الإرهاب في باكستان له مصادر أخرى غير «طالبان»

في وقت مبكر من هذا الأسبوع، عندما قتلت إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة السند العقل المدبر لانفجار قنبلة في كراتشي في تبادل لإطلاق النار مع مجموعة من الإرهابيين، فوجئت أجهزة الأمن الباكستانية بحقيقة مفادها: «أن حركة طالبان الباكستانية ليست المجموعة الوحيدة التي لديها أجندة لتعطيل الحياة المدنية في البلاد».
ينتمي الإرهابي الذي قتلته شرطة السند إلى منظمة قومية سندية محظورة تحمل اسم «جيش السندوديش الثوري». وكان الإرهابي متورطاً في انفجار قنبلة، كما صادر مسؤولو مكافحة الإرهاب أسلحة ومواد متفجرة كانت في حيازة المشتبه بهم.
ووفقا لمسؤولين باكستانيين، كان الإرهابي ومنظمته يتلقيان أموالاً من منظمات إرهابية مقرها في إيران والهند. ويُقال إن «جيش السندوديش الثوري» منظمة غامضة تعمل من أجل انفصال مقاطعة السند عن باكستان.
لا تحظى هذه المنظمات القومية في السند بأي دعم شعبي من جماهير السند، حيث فاز حزب الشعب الباكستاني (حزب بينظير بوتو) بالانتخابات البرلمانية من مقاطعة السند منذ سنة 1988.
غير أن هذه المنظمة الإرهابية الغامضة كانت تستمد الدعم المالي والتدريب من وكالات الاستخبارات المعادية لتنفيذ هجمات إرهابية على المراكز الحضرية الباكستانية.
تتبنى هذه المنظمات رؤية علمانية تماماً في عقيدتها الآيديولوجية وتتناقض تماماً مع حركة طالبان الباكستانية ذات العقيدة الدينية.
يقع مقر حركة طالبان الباكستانية بشمال غرب البلاد، في حين أن هذه المنظمات العلمانية المتشددة - الإرهابية تتمركز في الجنوب. وهناك جماعة إرهابية أخرى من هذا القبيل هي «جيش تحرير بلوشستان»، الذي صنفته وزارة الخارجية الأميركية منظمة إرهابية عالمية بصفة خاصة اعتباراً من سنة 2019، وهو مجموعة انفصالية عرقية تضم ما يصل إلى 1000 مسلح يعملون بشكل رئيسي في المناطق العرقية البلوشية في باكستان.
وتعد «جند الله» منظمة إرهابية أخرى نشطة على الأراضي الباكستانية، والمعروفة أيضاً باسم «جيش العدل»، وهي جماعة انفصالية بلوشية عرقية تعمل في إقليم بلوشستان الباكستاني، وهي موجهة في المقام الأول نحو إيران ومناطقها البلوشية العرقية (الصراع الطائفي المعادي للشيعة).
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن حركة «طالبان» باكستان طورت في الأشهر الأخيرة روابط مع المنظمات الانفصالية البلوشية، وربما تباشر تنفيذ ضربات إرهابية مشتركة.
أغلب المنظمات الإرهابية الغامضة الأخرى العاملة في باكستان هي بالأساس فرع عن منظمة «ديوبندي» الأم، «جمعية علماء باكستان» التي نشأت عنها حركة طالبان الباكستانية أيضاً، وإحدى هذه المنظمات «سباه الصحابة باكستان» أو «جيش الصحابة»، وهي مجموعة مناهضة للشيعة نشأت في البنجاب في منتصف سنة 1980، والمعروفة حالياً باسم «أهل السنة والجماعة». يعمل أعضاؤها البالغون 3 آلاف إلى 6 آلاف بصفة رئيسية في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية السابقة، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي، كما تشير التقارير الأمنية.
وهناك تنظيم «عسكر جنجوي»، المصنف منظمة إرهابية أجنبية منذ سنة 2013، ومع الأعضاء البالغين أقل من عدة مئات، يعمل تنظيم «عسكر جنجوي» بشكل رئيسي في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية السابقة، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي، وكذلك في أفغانستان. وبحسب ما ورد لديهم علاقات وثيقة مع كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية.
لدى باكستان وجود كبير من المنظمات الإرهابية الدولية بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية (القاعدة) و«داعش - ولاية خراسان» (داعش خراسان). تأسس تنظيم القاعدة سنة 2014، ويقدر عدد أعضائه بمئات عدة، وقد تورط في هجمات إرهابية في باكستان، بما في ذلك محاولة اختطاف فرقاطة بحرية باكستانية سنة 2014.