مع دخول أشهر الصيف.. مصر تسمح للقطاع الخاص رسميًا باستيراد الغاز

رئيس «إيجاس»: انتهينا من إعداد الضوابط ووضع كراسة الشروط

مع دخول أشهر الصيف.. مصر تسمح للقطاع الخاص رسميًا باستيراد الغاز
TT

مع دخول أشهر الصيف.. مصر تسمح للقطاع الخاص رسميًا باستيراد الغاز

مع دخول أشهر الصيف.. مصر تسمح للقطاع الخاص رسميًا باستيراد الغاز

قال رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، أمس، إن الحكومة المصرية أقرت بالفعل أول من أمس الأربعاء بالسماح للقطاع الخاص باستيراد الغاز الطبيعي أو المسال مع دخول شهور الصيف، في إطار مساعي الحكومة نحو سد العجز المتنامي في الطاقة خلال تلك الفترة من العام.
و«إيجاس» هي الكيان المسؤول عن أنشطة الغاز الطبيعي في مصر، والتي تختص بتنظيم أنشطة موارد الغاز الطبيعي في مصر.
وأضاف خالد عبد البديع، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «بالفعل انتهينا من وضع كراسة الشروط التي ستسمح لتلك الشركات باستخدام الشبكة القومية لنقل الغاز مقابل تعريفة محددة». وتابع عبد البديع «فتحنا باب تلقي الطلبات اليوم (أمس الخميس)، نأمل أن يكون هناك إقبال من القطاع الخاص بما يقلل الأعباء الملقاة على الحكومة».
وتسعى مصر لإنشاء جهاز لتنظيم شؤون الغاز في خطوة ينظر إليه على نطاق واسع على أنها تأتي رغبة في تحرير السوق. وكان وزير البترول المصري شريف إسماعيل قد قال في مقابلة مع «الشرق الأوسط» في أبريل (نيسان) الماضي إن حكومة بلاده ستسمح للقطاع الخاص بالشراء مباشرة دون اللجوء إلى الحكومة بما يقلل الأعباء الملقاة على عاتق الحكومة.
واستطرد عبد البديع «عملنا على الإسراع من تلك الخطوة بالاستعانة بمتخصص من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج دعم سياسات قطاع الطاقة. سيسهم هذا مع الإنتاج المحلي والشحنات الحكومية المستوردة في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة خلال الفترة المقبلة».
وتعاقدت مصر حتى الآن على نحو 84 شحنة من الغاز المسال مع عدد كبير من الشركات العالمية على غرار «غاز بروم» و«ترافيجوارا» و«فيتول» و«نوبل إينرجي» و«سونطراك» و«بي بي»، وهناك مفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة مع شركتي «توتال» و«شل».
وتعاني مصر من مشاكل كبيرة في توفير الغاز للمصانع كثيفة الاستهلاك في الوقت نفسه الذي تحرص فيه على إرساله لمحطات الكهرباء للحد من انقطاع الكهرباء عن المواطنين.
وقال حمدي عبد الرحيم، المتحدث باسم وزارة البترول المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «توقيت البدء بالسماح للقطاع الخاص باستيراد الغاز من شأنه أن يعمل على وفرة بالمعروض خلال شهور الصيف حيث الاستهلاك الكثيف للطاقة». وتابع «نعمل منذ أكثر من عام بالتعاون مع الجهات المعنية على إنجاز تلك الخطوة في إطار سياسة توسعية لتحرير سوق الطاقة في مصر».
ويشهد إنتاج مصر من الغاز تراجعا منذ منتصف التسعينات، لا سيما من الحقول القديمة بخليج السويس ودلتا النيل. ويقول تقرير حديث لـ«ميس»، النشرة الاقتصادية المتخصصة في مجال البترول، إن إنتاج الغاز في مصر قد وصل بنهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أدنى مستوى له في نحو سبع سنوات. لكن الحكومة تشجع الشركات المحلية والأجنبية على تحقيق اكتشافات جديدة في مجال الغاز لخفض الاعتماد على الواردات.
وأضاف حمدي «سيضيف هذا إلى السوق شركات جديدة من القطاع الخاص ربما تريد الاستثمار في هذا المجال، فالأمر هنا لن يتوقف على التوريد فقط، حيث سيسمح لتلك الشركات بالبيع أيضا».
والاستثمار في قطاع البترول ارتفع إلى 8.3 مليار دولار خلال عام 2013 – 2014، بزيادة تصل إلى 3.75 في المائة عن السنة السابقة. وتعمل بمصر حاليا 70 شركة بترول عالمية في مجالات البحث والاستكشاف. ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تحولت القاهرة تدريجيا إلى استيراد الغاز من الخارج بعد أن كانت مصدرا له وسط اضطرابات وقلاقل واجهتها الشركات الأجنبية العاملة في مجال الطاقة بالبلاد.



الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء، مدفوعاً بزيادة إنفاق المستهلكين وارتفاع الصادرات.

وأفادت وزارة التجارة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي - الذي يعكس قيمة السلع والخدمات المنتجة في البلاد - قد تباطأ مقارنةً بالربع الثاني الذي سجل نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي، الذي يعد الأكبر في العالم، ما يزال يثبت قدرته على الصمود بشكل أكبر مما كان متوقعاً. فقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2 في المائة في ثمانية من آخر تسعة أرباع، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ورغم هذه النتائج الإيجابية، كان الناخبون الأميركيون، الذين يشعرون بالاستياء بسبب ارتفاع الأسعار، غير راضين عن النمو الثابت، فاختاروا في هذا الشهر إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بهدف تعديل السياسات الاقتصادية للبلاد. كما سيحظى ترمب بدعم أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي ما يتعلق بإنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تسارع إلى 3.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، مقارنة بـ 2.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أسرع نمو منذ الربع الأول من عام 2023. كما ساهمت الصادرات بشكل كبير في نمو الاقتصاد، حيث ارتفعت بنسبة 7.5 في المائة، وهو أعلى معدل خلال عامين. ومع ذلك، كان نمو إنفاق المستهلكين والصادرات في الربع الثالث أقل من التقديرات الأولية لوزارة التجارة.

وعلى الرغم من التحسن في الإنفاق، فقد شهد نمو استثمار الأعمال تباطؤاً ملحوظاً، بسبب انخفاض الاستثمار في قطاع الإسكان والمباني غير السكنية مثل المكاتب والمستودعات. في المقابل، شهد الإنفاق على المعدات قفزة ملحوظة.

وعند توليه منصب الرئاسة في الشهر المقبل، سيرث الرئيس المنتخب ترمب اقتصاداً يتمتع بمؤشرات إيجابية عامة. فالنمو الاقتصادي مستمر، ومعدل البطالة منخفض عند 4.1 في المائة. كما تراجع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاماً بنسبة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، إلى 2.6 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يزال يتجاوز الهدف الذي حدده من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» والبالغ 2 في المائة، فإن البنك المركزي يشعر بالرضا عن التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة التضخم، الأمر الذي دفعه إلى خفض سعر الفائدة الأساسي في سبتمبر (أيلول) ثم مرة أخرى هذا الشهر. ويتوقع العديد من متداولي «وول ستريت» أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتخفيض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

إلا أن الجمهور لا يزال يشعر بوطأة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2021، قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.

من جهة أخرى، وعد ترمب بإجراء تغييرات اقتصادية كبيرة. ففي يوم الاثنين، تعهد بفرض ضرائب جديدة على واردات السلع من الصين والمكسيك وكندا. ويرى الاقتصاديون الرئيسيون أن هذه الضرائب أو التعريفات الجمركية قد تزيد من التضخم، حيث يقوم المستوردون الأميركيون بتحمل تكاليف هذه الضرائب ثم يسعون إلى نقلها إلى المستهلكين في صورة أسعار أعلى.

وكان تقرير الأربعاء هو الثاني من ثلاث مراجعات للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي من وزارة التجارة في 19 ديسمبر.