دراسة: بقعة زيت لشركة عالمية تسبب بنفوق الدلافين من خليج المكسيك

دراسة: بقعة زيت لشركة عالمية تسبب بنفوق الدلافين من خليج المكسيك
TT

دراسة: بقعة زيت لشركة عالمية تسبب بنفوق الدلافين من خليج المكسيك

دراسة: بقعة زيت لشركة عالمية تسبب بنفوق الدلافين من خليج المكسيك

قال باحثون أمس (الاربعاء) نقلا عن دراسة حديثة، إن اعدادا كبيرة من الدلافين نفقت في القطاع الشمالي من خليج المكسيك بسبب أكبر حادثة تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال العلماء ان الفحوص التي أجريت على أنسجة الدلافين النافقة توصلت الى ان سبب نفوقها التعرض لبقعة الزيت التابعة لشركة بي.بي والناتجة عن انفجار وقع على متن الحفار "ديب ووتر هورايزون" عام 2010.
وقالت الادارة القومية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي ان ملايين البراميل من النفط الخام تسربت الى مياه خليج المكسيك وشوهدت جثث الدلافين فيما بعد على سواحل لويزيانا وألاباما ومسيسيبي.
وقالت ستيفاني فين-واتسون الخبيرة في الاوبئة الحيوانية بالمؤسسة القومية للثدييات البحرية والمشرفة على هذه الدراسة التي أوردتها دورية "بلوس وان"، "تأثرت الدلافين سلبيا بالتعرض للمنتجات البترولية" الناجمة عن تسرب بقعة الزيت. وأضافت "أدى التعرض لهذه المركبات الى الاصابة بأمراض في الكلى والرئة تهدد الحياة، ما أسهم في زيادة الاعداد النافقة من الدلافين في القطاع الشمالي من خليج المكسيك".
وقالت الادارة القومية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، ان أكثر من 1200 من الثدييات البحرية معظمها من الدلافين المدببة الأنف، عثر عليها نافقة أو ملقاة على الشاطئ أو تقطعت بها السبل منذ حدوث التسرب النفطي. وأعلنت الإدارة حدوث وقائع نفوق غير معتادة، وذلك بموجب قانون حماية الثدييات البحرية الصادر عام 1972.
وحتى يتسنى للباحثين فهم سبب النفوق عقدوا مقارنة بين عينات من الأنسجة المأخوذة من 46 من الدلافين بالمنطقة المتضررة من التسرب النفطي وبين 106 من الدلافين التي لم تتعرض لبقعة الزيت.
وتوصلت الدراسة الى ان ثلث عدد الدلافين التي تعرضت لبقعة الزيت عانت من ضرر لحق بالغدة جار الكلوية ما أثر على قدرتها على افراز الهرمونات المهمة، كما اصيبت ايضا باضرار في الرئة بسبب استنشاق ملوثات من الجو.



بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
TT

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

يَندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هُوبَال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد فقط، وتحوّل سريعاً إلى «تريند» على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع الفيديو والأحاديث التي تتناول تفاصيل العمل الذي يجمع للمرة الثالثة بين المخرج عبد العزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل.

يتحدث بطل الفيلم مشعل المطيري، لـ«الشرق الأوسط»، عن السر في ذلك قائلاً: «حين يكون الفيلم مصنوعاً بشكل جيد، فمن المتوقع أن يلقى إقبالاً كبيراً لدى الجمهور»، مشيراً إلى أن «هُوبَال» يحكي قصة إنسانية قريبة للناس، تم سردها في بيئة مغرية وسط الصحراء، مما جعل الكثيرين يتحمسون لمشاهدته.

ويتابع المطيري: «ارتباط الفيلم بالبيئة البدوية جعله جاذباً، ورغم أننا شاهدنا أعمالاً درامية وسينمائية لها علاقة بمجتمعات معينة، فإن البيئة البدوية لم يسبق أن جرى تقديمها بهذا التركيز من قبل، وهذه ميزة زادت من رغبة الناس في مشاهدة العمل». مؤكداً في الوقت نفسه أن الفيلم يناسب جميع أفراد العائلة، وهو ما لاحظه في صالات السينما، التي ضمَّت صغار وكبار السن على حد سواء.

يدور الفيلم حول العزلة في الصحراء والتحديات التي تواجه العائلة بسبب ذلك (الشرق الأوسط)

قصة الفيلم

تدور أحداث فيلم «هُوبَال» في السعودية خلال الفترة التي تلت أحداث حرب الخليج الثانية، ويتناول قصة عائلة بدوية تقرر العيش في عزلة تامة وسط الصحراء جرّاء اعتقاد «الجد ليام»، (إبراهيم الحساوي)، بقرب قيام الساعة بعد ظهور علامات تؤكد مزاعمه.

هذه العزلة تُعرضه لامتحان صعب عندما تصاب حفيدته بمرض مُعدٍ يحتِّم على الجميع عدم الاقتراب منها، الأمر الذي يدفع والدتها سرّاً (ميلا الزهراني) إلى التفكير في تحدي قوانين الجد لإنقاذ ابنتها، وهو ما يصطدم بمعارضة شديدة من زوجها «شنار»، (مشعل المطيري).

سينما الصحراء

ورغم أن العائلة انزوت في الصحراء هرباً من المدينة، فإن مشعل المطيري لا يرى أن «هُوبَال» يأتي ضمن تصنيف سينما الصحراء بالمفهوم الدارج، بل يشير إلى أن له تصنيفاً مختلفاً، خصوصاً أن العمل يتناول فترة التسعينات من القرن الماضي، عن ذلك يقول: «هي فكرة ذكية في توظيف الصحراء في فترة زمنية قريبة نسبياً، كما أن شخصيات الفيلم لم تنقطع تماماً عن المدينة، بل كان بعضهم يرتادها للبيع والشراء، فحياتهم كانت مرتبطة بالمدينة بشكل أو بآخر».

ويشير المطيري هنا إلى أن الصحراء كانت اختياراً في القصة وليست واقعاً محل التسليم التام، مضيفاً أن «المخرج تعامل مع البيئة الصحراوية بدقة كبيرة، من حيث تفاصيل الحياة التي رآها المُشاهد في الفيلم». ويؤمن المطيري بأنه ما زال هناك كثير من الحكايات المستلهَمة من عمق الصحراء وتنتظر المعالجة السينمائية.

مشعل المطيري في دور «شنار» بالفيلم (الشرق الأوسط)

«شنّار بن ليام»

يصف المطيري شخصية «شنار بن ليام» التي لعب دورها بأنه «شخص سلبي، ومخيف أحياناً، كما أنه جبان، وبراغماتي، وواقعي إلى حد كبير مقارنةً ببقية أهله، حيث لم يستطع معارضة والده، وكانت لديه فرصة لعيش الحياة التي يريدها بشكل آخر، كما أنه حاول الاستفادة من الظروف التي حوله». ويرى المطيري أنها من أكثر الشخصيات وضوحاً في النص، ولم تكن شريرة بالمعنى التقليدي لمفهوم الشر في السينما.

ويمثل «هُوبَال» بدايةً قوية للسينما السعودية في مطلع 2025، وهنا يصف المطيري المشهد السينمائي المحلي بالقول: «هناك تطور رائع نعيشه عاماً تلوم آخر، وكل تجربة تأتي أقوى وأفضل مما سبقها، كما أننا موعودون بأعمال قادمة، وننتظر عرض أفلام جرى الانتهاء من تصويرها مؤخراً». ويختم حديثه بالقول: «كل فيلم جيد يسهم في رفع ثقة الجمهور بالسينما المحليّة، وتباين مستوى الأفلام أمر طبيعي، لكن الأهم ألا يفقد الجمهور ثقته بالأفلام السعودية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «هُوبَال» حقَّق أداءً مميزاً في شِبّاك التذاكر في أول 3 أيام من عرضه، وتجاوزت مبيعات التذاكر 30 ألف تذكرة بإيرادات تُقدّر بأكثر 1.5 مليون ريال سعودي.