذاء»، وحذر في هذا السياق من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع سيصل إلى نحو 18 مليون شخص بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، موضحاً أن السودان «لا يزال من دون حكومة عاملة بقيادة مدنيين لأكثر من ستة أشهر، ولا يزال في حالة طوارئ».
وبخصوص رؤيته لحل الأزمة، شدد بيرثيس على أنه «لا يمكن تحقيق العودة إلى مسار انتقالي إلا من خلال حوار سياسي شامل، يملك السودانيون زمامه ويتولون قيادته»، مذكراً بأن العملية التي بدأت مشتركة، تحت رعاية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة «تهدف إلى إيجاد إطار شامل للجميع بصورة عاجلة لهذا الحوار بين أصحاب المصلحة السودانيين». وناشد كل الجهات الفاعلة الاضطلاع بدورها، من أجل تهيئة بيئة مؤاتية للمحادثات، وحض الجيش والقوات الأمنية على «وقف جميع أعمال العنف، وإطلاق المعتقلين السياسيين، ووضع حد للاعتقالات التعسفية، ورفع حالة الطوارئ، وتجنب أي أعمال يمكن أن تعرض الحوار للخطر». كما رحب بإطلاق وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، وعضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي، وأعضاء لجنة التفكيك بابكر فيصل ووجدي صالح وطه عثمان وغيرهم.
أما بخصوص الوضع الاقتصادي فقد أكد غوتيريش أن التدهور السريع للحالة الاقتصادية ينذر بالخطر، وعبر عن «القلق» من أن آثار عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية، وضعف المحاصيل لعام 2021، بالإضافة إلى اضطرابات الإمدادات على الصعيد العالمي «كل ذلك سيكون له تأثير كارثي على التضخم، خصوصاً على قدرة الفئات الضعيفة في تحمل تكاليف الغذاء». ونقل عن تقديرات الأمم المتحدة أن نحو 39 في المائة من السكان «سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر المقبل». كما عبر عن «قلق بالغ» من تصاعد العنف في دارفور، ما أدى إلى «تزايد القتلى ونزوح قسري جديد كبير»، داعياً السلطات الوطنية إلى الوفاء بالتزامها في إعادة تنشيط الآلية الوطنية لحماية المدنيين.
في سياق ذلك، دعا غوتيريش السلطات الوطنية والحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق جوبا للسلام، والتعجيل بتنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية». وأبدى «قلقاً عميقاً إزاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، لا سيما في سياق المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة المناهضة للانقلاب»، مندداً بـ«الاستخدام المفرط للقوة من قوات الأمن ضد المدنيين، فضلاً عن استمرار الاعتقالات التعسفية، واحتجاز قادة المعارضة ونشطائها». لكنه عبر في المقابل عن ارتياحه لبدء محاكمة عبد الرحمن (علي قشيب) في 5 أبريل (نيسان) أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي وجهت إليه 31 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بين أغسطس (آب) 2003 وأبريل 2004 على الأقل في دارفور»، معتبراً ذلك «إشارة إيجابية» للضحايا.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«النواب» المصري يقر «نقل المحكومين» مع الإمارات

أعضاء مجلس  النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
أعضاء مجلس النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
TT
20

«النواب» المصري يقر «نقل المحكومين» مع الإمارات

أعضاء مجلس  النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
أعضاء مجلس النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)

أقرّ مجلس النواب المصري (البرلمان) اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات، حيث تقضي الاتفاقية بـ«نقل المدانين بأحكام قضائية إلى الوطن الأصلي لقضاء مدة العقوبة»، وسط جدل بشأن اشتراطها «موافقة السجين» قبل التبادل.

ووقّعت مصر والإمارات على الاتفاقية في يناير عام 2024، وأحال البرلمان المصري الاتفاقية للمناقشة، في إطار «علاقات التعاون بالمجال القضائي بين البلدين».

وجاءت موافقة البرلمان المصري على الاتفاقية، خلال انعقاد جلسته العامة، الأحد. وأشار رئيس «اللجنة التشريعية» بمجلس النواب، المستشار إبراهيم الهنيدي، إلى أن «الاتفاقية تهدف في مجملها إلى تهيئة السبل الكفيلة لإصلاح المحكوم عليه وإعادة تأهيله باعتباره الفرض الأساسي للجزاء الجنائي»، وقال إنها «إحدى اتفاقيات التعاون القانوني والقضائي، وتأتي في إطار احترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية».

وتضمنت الاتفاقية 19 مادة، مقسمة على 4 أبواب، تضمن الباب الأول أحكام نقل المحكوم عليهم، والثاني الإجراءات المتبعة الخاصة بنقل المدانين، فيما تضمن الباب الثالث اختصاصات السلطة المركزية، وسبل تسوية الخلافات التي تنشأ حول تطبيق وتفسير الاتفاقية، وتضمن الباب الرابع مدة ومجال سريان الاتفاقية، وكيفية تعديلها وإنهائها، وفق تقرير لجنة مشتركة من لجنتي «الدفاع والتشريعية» بـ«النواب».

وخلال مناقشات الاتفاقية، انتقد عضو مجلس النواب، ضياء داود، بند «اشتراط موافقة المحكوم عليه في إجراءات نقله»، وأرجع ذلك إلى أنه «يُفرغ الاتفاقية من مضمونها، ويجعلها غير قابلة للتطبيق».

إلا أن وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المستشار محمود فوزي، أكّد خلال جلسة البرلمان، الأحد، أن «شرط موافقة المحكوم عليهم، معترف به دولياً في نصوص الاتفاقيات المماثلة»، وقال إن هذا الشرط «يعزز من تخفيف معاناة السجين وأسرته، ويسّهل زيارته ويخفف عبء الدولة التي جرى فيها الجريمة».

مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)
مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)

ووفق المادة الثالثة من الاتفاقية، يقدم طلب نقل السجين من «دولة الإدانة، ودولة التنفيذ، ومن المحكوم عليه، أو من ممثله القانوني، أو من زوجه، أو أحد أقاربه، حتى الدرجة الرابعة».

ويُرفض طلب نقل المحكوم عليه، في حالة «إذا رأت دولة الإدانة، في عملية النقل، مساساً بسيادتها أو أمنها أو نظامها العام، أو مصالحها»، أو «إذا قضي بالبراءة عن الأفعال نفسها في دولة التنفيذ»، أو «إذا انقضت وقائع الدعوى المدان فيها، في دولة التنفيذ»، وفق نص المادة الرابعة للاتفاقية.

وأثارت موافقة البرلمان على الاتفاقية تكهنات بشأن إمكانية طلب القاهرة استرداد الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، المحتجز في أبوظبي، والملاحق قضائياً في مصر.

وبينما كتب الإعلامي المصري، أحمد موسى، عبر صفحته على «إكس»، الأحد، إن «الاتفاقية خطوة مهمة لاسترداد عبد الرحمن يوسف القرضاوي».

إلا أن عضو مجلس النواب المصري، الإعلامي مصطفى بكري، استبعد أن تكون للاتفاقية علاقة بنقل نجل القرضاوي إلى مصر، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاقية جرى توقيعها بين القاهرة وأبوظبي، في يناير 2024، ما يعني قبل توقيفه في لبنان».

أيضاً قال عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» بالبرلمان المصري، يحيى كدواني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتفاقية لا تستهدف حالات بعينها، مثل نجل القرضاوي، كونها تتضمن أحكاماً عامة، تسري على كل سجين لدى البلدين، تنطبق عليه شروط وأحكام التبادل».

وتسلمت الإمارات، عبد الرحمن القرضاوي، الذي يحمل الجنسية المصرية والتركية، من لبنان، في يناير الماضي. وكان عبد الرحمن، قد اعتُقل بلبنان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد عودته من سوريا، تنفيذاً لمذكرة توقيف معمَّمة عبر الإنتربول، بموجب حكم غيابي صادر بحقّه عن القضاء المصري، يقضي بسجنه 5 سنوات، لإدانته بـ«إذاعة أخبار كاذبة، والتحريض على العنف والإرهاب».

رئيس مجلس النواب المصري خلال مناقشة اتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)
رئيس مجلس النواب المصري خلال مناقشة اتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)

عودة إلى بكري الذي قال إن الاتفاقية تستهدف «تخفيف معاناة المحكوم عليهم في قضايا سالبة للحرية»، وأشار إلى أن «الاتفاقية تتيح تبادل من صدرت بحقّهم أحكام قضائية قبل بدء تطبيقها وبعدها»، وأرجع ذلك أنه «سوف يخفف أعباء أسرية كثيرة للسجناء»، موضحاً أن «الاتفاقية قيّدت قرارات العفو على المحكوم عليهم، بموافقة الدولة التي وقعت فيها الجريمة».

وتخدم الاتفاقية المحكوم عليهم في «قضايا سالبة للحرية بالبلدين»، بحسب كدواني، الذي أشار إلى أن «الاتفاقية تحقق أهدافاً اجتماعية، بإتاحة قضاء السجين مدة العقوبة في بلده الأصلي»، مشيراً إلى أن هذه الأحكام «معمول بها في كثير من دول العالم».

وبحسب المادة العاشرة من الاتفاقية «تلتزم دولة التنفيذ بتطبيق العقوبة بحقّ السجين وفق قوانينها الداخلية، ولا يجوز تغليظها، من حيث طبيعتها أو مدتها، عن العقاب المحكوم به»، إلى جانب «عدم تحويل العقوبة السالبة للحرية، إلى الغرامة»، فيما قيّدت المادة الحادية عشرة، إجراءات العفو بـ«عدم صدور عفو خاص عن السجين، إلا بعد موافقة دولة الإدانة».