آلاف يشيعون جثمان الشاعر مظفر النواب من مقر اتحاد الأدباء في بغداد

تحولت إلى مناسبة للاحتجاج والهتاف ضد السلطة وأحزابها

أمام مبنى اتحاد الأدباء
أمام مبنى اتحاد الأدباء
TT

آلاف يشيعون جثمان الشاعر مظفر النواب من مقر اتحاد الأدباء في بغداد

أمام مبنى اتحاد الأدباء
أمام مبنى اتحاد الأدباء

شيع آلاف العراقيين القادمين من مختلف مناطق بغداد وبعض المحافظات، أمس السبت، جنازة الشاعر مظفر النواب الذي توفي في أحد مشافي مدينة الشارقة بدولة الإمارات عن عمر ناهر الـ88 عاماً.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد وجه بنقل جثمان النواب بالطائرة الرئاسية الخاصة، وكان في استقباله عند وصولها إلى مطار بغداد.
وحمل نعش الشاعر موكب عسكري خاص من المطار إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب في ساحة الأندلس قبل أن يشيع إلى مثواه الأخير ليدفن بمقابر محافظة النجف بالقرب من قبر ابن أخيه، طبقاً لوصية تركها قبل رحيله.
ورغم عدم حضور معظم ممثلي الأحزاب الزعماء السياسيين، باستثناء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الثقافة مراسم التشييع، لم يغب الجانب السياسي والاحتجاجي الذي طبع الحياة الطويلة التي عاشها النواب في العراق أو في المنفى عن تلك المراسم، حيث قامت مجاميع حضرت تشييع الجنازة بترديد هتافات ضد السلطة وأحزابها في داخل اتحاد الأدباء وأثناء خروج الجنازة باتجاه ساحة الأندلس القريبة، مما دفع موكب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى مغادرة المكان مع النعش المحمول على إحدى عجلات النعش.
وانقسمت الأوساط الثقافية والشعبية حول الأحداث التي لازمت لحظة التشييع بين مؤيد ويرى أنها مبررة في ظل الغليان الشعبي ضد السلطة وأحزابها، وبين مستنكر رأى أن من غير المناسب حدوث أشياء من هذا النوع في مراسم تشييع شاعر ومناضل كبير مثل النواب.
وتعليقاً على ما حدث خلال التشييع، يرى الشاعر والكاتب حميد قاسم أنه كان «بمثابة تنفيس عن غضب مكبوت، خاصة مع حضور رئيس الوزراء وبعض الشخصيات المهنية غير المرغوب بها».
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف سبب إصرار الحكومة على حضور التشييع، كان عليهم أن ينسحبوا ويتركوا ذلك إلى الناس».
وكتبت الكاتبة العراقية المقيمة في لندن فاطمة المحسن في تدوينة عبر «فيسبوك»، أن «جنازة مظفر النواب في بغداد بدت أقرب إلى مظاهرة سياسية، فالناس تهتف وتلوح بأيديها وهذا ما جعل الطقس يبدو فوضوياً».
وأضافت: «في كل جنازات الكبار التي يشارك بها الناس في العالم ليس من اللائق تسوية الخلافات والهتافات ساعة التشييع فلهذه الساعة حرمتها.  أبلغ الأحزان تلك الصامتة، فرقدة الموتى تحترم في كل الحضارات، لعل مظفر يُعرّف بما كتب من قصائد الحب والجمال، فهو جدير بتوديع تنثر فيه الناس الورد والرياحين».
وبشكل عام كانت ردود الفعل الرافضة لما جرى أكثر من المؤيدة.
ورغم مغادرة النواب العراق قبل أن يكمل العقد الثالث من عمره عام 1963. فإنه ظل حاضراً بقوة في المحافل الثقافية والسياسية والموسيقية، حيث يحفظ معظم العراقيين من كبار السن وحتى الأجيال الجديدة مقاطع من قصائده الشعبية التي تحولت إلى أغان. ويرى بعض النقاد أنه من حيث الريادة في الشعر العامي (الشعبي)، لا يقل أهمية عن ريادة الشاعر بدر شاكر السياب بالنسبة للشعر الحر في اللغة العربية الفصيحة.


مقالات ذات صلة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

يوميات الشرق تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

أضافت وزارة الثقافة السعودية خدمات جديدة إلى «منصة الابتعاث الثقافي» بميزات متعددة تهدف من خلالها إلى تعزيز العدالة في ترشيح المبتعثين. وتحتوي المنصة على التفاصيل والمعلومات التي يحتاجها المهتمون بالابتعاث الثقافي، ومحتوى توعوي عنه، فضلاً عن تمكينهم من التقديم على برامجه، ومتابعة طلباتهم، وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بذلك. وتعد المنصة بمثابة رحلة متكاملة تبدأ من خلال الدخول على صفحة برامج الابتعاث ليظهر مساران للتقدم، وهما: الدارسون على حسابهم الخاص، والحاصلون على قبول مسبق، ومن ثم الانطلاق في التقديم بإنشاء الملف الشخصي الموثق بالتكامل مع أنظمة وخدمات مختلف الجهات الحكومية، ومن ثم تعبئة الب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

ينشر مسنّون على إحدى المنصات الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم مزيلين الأفكار السابقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي سن التاسعة والثمانين، تعيش دولوريس التي تستخدم اسم «دولي برودواي» على «تيك توك» «أفضل أيام حياتها»، وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون متابع. لا شيء يوقف هذه «السيدة الكبيرة» اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة «أبا». وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة: «لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق»، ومع سقوط الصور النمطية «لم يعد المسنون أشخاصاً يحتاجون حصراً إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضاً أن يكونوا في أفضل أحوالهم!»،

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

حالة من الذعر تعيشها كينيا مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله».

يوميات الشرق كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

ينفق مجموعة من اليابانيين آلاف الدولارات على تزيين مركباتهم بشخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو المفضلة لديهم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتُطلَق على هذه السيارات أو الدراجات النارية أو المقطورات تسمية «إيتاشا»، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى «السيارة المُحرِجة» وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة لدى ولادتها في الأرخبيل الياباني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إلا أنّ العقليات تغيرت مذّاك، وباتت شخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو تُعد «ثقافة ثانوية» تحظى باعتراف أكبر في المجتمع الياباني. ولتزيين سيارته الفاخرة من نوع «جاغوار إكس جاي

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
يوميات الشرق في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في 18 أبريل (نيسان) من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للتراث»، وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به. ويتم برعاية منظمة «اليونيسكو» ومنظمة «التراث العالمي لحماية التراث الإنساني». ويأتي لبنان من ضمن الدول التي تحتفل به. ويعوّل سنوياً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على هذه المناسبة، فيفتح أبواب بعض المعالم مجاناً أمام الزائرين لمدة أسبوع كامل. في رأيه أن مهمته تكمن في توعية اللبناني بموروثه الثقافي، فيشجعه على الخروج من حالة الإحباط التي يعيشها من ناحية، وللتعرف على هذه المواقع عن قرب، من ناحية ثانية.


الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.