«الصحة العالمية»: 131 إصابة بـ«جدري القرود» خارج أفريقيا

«موديرنا» تختبر لقاحاً... وواشنطن تستعد لتطعيم مخالطي مرضى

تشمل أعراض المرض حمى وطفحاً جلدياً (أ.ف.ب)
تشمل أعراض المرض حمى وطفحاً جلدياً (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: 131 إصابة بـ«جدري القرود» خارج أفريقيا

تشمل أعراض المرض حمى وطفحاً جلدياً (أ.ف.ب)
تشمل أعراض المرض حمى وطفحاً جلدياً (أ.ف.ب)

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس (الثلاثاء) تسجيل 131 إصابة مؤكدة بـ«جدري القرود» و106 حالات أخرى مشتبه بها، منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو (أيار) خارج البلدان التي عادة ما ينتشر فيها المرض.
وأضافت أنه «رغم أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل قابلاً للاحتواء»، قائلة إنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض.
وجدري القرود في العادة عدوى فيروسية خفيفة، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط أفريقيا. وينتشر بشكل رئيسي من خلال الاختلاط عن قرب، ونادراً ما كان يُشاهد في أجزاء أخرى من العالم حتى تفشي المرض في الآونة الأخيرة. وسُجلت معظم الإصابات الحديثة في أوروبا، وفق «رويترز».
وقالت سيلفي برياند، مديرة فريق التأهب للأخطار المعدية العالمية في منظمة الصحة العالمية: «نشجعكم جميعاً على زيادة مراقبة جدري القرود لمعرفة أماكن معدلات العدوى وفهم إلى أين يتجه المرض»، مشيرة إلى أنه «من غير الواضح ما إذا كانت الإصابات تمثل قمة جبل الجليد، أو ما إذا كانت ذروة انتقال العدوى قد مرت بالفعل».
وكررت برياند، في حديثها بجمعية الصحة العالمية في جنيف، وجهة نظر منظمة الصحة العالمية بأنه من غير المحتمل أن يكون الفيروس قد تحور، لكنها قالت إن «انتقال الفيروس قد يكون مدفوعا بتغيير في السلوك البشري لا سيما مع عودة الناس للتواصل الاجتماعي بعد رفع قيود كوفيد - 19 في جميع أنحاء العالم».
وتشمل أعراض المرض حمى وطفحاً جلدياً. ومعدل الوفيات بين المصابين بسلالة غرب أفريقيا من جدري القرود، التي تم تحديدها في التفشي الحالي، نحو واحد في المائة. وبينما قالت إن تفشي المرض «ليس طبيعياً»، أكدت برياند أنه «قابل للاحتواء». وأضافت أن هناك أيضاً لقاحات وعلاجات متاحة لجدري القرود، داعية إلى اتخاذ إجراءات احتواء مناسبة وإجراء مزيد من البحوث والتعاون العالمي. وأردفت: «دعونا لا نصنع جبلاً من تل صغير».
وتستعد الولايات المتحدة لتطعيم الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بمرضى جدري القردة مع توقع زيادة أعداد الإصابات فيما سُجلت لديها حتى الآن خمس حالات محتملة أو مؤكدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت جينيفر مكويستون، المديرة في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، خلال مؤتمر صحافي الاثنين: «نريد زيادة توزيع اللقاحات إلى أقصى حد على أولئك الذين نعلم أنهم سيستفيدون منها. أعني أولئك الذين كانوا على اتصال بمريض معروف لديه جدري القردة، مثل مقدمي الرعاية والمخالطين المقربين، وخاصة أولئك المعرضين لخطر الإصابة بحالة خطيرة من المرض».
وتأكدت حالة واحدة في ولاية ماساتشوستس وأربع حالات أخرى مرجحة (واحدة في نيويورك وواحدة في فلوريدا واثنتان في يوتا). وجميع المرضى رجال سافروا خارج الولايات المتحدة.
ويتوفر لقاحان ضد الجدري يمكن استخدامهما ولدى الولايات المتحدة مائة مليون جرعة منها. ما يثير قلق الخبراء هو ظهور إصابات بالمرض في الوقت نفسه في العديد من البلدان، لا سيما في أوروبا، من دون أن يرتبط ذلك بالعودة من بلدان أفريقية يتوطن المرض فيها.
إلى ذلك، تجري شركة موديرنا اختباراً للقاح محتمل للوقاية من جدري القرود في مرحلة الاختبارات قبل السريرية مع انتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولم تستجب موديرنا بعد لطلب بالإفصاح عن المزيد من التفاصيل بشأن اللقاح المحتمل.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».