اشتباكات بـ«المربع الأمني» في درعا واستمرار «الفلتان الأمني»

شهدت مدينة درعا المحطة، جنوب سوريا، ظهر يوم السبت، اشتباكات قرب المجمع الحكومي وساحة بصرى، وسط المربع الأمني في المدينة، ناتجة عن مواجهات وقعت بين مجموعة أمنية تعمل مع جهاز الأمن العسكري وشخصين حاولا زرع عبوة ناسفة في سيارة القيادي في الجهاز عماد أبو زريق.
وأفادت شبكة «درعا 24» بنجاة القيادي السابق عماد أبو زريق من محاولة اغتيال بالقرب من المجمع الحكومي في مدينة درعا، بعد أن حاول مجهولان زرع عبوة ناسفة في سيارته، فقامت العناصر المرافقة له بإطلاق النار عليهما، ما أدى إلى مقتل أحدهما، فيما لاذ الآخر بالفرار. وأدت الاشتباكات إلى إصابة سيدة كانت في المنطقة. وقامت وحدات الهندسة التابعة للجيش في مدينة درعا بتفجير العبوة بعد العجز عن تفكيكها، ولم ينجم عن ذلك أي أضرار بشرية.
وتعرض القيادي عماد أبو زريق لأكثر من محاولة اغتيال، دون أن يتعرض لأي أذى، كان آخرها في الأول من يونيو (حزيران) 2021، حيث تم استهدافه بعبوة ناسفة انفجرت أثناء مروره على الطريق الواصلة بين بلدتي النعيمة وأم المياذن، شرق درعا. ويتحدر أبو زريق من بلدة نصيب في الريف الشرقي من محافظة درعا، وكان قيادياً سابقاً في فصيل محلي يسمى «جيش اليرموك»، وكان في الأردن عند تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف عام 2018، ثم عاد بعد ذلك بأشهر باتفاق مع ضباط في جهاز الأمن العسكري، وبدأ يعمل لصالحه برفقة قادة وعناصر محليين.
ولا تزال الاغتيالات والانفلات الأمني عنواناً أساسياً في محافظة درعا جنوب سوريا، حيث تشهد المحافظة عمليات اغتيال شبه يومية. ووفقاً لمصادر محلية، فقد قتل صباح يوم السبت الماضي عنصر من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وذلك إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وشهدت المحافظة مساء يوم الجمعة الماضي أربع عمليات اغتيال، راح ضحيتها عنصر من قوات النظام يتحدر من محافظة طرطوس، وأصيب آخرون كانوا برفقته، وذلك إثر استهداف دورية تابعة لجهاز المخابرات الجوية من قبل مجهولين أثناء وجودهم في بلدة النعيمة. وقتل المدعو واصف الحمد، في بلدة المسيفرة بريف محافظة درعا الشرقي، بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين، ما أدى إلى مقتله على الفور. وهو عنصر في مجموعة محلية تابعة لجهاز الأمن العسكري في ريف درعا الشرقي، يقودها المدعو «أبو علي اللحام».
وقتل في مدينة طفس، في ريف درعا الغربي، المدعو أيمن أبو ثليث، بإطلاق نار من قبل مجهولين، وهو من عشائر البدو في منطقة اللجاة، ويسكن مدينة طفس غربي درعا، بعد انشقاقه عن الجيش منذ سنوات.
كما راح ضحية عملية اغتيال في بلدة تل شهاب، في الريف الغربي من محافظة درعا، المدعو أحمد الخياط، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أثناء خروجه من صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتله على الفور، وإصابة أشخاص آخرين كانوا في منطقة الاستهداف. والخياط طالب جامعي، وهو مدني لم يسبق له الانضمام لأي جهة عسكرية.
وتستمر عمليات الانفلات الأمني التي تلقي بظلالها منذ سنوات على المنطقة الجنوبية، وتصاعدت في محافظة درعا جنوب سوريا منذ عام 2018، حيث شهدت المنطقة، بعد سيطرة النظام السوري عليها، احتدام «حرب الاغتيالات» وحوادث شبه يومية، معظم ضحاياها قادة من فصائل المصالحات، أو ضباط وعناصر للنظام، أو شخصيات مؤيدة للميليشيات الإيرانية. وتتهم المعارضة السابقة، قوات النظام والأجهزة الأمنية، بالمسؤولية عنها، فيما يتهم النظام المعارضين السابقين في المنطقة، الرافضين للتسوية، بارتكابها، وسط اعتقاد بوجود «أصابع إيرانية بهدف القول إن روسيا غير قادرة على ضبط الأمن».