مقتل متظاهر وإصابة عشرات في احتجاجات السودان

مقتل متظاهر وإصابة عشرات في احتجاجات السودان
TT

مقتل متظاهر وإصابة عشرات في احتجاجات السودان

مقتل متظاهر وإصابة عشرات في احتجاجات السودان

أعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية»، أمس، مقتل متظاهر إثر إصابته بطلق ناري، في احتجاجات شهدتها أحياء مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصة المثلثة، مع تجدد المظاهرات الرافضة لاستمرار الحكم العسكري والمطالبة بعودة الحكم المدني في البلاد.
وقالت اللجنة، وهي هيئة طبية غير حكومية، في بيان على صفحتها الرسمية في منصة فيسبوك: «رصدنا إصابات وسط المتظاهرين يجري حصرها نتيجة القمع المفرط الذي تواجه به قوات الأمن المواكب السلمية التي انطلقت في المدينة». وأضافت اللجنة أن القوات الأمنية تتعمد استخدام العنف المميت باستخدام كل أنواع الأسلحة ضد المتظاهرين السلميين. وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية منذ تولي الجيش السلطة في البلاد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى 96 قتيلاً، بالإضافة إلى مئات المصابين. وذكر البيان أن المظاهرات السلمية تعرضت لقمع مفرط بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والتصويب المباشر لعبوات الغاز المسيل للدموع على أجساد المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتيل وعشرات الإصابات، بعضها غير مستقر. وأشارت اللجنة إلى أن قوات الأمن استخدمت بكثرة بندقية «الخرطوش»، التي تطلق عشرات الأجسام الحديدية الصلبة صغيرة الحجم وتنتشر في جسم المصاب. وقالت لجنة الأطباء إن فرق الأمن والأجهزة النظامية الأخرى التي تشارك في فض المظاهرات تحاصر الشوارع والأحياء التي تشهد الاحتجاجات وتعمل على منع وصول المصابين إلى المستشفيات.
وبث ناشطون على منصة «فيسبوك» فيديوهات لمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أحياء مدينة أم درمان القديمة، وحاصرت الشوارع لمنع خروج المتظاهرين. وأفادت «لجان المقاومة الشعبية»، التي تقود الحراك الشعبي في المدينة، على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراض الأجهزة الأمنية وصول أعداد من المصابين إلى مستشفى «تقى» بالمدينة.
وفي موازاة ذلك خرجت أعداد كبيرة في مظاهرات معلن عنها في ضاحية بري بشرق الخرطوم، صدتها قوات مكافحة الشغب باستخدام كثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ومحاولات لدهس المتظاهرين بالسيارات المدرعة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن تطلق عبوات الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على أجساد المتظاهرين والمنازل القريبة من الشارع الرئيسي في الضاحية، ما تسبب في الكثير من حالات الاختناق. كما دعا عدد من «لجان المقاومة» في بولاية الخرطوم إلى التصعيد ورفع حالة التأهب القصوى والخروج إلى الشوارع وإقامة المتاريس لإغلاق كل مداخل المدينة في وجه قوات الأمن.
ورصدت اللجنة في تقرير عن الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم الخميس الماضي، كانت تتجه صوب القصر الجمهوري، إصابة نحو 90 متظاهراً، بينها 6 بطلق ناري رجحت أن يكون بندقية الخرطوش. كما أصيب 6 أشخاص آخرون بعبوات الغاز المسيل للدموع، ودهس 4 متظاهرين بسيارات تتبع للأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى العشرات من حالات الاختناق بدخان القنابل المسيلة للدموع.
ويتظاهر المحتجون في مدن السودان المختلفة بشكل متواصل يكاد يكون أسبوعياً، منذ أن تخلى الجيش عن اتفاق الشراكة في الحكم مع تحالف «الحرية والتغيير» الذي يضم أكبر تجمع للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات في السودان، وذلك في 25 أكتوبر من العام الماضي حين أعلن قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان أن الجيش سيتولى إدارة المرحلة الانتقالية، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».