شاهد... نظارة من «غوغل» تعرض ترجمة فورية نصية لمستخدمهاhttps://aawsat.com/home/article/3659311/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D8%BA%D9%88%D8%BA%D9%84%C2%BB-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D9%85%D9%87%D8%A7
شاهد... نظارة من «غوغل» تعرض ترجمة فورية نصية لمستخدمها
سيدة ترتدي نموذجا أوليا من نظارة غوغل في فيديو أطلقته الشركة (يوتيوب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
شاهد... نظارة من «غوغل» تعرض ترجمة فورية نصية لمستخدمها
سيدة ترتدي نموذجا أوليا من نظارة غوغل في فيديو أطلقته الشركة (يوتيوب)
كشفت شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأميركية «غوغل» خلال مؤتمر «مطوري غوغل آي-أو» عن نموذج اختباري لنظارة تستطيع عرض الترجمة من اللغات الأخرى في مدى رؤية المستخدم في أثناء أي محادثة مع شخص آخر.
كما أشارت الشركة التي ظهرت إلى الوجود كمحرك بحث على الإنترنت قبل سنوات، إنه سيكون خلال وقت قصير للغاية، في مقدور مستخدمي الإنترنت في العالم البحث عن أي معلومات بمجرد توجيه كاميرا الهاتف الذكي المتصل بالإنترنت إلى أي شيء مطلوب معرفة معلومات عنه.
وحسب «غوغل» فإن مجرد صورة لأي طعام ستكون كافية لمعرفة كل المطاعم الجيدة التي توفر هذا الطعام في المنطقة القريبة من المستخدم. كما يمكن توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى أرفف المقرمشات في أي متجر لاكتشاف أكثرها صحية.
وفي إطار رؤيتها طويلة المدى تطور «غوغل» نظارات ذكية تستطيع عرض الترجمة مكتوبة وبشكل آلي في مدى رؤية المستخدم. وأطلقت «غوغل» على هذه التقنية «الترجمة الفورية النصية»، حيث تم خلال المؤتمر عرض فيديو لتوضيحها دون المزيد من التفاصيل.
ولم تكشف الشركة المزيد من التفاصيل الفنية الخاصة بهذه النظارة مثل عمر بطاريتها. في الوقت نفسه فإن النظارة من الخارج تشبه النظارة التقليدية ذات الإطار، باستثناء أنها أكبر قليلاً.
يُذكر أن تكنولوجيا دمج المحتوى الرقمي في بيئة خارجية سواء على شاشة عرض مباشرة أو في مدى رؤية المستخدم تُعرف باسم الواقع المعزز «إيه آر».
والمعروف أن شركات أخرى مثل «أبل» و«فيسبوك» تعمل على تطوير نظارات ذكية باستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز. ومنذ سنوات قليلة عرضت شركة «بوش» الألمانية نموذجاً اختبارياً لنظارة تعرض أسهماً لتحديد الاتجاهات أمام عين المستخدم لمساعدته في الوصول إلى مقصده.
أعلنت «غوغل» عن خطوة جديدة وذكية تجعل تجربة البحث أسهل وأدق من أي وقت مضى، وهي إطلاق ميزة AI Overviews (الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي) في أكثر من 100 دولة
عبد العزيز الرشيد (الرياض)
«سيلَما»... روحٌ تائهة في صالات طرابلس المَنسيّة وبين ركامهاhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5079797-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8E%D9%85%D8%A7-%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%8C-%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D9%87%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8E%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7
«سيلَما»... روحٌ تائهة في صالات طرابلس المَنسيّة وبين ركامها
حمل المخرج هادي زكاك كاميرته وذهب يبحث عمّا تبقّى من سينما طرابلس (صوَر زكّاك)
اسمُها «سيلَما» وهي بطلة فيلم هادي زكّاك الجديد. ليست «سيلَما» امرأةً جميلة ولا شخصيةً حُبكت لها قصةٌ مثيرة. إنها ببساطة، السينما، كما كان يحلو للطرابلسيين أن يسمّوها.
المخرج اللبناني المخضرم، وهو أحد روّاد الفيلم الوثائقي في العالم العربي، مسكونٌ بالسينما؛ ليس صناعةً فحسب إنّما روحاً. لا يكتفي منها بصوَرِها وأصواتها وحكاياتها، بل تسحره السينما كمكان بقاعاته الدامسة ومقاعده النبيذيّة وجدرانه المخمليّة. تندهُ زكّاك أجيالٌ من البشر الذين عبروا تلك الصالات، تاركين خلفهم تاريخاً لم يأخذ نصيبَه من التأريخ.
بعدما أيقنَ المخرج أن صالات بيروت اندثرت إلى الأبد تحت الحجارة الجديدة لمشروع إعادة الإعمار، انتقل إلى طرابلس عام 2014. قصد عاصمة الشمال اللبناني بحثاً عن الوقت الضائع، لكنه وصل متأخراً على ما يخبر «الشرق الأوسط». لم يبقَ سوى واحدة من دُور المدينة التي كانت 42 في ماضٍ مضى، وتلك الناجية الوحيدة تُستخدم اليوم كمسرحٍ وليس كسينما.
يحدث أن تراه في إحدى لقطات الوثائقي، واقفاً مع كاميرته وسط ركامٍ وعشبٍ كثيف. «تلك كانت قاعة سينما وما عادت»، يقول زكّاك. إلا أن الحطام، والغبار الذي استوطن المقاعد، والشاشات التي انطفأت إلى غير رجعة، والحروف التي سقطت من أسماء الصالات بداعي الزمن والإهمال، لم تُثنِه عن استكمال مشروعه الذي استغرق العمل عليه 8 سنوات.
هو عائدٌ للتوّ من مهرجان الجونة السينمائي، حيث جرى العرض الأول لـ«سيلَما». يعتبر أن مصر محطة أساسية خصوصاً أنّ «للسينما المصرية حضوراً وازناً في الفيلم، وقد استوقف المصريين كم أن سينما بلادهم فعلت فعلها في تطوّر المجتمع اللبناني خصوصاً والعربي عموماً، لا سيّما في موضوع صورة المرأة وحقوقها».
تسلك المعالجة التوثيقية التي اعتمدها زكّاك 3 خطوطٍ تاريخية، أوّلها فني يواكب رحلة صعود السينما، من تلك الصامتة، إلى الـ«سينما سكوب» مروراً بالأفلام المتعددة الجنسيات، وليس انتهاءً بالأفلام المستقلّة. يسير هذا الخط بالتوازي مع سيرة المدينة الباحثة أبداً عن هويةٍ لها؛ من الناصريّة إلى المقاومة الفلسطينية، والحرب الأهليّة، ثم الوصاية السوريّة، وصولاً إلى ثورة عام 2019. أما الخط الثالث فمجتمعيّ يوثّق التحوّلات التي مرّت على المجتمع الطرابلسي، وقد شكّلت «السيلَما» مرآةً لتلك التحوّلات، فكانت الصالات المغلقة وأماكن العروض في الهواء الطلق، محطات لقاءٍ بين الناس وأماكن نُسجت العلاقات الاجتماعية والإنسانية فيها.
مع أنّ وجوههم لا تظهر في الوثائقي، إلا أن الناس هم روح العمل ومحرّكه. مكث زكّاك فترة طويلة في المدينة حيث لمس شوقاً لدى أهلها ومثقّفيها للكلام عن ذكرياتهم السينمائية فيها، وهو بنى علاقاتٍ إنسانية صادقة معهم.
يسمع المُشاهد أصواتهم وحكاياتهم وشهاداتهم عن تاريخ السينما في طرابلس، يرافقها ضجيج المدينة وأجزاء صوتيّة من أفلام كلاسيكية. يقول زكّاك إنه أخفى الوجوه عمداً لأنه أراد «أن تكون السينما هي البطلة التي في الواجهة أما المتحدّثون من أهل المدينة والمهنة، فبمثابة الحكواتيين الذين يسردون السيرة».
يوضح المخرج أن «الصوت يعمل بعكس الصورة، فالأخيرة تخبر الكثير عن الموت، فيما يحمل الصوت الحياة إلى الفيلم». واللافت أنّ زكّاك اعتمد الصورة الفوتوغرافية الثابتة على امتداد الدقائق الـ90 من الوثائقي، على اعتبار أنها تجسيدٌ للزمن المتوقّف في صالات سينما المدينة. وقد تنوّعت الصور ما بين تلك المستقاة من الأرشيف وتلك التي التقطها زكّاك خلال رحلة التصوير الطويلة.
لم يسلب هذا الجمادُ «سيلَما» المعاني التاريخية والثقافية والإنسانية، إذ سلكت السيرة دربَها بسلاسة من دون أن تتحوّل إلى درسٍ في التاريخ؛ وقد شكّل هذا الأمر التحدّي الأكبر بالنسبة إلى زكّاك الذي لم يُرِد أن يرتدي ثوب المؤرّخ، ولا أن يبدوَ كسائحٍ متحسّرٍ يقف على أطلال المدينة وصالاتها السينمائية.
نقّب زكّاك عن الجمال والأصالة والنوستالجيا في قلب الركام. اقتحم صالاتٍ عشّش فيها النسيان وجيَف الزواحف. «أوبرا»، «روكسي»، «ريفولي»... وغيرها من الأسماء التي صنعت المجد الثقافيّ، لمدينةٍ ما عاد في وسع أبنائها اليوم أن يشاهدوا فيلماً في قاعة سينما، إذا ما رغبوا في ذلك. «كان عملاً يدوياً شاقاً وشبيهاً بالبحث عن الآثار»، يتذكّر زكّاك المرحلة الأصعب من إنجاز الوثائقي.
طرق كذلك أبواب أشخاصٍ يشكّلون الذاكرة السينمائية للمدينة. فتّش بين ذكرياتهم عن صورٍ ووثائق نادرة، تخبر عن ماضٍ قريب، لكنه يبدو بعيداً جداً الآن لفرط ما لحقَ بسينما طرابلس من أضرار. من دون أن يتحوّل إلى مَرثيّة، يصوّر الفيلم النزول إلى الهاوية بعد سنوات الضوء. فهذه «السيلَما» ذاقت طعم العزّ وكانت القلب النابض للمدينة، قبل أن تتحوّل إلى مرتعٍ لمسلّحي الشوارع، ولاحقاً إلى قاعاتٍ تُنظّم فيها المهرجانات الحزبية، لتكون النهاية بإطفاء الأنوار وإقفال الأبواب أو حتى الهدم.
يدرك المخرج أن فيلماً وثائقياً، حتى وإن جال مهرجانات العالم، لن يحيي العظام وهي رميمُ ولن يستبدل صورَ «زعماء» طرابلس بملصقات أفلام وبمواعيد عروض جديدة. لكن في «سيلَما» يفعل زكّاك ما استطاعت عدسته، يغوص في الذكريات محاولاً تحصين ذاكرة المدينة الذهبيّة ضدّ الزوال.
لتلك الغاية، هو لم يكتفِ بالفيلم بل أرفقَه بكتابٍ حمل عنوان «العرض الأخير: سيرة سيلَما طرابلس»، كان قد صدر عام 2021 بموازاة الإعداد للوثائقي. ولأنه ليس من هواة السوداويّة، فهو يفتح نافذةً في ختام حديثه ليذكّر بأنّ السينما ما زالت حيّة في طرابلس، رغم موت أماكنها الأصليّة. فالمدينة على موعدٍ سنويّ مع مهرجانٍ للأفلام يتّسم بطابعٍ شبابيّ عابرٍ للحدود العربية، كما أنها شرّعت أبواباً جديدة لمشاريع ثقافية تضرب مواعيدَ دَوريّة مع العروض السينمائية.