الحكومة اليمنية تنتقد إحصاءات أممية عن النازحين

TT

الحكومة اليمنية تنتقد إحصاءات أممية عن النازحين

اعترضت الحكومة اليمنية رسميا على الإحصائيات المقدمة من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لأعداد النازحين في محافظة مأرب، وأكدت أن الأرقام التي وردت في خطة الاستجابة الطارئة التي أعدتها للنازحين في المحافظة غير صحيحة وتخل بمعايير العمل الإنساني وطالبت بسحب تلك الإحصائيات والتعامل مع الإحصائيات المقدمة من الجانب الحكومي، وأشادت بالجهود التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تلبيته لاحتياجات النازحين وفي لقاء عقدته كتلة المأوى والإيواء بمحافظة مأرب لمناقشة خطة الاستجابة الإنسانية للنازحين في مجال المأوى للعام الحالي.
وعبر وكيل المحافظة عبد ربه مفتاح عن أسفه و استنكاره من تجاهل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (الأوتشا) للإحصائيات الدقيقة لأعداد النازحين والمهجرين قسريا بمحافظة مأرب، والتي تم الرفع بها رسميا لوزارة التخطيط والتعاون الدولي بداية العام الحالي، والتي تتضمن بيانات 3 ملايين و(118) ألف نازح ومهجر قسريا بينهم 800 ألف من المجتمع المضيف، بناء على نتائج المسوحات التي نفذتها مكاتب الإحصاء، والتخطيط والتعاون الدولي، والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة.
ونقل المكتب الإعلامي للمحافظة عن الوكيل مفتاح القول إن الأرقام التي وردت في خطة الاستجابة الطارئة التي أعدتها (الأوتشا) للنازحين في محافظة مأرب غير صحيحة وتخل بمعايير العمل الإنساني.
وطالب مكاتب المنظمات الأممية في مأرب بتعميم الإحصائية المرفوعة من الميدان للنازحين على مراكز منظماتها واعتمادها في تقاريرها الإنسانية بهدف تغطية جميع الاحتياجات الإنسانية بصورة منتظمة، وتفعيل الاستجابة الطارئة على ضوئها، وأعاد مطالبته بضرورة توفير المنظمات مخزونا إنسانيا طارئا في المحافظة لمواجهة أي ظروف خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
الاجتماع، الذي حضره منسق كتلة الإيواء في اليمن جون وين، بحث الأنشطة الإنسانية للشركاء الجارية منها والمخطط لها، وتشكيل مجموعة عمل من عدد من الشركاء لدراسة واقع المخيمات لتحسين جودة المأوى وآليات توفير وسائل الحماية للتقليل من الحرائق في المخيمات، وتجنب أضرار الأمطار والسيول، إلى جانب إيجاد مقترحات عملية ومعالجات لنقل الأسر النازحة في المقرات والمكاتب الحكومية بعاصمة المحافظة إلى مخيمات بديلة ولائقة تمهيداً لإعادة تشغيلها والاستفادة منها في تقديم الخدمات العامة للمواطنين.
ووفق المكتب الاعلامي في المحافظة أكد المجتمعون على ضرورة تفعيل عمليات الصيانة الدورية للمأوى وتجديد المتهالك منها والانتقال إلى مرحلة المأوى الآمن والدائم، وسرعة تنفيذ ما أقرته الكتلة من مواصفات المأوى في اجتماع الكتلة السابق، مشيدين بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تلبية احتياجات النازحين وتوفير الإمكانات وسرعة الاستجابة في مختلف الأوضاع والظروف الطارئة.
وكان المكتب الإنمائي للأمم المتحدة في اليمن قال إن الأزمة اليمنية ما زالت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج 23.4 ملايين شخص - أي 73 في المائة‎ من السكان - إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية خلال العام الحالي نتيجة سبع سنوات من الصراع المتصاعد.
يشار إلى أن الأزمة اليمنية بدأت بانقلاب الحوثيين على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في سبتمبر (أيلول) 2014.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.