بحث: سرطان البروستاتا قد يؤدي لجلطات دموية خطيرة

بحث: سرطان البروستاتا قد يؤدي لجلطات دموية خطيرة
TT

بحث: سرطان البروستاتا قد يؤدي لجلطات دموية خطيرة

بحث: سرطان البروستاتا قد يؤدي لجلطات دموية خطيرة

أشار بحث جديد نُشر بالمجلة الطبية البريطانية الإلكترونية «BMJ Open» إلى أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا لديهم مخاطر أعلى بنسبة 50 % للإصابة بجلطات دموية خطيرة ومميتة خلال السنوات الخمس التي تلي تشخيصهم بالسرطان مقارنةً بالرجال من نفس العمر غير المصابين بسرطان البروستاتا، وذلك حسبما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
فعلى الرغم من أن مستوى الخطر أقل من ذلك مع أشكال أخرى من السرطان، فإن الباحثين يشجعون الأطباء على توخي الحذر من هذا الخطر لتمكين التشخيص والعلاج في الوقت المناسب في حالة حدوث جلطة دموية. وهذا مهم لأن الانصمام الخثاري الوريدي (VTE) (نوع الجلطة الدموية في هذه الدراسة) هو سبب رئيسي للوفاة بين المصابين بالسرطان، مع وجود خطر أعلى لدى المصابين بمرض أكثر تقدمًا.
وسرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات التي يتم تشخيصها شيوعًا بين الرجال في منتصف العمر وكبار السن، ما يعني أن العديد من الرجال المصابين بهذا النوع من السرطان قد يعانون من VTE. وان الأشخاص المصابين بالسرطان أكثر عرضة للإصابة بالانصمام الخثاري الوريدي (VTE) (جلطات دموية خطيرة ولكن يمكن علاجها في الأوردة) مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالمرض وتختلف المخاطر اعتمادًا على نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها. علما أن VTEs هي سبب رئيسي للوفاة بين المرضى.
وفي هذا الاطار، اقترحت بعض الدراسات القديمة أن خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال من نفس العمر غير المصابين بالسرطان. ومع ذلك، أراد الباحثون الحصول على بيانات أكثر حداثة في ضوء التحسن الكبير خلال العقد الماضي في كيفية إدارة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا. وهذا يشمل الاستهلاك الواسع للأدوية الحديثة المضادة للتخثر للحالات الأخرى، ولكن من المحتمل أن تقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية. لذلك، أجرى فريق من الباحثين الأوروبيين دراسة واسعة النطاق باستخدام بيانات على الصعيد الوطني من الرجال من جميع أنحاء السويد، تم جمعها خلال الفترة بين 2007-2017، لمقارنة حدوث VTE بين 92105 رجال مصابين بسرطان البروستاتا و466241 رجلاً من نفس العمر غير مصابين. فوجدوا أن 3.2 % من الرجال في مجموعة سرطان البروستاتا عانوا من VTE بغضون حوالى خمس سنوات من تشخيصهم بالسرطان، مقارنة بـ 2.1 % من الرجال في مجموعة المقارنة. كما حسبوا أنه من بين كل 1000 رجل مصاب بسرطان البروستاتا، يصاب حوالى سبعة منهم بـ VTE كل عام، مقارنة بحوالى أربعة من بين كل 1000 رجل لا يعانون من سرطان البروستاتا.
وبعد مراعاة العوامل التي يمكن أن تؤثر على مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية في تحليلهم (مثل وجود أمراض القلب والأوعية الدموية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية)، أظهر الباحثون أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا لديهم مخاطر أعلى بنسبة 50 % من أولئك في مجموعة المقارنة فوق الخمسة أعوام. فترة الدراسة التي تبلغ مدتها عام، وتكون الفترة الأكثر خطورة هي الأشهر الستة الأولى بعد تشخيص السرطان.
ونظرًا لأن هذه كانت دراسة قائمة على الملاحظة، فمن غير المؤكد مقدار الخطر المتزايد بسبب سرطان البروستاتا نفسه أو بسبب الاختلافات الأخرى بين مجموعتي الرجال التي يمكن أن تكون قد أثرت على خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية والتي لا يمكن السيطرة عليها. فعلى سبيل المثال، كان أحد قيود الدراسة هو عدم وجود معلومات عن حالة التدخين وتناول الكحول. ومع ذلك، كانت هذه دراسة كبيرة ومصادر بيانات معروفة بأنها ذات نوعية جيدة. لذا فإن استخدام البيانات من الرجال في جميع أنحاء السويد يعني أنه من المرجح أن تكون النتائج انعكاسًا دقيقًا لخطر VTE بين أولئك الذين يعانون من سرطان البروستاتا والذين لا يعانون منه.
واستنتج مؤلفو الدراسة «أن حجم زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية بين الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في دراستنا أقل من تلك التي لوحظت في أنواع السرطان الأخرى كما رأينا في الدراسات السابقة، ومن المحتمل أن يعزى إلى ارتفاع نسبة الرجال المصابين بمرض موضعي وفي انخفاض خطر تطور السرطان... وعلى الرغم من ذلك، يجب على الأطباء الذين يعالجون المصابين بسرطان البروستاتا أن يكونوا على دراية بالزيادة الملحوظة في مخاطر VTE لدى هؤلاء الرجال، خاصة في الأشهر الستة الأولى بعد تشخيص السرطان، للمساعدة بضمان تشخيص VTE في الوقت المناسب».


مقالات ذات صلة

جهاز منزلي لقياس التوتر

يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.