تشديد يمني على رفع الحصار عن تعز وتحييد إيرادات ميناء الحديدة

TT

تشديد يمني على رفع الحصار عن تعز وتحييد إيرادات ميناء الحديدة

في الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون إلى أن تفضي المساعي الأممية والدولية إلى الضغط على الميليشيات الحوثية لتنفيذ بقية بنود الهدنة الإنسانية، جددت الحكومة اليمنية التشديد على ضرورة الإسراع برفع الحصار عن تعز وفتح المعابر، والضغط على الميليشيات لتحييد عائدات مواني الحديدة وتخصيصها لصرف الرواتب.
وفي حين يتوقع أن ينجح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قريباً في عقد اجتماعات بين ممثلي الحكومة الشرعية وممثلي الجماعة الحوثية، للتوصل إلى صيغة تنفيذية لفتح المعابر، خصوصاً في تعز، يطالب الناشطون اليمنيون بسرعة إزالة المعاناة عن سكان المدينة، مع تشكيكهم في نيات الجماعة المعروفة بالتنصل من التزاماتها.
وفي هذا السياق، ذكرت المصادر الرسمية أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، بحث في واشنطن، مع المنسق العام لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماجيرك مستجدات الأوضاع السياسية والجهود المبذولة لتحقيق السلام في اليمن. ونقلت المصادر أن بن مبارك «استعرض الخطوات والتنازلات التي قدمتها الحكومة اليمنية، لإنجاح اتفاق الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن، وأكد الحرص على بذل كل ما يمكن لإنجاح الهدنة، وتنفيذ التزامات الجانب الحكومي، وهو ما تكلل مؤخراً باستعادة رحلات الطيران من وإلى مطار صنعاء».
وقال الوزير اليمني: «إن الميليشيات الحوثية ما زالت حتى اليوم تماطل في تنفيذ ما يخصها من التزامات، وخصوصاً تلك المتعلقة برفع الحصار المفروض منذ أكثر من 7 سنوات على مدينة تعز، وترفض فتح المعابر وتسهيل تنقل المواطنين والتخفيف من الأزمة الإنسانية».
وجدد وزير الخارجية اليمنية التحذير «من خطورة استخدام الحوثيين لإيرادات رسوم الشحنات النفطية الواردة إلى ميناء الحديدة في تمويل حربهم على اليمنيين وعملياتهم العسكرية المتصاعدة في كل من حجة وتعز، بدلاً من تخصيص هذه الأموال وفقاً لاتفاق الهدنة لسداد رواتب الموظفين».
ودعا بن مبارك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى القيام بواجبهم تجاه المدنيين المحاصرين في مدينة تعز، والضغط على الميليشيات الحوثية لفتح معابر المدينة.
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ»، تطرق الوزير بن مبارك إلى خطورة الدور التخريبي الذي تقوم به إيران، والذي يطيل أمد الحرب في اليمن، مؤكداً ارتهان الميليشيات الحوثية للنظام الإيراني الذي يستخدمها كأداة لتنفيذ سياساته التخريبية في المنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص في اليمن.
وأوضح أنه «إذا لم تكن هناك ضغوط حقيقية على النظام الإيراني لوقف تدخله في الشأن اليمني، فإن الحرب ستستمر، ولن ينحصر ضررها وتداعياتها على اليمن، ولكنها ستتفاقم على المستوى الإقليمي والدولي أيضاً، خصوصاً من خلال تهديد أمن الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمي».
وفي حين نوه بن مبارك بالجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بشأن العمل على معالجة وضع خزان «صافر»، شدد على «أهمية ممارسة ضغوط حقيقية على الميليشيات الحوثية للقبول بالحلول المطروحة لمعالجة وضع الخزان وبأسرع وقت ممكن، ومنع الحوثيين من الاستمرار في استغلال هذا الملف، قبل التسبب في أكبر وأسوأ كارثة بيئية وأمنية ستهدد أهم ممرات الملاحة الدولية في العالم».
ونسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى المسؤول الأميركي، تأكيده موقف بلاده الداعم لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، والتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية، وبما يكفل إنهاء معاناة الشعب اليمني، كما جدد موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي، ووحدة وأمن واستقرار اليمن.
ولا يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تتوج الجهود الأممية بانتزاع موافقة الحكومة الشرعية والحوثيين في الأيام المقبلة على تمديد الهدنة، على الرغم من التقارير الواردة بشكل يومي عن الانتهاكات الميدانية من قبل الميليشيات الحوثية.
ويوم الثلاثاء الماضي، كان غروندبرغ قد أكد أن اليمن «لا يتحمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين»، وقال إنه سيستمر في «التحاور مع الأطراف لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة».
من جهته، كان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن قد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، التزامه «بدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح الهدنة ورفع المعاناة عن كافة اليمنيين»، بحسب ما جاء في رسالة نقلها وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة.
وتضمنت رسالة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي «مطالبة الأمم المتحدة بممارسة كافة الضغوط لاستكمال تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وعلى رأسها رفع الحصار عن محافظة تعز، وفتح المعابر والطرق وتسهيل انتقال المواطنين، وكذا تخصيص رسوم الشحنات النفطية الواردة لميناء الحديدة لتسليم مرتبات الموظفين».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.