المذيعات الأفغانيات يتحدين «طالبان» بالنقاب

واشنطن طالبت الحركة بحرية النساء

مذيعة التلفزيون خاطرة أحمدي ترتدي غطاء الوجه بينما تقرأ الأخبار على «TOLO NEWS» (أ.ب)
مذيعة التلفزيون خاطرة أحمدي ترتدي غطاء الوجه بينما تقرأ الأخبار على «TOLO NEWS» (أ.ب)
TT

المذيعات الأفغانيات يتحدين «طالبان» بالنقاب

مذيعة التلفزيون خاطرة أحمدي ترتدي غطاء الوجه بينما تقرأ الأخبار على «TOLO NEWS» (أ.ب)
مذيعة التلفزيون خاطرة أحمدي ترتدي غطاء الوجه بينما تقرأ الأخبار على «TOLO NEWS» (أ.ب)

ظهرت المذيعات في أبرز القنوات التلفزيونية الأفغانية، أمس، وهن يرتدين النقاب غداة تحدٍ لقرارٍ اتخذته سلطات «طالبان» يلزمهن بتغطية وجوههن خلال البث.
منذ وصولها إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، قلصت «طالبان» تدريجياً من حريات المرأة، وفرضت أشكالاً من التمييز بين الجنسين وفق تفسيرها الصارم للشريعة.
ومطلع الشهر الحالي، أمرت الحركة النساء بتغطية وجوههن في الأماكن العامة، والأفضل عبر ارتداء البرقع.
وكانت الحركة فرضت على النساء حتى الآن وضع الحجاب فقط، ما يعني ترك الوجه ظاهراً.
وطلبت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المذيعات الالتزام بقرارها الأخير، ابتداءً من السبت.
لكن، وخلافاً لذلك، ظهرت المذيعات في قنوات تلفزيونية بوجوه مكشوفة خلال البث المباشر السبت. وأمس الأحد، عدلن عن موقفهن، ووضعن النقاب كاشفات فقط عن عيونهن وجبينهن في قنوات «تولو نيوز» و«شامشاد تي في» و«وان تي في» و«أريانا».
وأكدت سونيا نيازي، المذيعة في «تولو نيوز»، لوكالة الصحافة الفرنسية: «قاومنا وكنا ضد ارتداء» النقاب.
وأضافت: «القناة تعرضت لضغوط، وقالت (طالبان) إن أي مذيعة تظهر على الشاشة دون أن تغطي وجهها يتعين عليها البحث عن وظيفة أخرى».
بدوره، قال مدير قناة «تولو نيوز» خبلواك ساباي، إن القناة «أُجبرت» على تنفيذ القرار... قيل لنا: «عليكم أن تفعلوا ذلك. عليكم الامتثال. لا يوجد حل آخر».
وأضاف: «لقد تم الاتصال بي هاتفياً أمس (أول من أمس) وطلب مني بعبارات صارمة الامتثال إلى ذلك. لذا فإن ذلك لم يتم باختيارنا، ولكننا مكرهون ومجبرون».
وقال المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد صادق عكيف مهاجر، إن السلطات لا تنوي إجبار المذيعات على ترك وظائفهن. وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن سعداء لأن القنوات مارست مسؤوليتها بشكل صحيح». وأمرت سلطات «طالبان» بطرد العاملات في المؤسسات العامة حال مخالفتهن للقواعد الجديدة.
ويواجه الرجال العاملون في الوظائف العامة خطر الطرد، إن تخلفت زوجاتهم أو بناتهم عن الالتزام بالقرارات.
ومنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، تعهدت «طالبان» في البداية أن تكون أكثر مرونة من نظامها السابق بين عامي 1996 و2001 عندما حرمت النساء من كل الحقوق تقريباً.
لكنها سرعان ما تراجعت عن التزاماتها، واستبعدت النساء إلى حد كبير من الوظائف العامة، وحرمتهن من الالتحاق بالمدارس الثانوية وقيدت حقهن في السفر.
كانت الحركة فرضت على النساء حتى الآن وضع الحجاب. لكنها كانت توصي بشدة بارتداء البرقع الذي سبق أن فرضته خلال فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001.
منذ الإطاحة بنظام «طالبان» في عام 2001، استمرت العديد من النساء في المناطق الأكثر عزلة ومحافظة في البلاد في ارتداء البرقع. لكن الغالبية العظمى من الأفغانيات كن محجبات بوشاح فضفاض.
وتوقفت القنوات التلفزيونية عن بث المسلسلات التي تشارك النساء بالتمثيل فيها التزاماً بقرارات «طالبان».
كان المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست، التقى أول من أمس وزير خارجية «طالبان» أمير خان متقي، في الدوحة، وأكد له رفض المجتمع الدولي طريقة تعامل الحركة المتشددة مع النساء والفتيات.
وكتب ويست على «تويتر» عن اجتماعه مع وزير خارجية «طالبان»: «يجب أن تعود الفتيات إلى المدرسة، وأن تتمتع النساء بحرية الحركة، وأن يعملن بلا قيود، من أجل إحراز تقدم في تطبيع العلاقات». وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضاً الاستقرار الاقتصادي في أفغانستان والمخاوف بشأن الهجمات على المدنيين. وأكد أن «الحوار سيستمر لدعم الشعب الأفغاني ومصالحنا الوطنية».


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».