الخيبري... سور «البرتقالي» المنيع يجني ثمار صبره

تمسك بناديه في السراء والضراء... ويحلم بارتداء شعار الأخضر في المونديال

الخيبري كان سداً منيعاً في المواجهة المثيرة أمام الهلال (تصوير: محمد المانع)  -  قائد الفيحاء حاملاً كأس الملك بعد النهائي الكبير (تصوير: محمد المانع)
الخيبري كان سداً منيعاً في المواجهة المثيرة أمام الهلال (تصوير: محمد المانع) - قائد الفيحاء حاملاً كأس الملك بعد النهائي الكبير (تصوير: محمد المانع)
TT

الخيبري... سور «البرتقالي» المنيع يجني ثمار صبره

الخيبري كان سداً منيعاً في المواجهة المثيرة أمام الهلال (تصوير: محمد المانع)  -  قائد الفيحاء حاملاً كأس الملك بعد النهائي الكبير (تصوير: محمد المانع)
الخيبري كان سداً منيعاً في المواجهة المثيرة أمام الهلال (تصوير: محمد المانع) - قائد الفيحاء حاملاً كأس الملك بعد النهائي الكبير (تصوير: محمد المانع)

جاءت بطولة كأس الملك السعودي، لتتوج ثمار سنوات من الصبر والكفاح والولاء المطلق لقائد الفيحاء وسده العالي سامي الخيبري، في مشهد قد لا يتكرر كثيرا في ملاعب كرة القدم محليا وعالميا.
وتوج الإنجاز الفيحاوي الكبير مسيرة من الصبر والكفاح والإخلاص لقائد الفريق سامي الخيبري والذي يعد أحد النماذج النادرة في كرة القدم السعودية منذ إقرار نظام الاحتراف وفي ظل بحث اللاعبين عن مصالحهم المالية والأضواء قبل أي شيء آخر.
وجاء الخيبري للفيحاء والفريق حينها في دوري الدرجة الثانية وبقي معه وصولا إلى دوري الأولى وحينما وصل الفريق إلى دوري المحترفين كانت الأنظار تراقبه عن كثب وتلحظ مستوياته وأداءه المميز في خط الدفاع من أجل الظفر بخدماته وخصوصاً من الأندية الكبيرة إلا أنه فضل البقاء في ناديه البعيد عن الأموال الطائلة والأضواء وبات اللاعب الوحيد الذي يستمر مع ناديه لهذه الفترة الطويلة. لكن المنعطف الأهم في مسيرة اللاعب الخيبري والذي رسخ معنى الإخلاص أنه بقي مع الفريق حتى عندما هبط بشكل مفاجئ في الموسم قبل الماضي من دوري المحترفين إلى دوري الأولى وحينها فقد النادي العديد من عناصر الهامة لكن الخيبري أصر على البقاء ورسم مع إدارة ناديه طريق العودة السريعة وهذا ما تحقق من خلال حصد وصافة دوري الدرجة الأولى في النسخة الماضية والتواجد في دوري المحترفين لهذا الموسم.
وبالعودة إلى بداية مسيرة الخيبري مع كرة القدم فقد كانت من خلال نادي الاتفاق بالدمام التي ترعرع فيها حيث مثل الفئات السنية في هذا النادي سواء في درجتي الناشئين والشباب لكنه لم يجد له مكان في تشكيلة الفريق الأول حتى عندما كان الفريق الشرقاوي يلعب بدوري الأولى.
وبدأ اللاعب مسيرته مع برتقالي سدير في العام 2013 مما يعني أنه في طريق قضاء عامه العاشر وهي نصف الفترة التي قضاها في ممارسة كرة القدم.
وبحث اللاعب عن نفسه ونظر بكل جدية لمستقبله من خلال اللعب في نادٍ «بعيد عن ضغوط» واستقر في المجمعة رغم أنه دخل القطاع العسكري لتأمين مستقبله المعيشي لكن عشقه لكرة القدم وطموحه الكبير جعله يجتهد من أجل أن يصل للهدف الذي يسعى إليه عبر معشوقته المستديرة.
وربط اسم الخيبري في السنوات الثلاث الأخيرة بأندية كبيرة كالنصر والاتحاد لكنه لم يكن يلتفت لهذه العروض سواء كانت رسمية أو حتى شفهية بل ركز على رد الجميل للنادي الذي احتضنه وأعطاه الثقة وجعل الإدارة هي من تقرر مصيره بغض النظر عن كونه مرتبطا بعقد حتى أنه لم يضع شروطا لتجديد العقد تساوي قيمته وتأثيره الفني داخل الملعب وقدر الظروف المادية للنادي دون ممارسة أي نوع من المساومات أو لي الذراع.
وزع اللاعب في نفوس زملائه روح التحدي والإصرار والحماس والصبر كذلك طوال الفترة التي تواجد فيها حيث لم يتعرض للإيقاف لأسباب إدارية تتعلق بجانب سلوكي رغم الظروف الصعبة التي مر بها ناديه جراء الهبوط وغيره من الأحداث السلبية التي عادت ما تجلب المشاكل في داخل الأندية. كما أنه عزز العلاقات في أوساط المجتمع الذي يعيش فيه وكان قريبا دائما من وسائل الإعلام وهذا ما جعل التعامل معه مريحا بشكل دائم وفي كل الأحوال.
وواصل الخيبري فرض احترامه على الجميع حيث ظهر أكثر اتزانا وهو يتحدث لوسائل الإعلام بعد نهاية مباراة فريقه في كأس الملك والتتويج من يد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بأغلى البطولات حيث أشاد بما قدمه فريقه وأكد احترام الهلال الكبير مما ساهم في تحقيق هذا المنجز التاريخي.
وبين الخيبري أن الترشيحات الكبيرة التي كانت منصبة لصالح الهلال خففت الضغوط عليهم كلاعبين في فريق الفيحاء وأن هذا الفوز كان تتويجا لجهودهم ومسيرتهم بالفوز على بطل آسيا.
وبعد أن سجلت الأرقام أن فريق الفيحاء أفضل الفرق في بطولة الدوري السعودي للمحترفين وكذلك بطولة كأس الملك من حيث قوة الدفاع والحراسة بالأرقام فقد كان اللاعب الخيبري محقا حينما تحدث عن حلمه بأن يكون أحد عناصر المنتخب السعودي الأول الذي تنتظره مشاركة في مونديال «2022» بعد قرابة «6» أشهر في دولة قطر.
ورغم أن عمره الحالي وصل إلى 33 عاما إلا أن هذا لا يقلل حظوظه في التواجد في أكبر محفل كروي في العالم على اعتبار أن هذا السن لم يمثل عائقا لتواجد نجوم كبار أبدعوا في بطولات المونديال، كما أن الخبرة الكبيرة التي اكتسبها يمكن أن يكون لها الدور الأكبر في تعزيز قوة الدفاع السعودي الذي سيواجه نجوما عالميين كبارا بحجم الأرجنتيني ميسي والبولندي ليفاندوفسكي وغيرهم.
وبالعودة إلى مسيرة الخيبري في الملاعب السعودية فرغم كونه مدافعا إلا أنه سجل أهدافا ستبقى راسخة وخصوصاً أمام الهلال في المباراة الدورية المؤجلة التي سجل فيها الفيحاء فوزا عطل مسيرة الهلال في الدوري وعزز من حظوظ الاتحاد الذي بات قريبا من حصد اللقب بعد غياب طويل.
بقيت الإشارة إلى أن الخيبري لقي تعاطفا واسعا في كافة وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن ظهر متأثرا وبكى طويلا فرحا بالإنجاز والذي ضمن تواجد الفريق أيضاً في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه.


مقالات ذات صلة

النصر يعين عمر هوساوي مساعداً للمدير الرياضي لفريق القدم 

رياضة سعودية عمر هوساوي (الشرق الأوسط)

النصر يعين عمر هوساوي مساعداً للمدير الرياضي لفريق القدم 

أعلن نادي النصر اليوم الثلاثاء تعيين عمر هوساوي، المدافع الدولي السابق، في منصب مساعد المدير الرياضي للفريق الأول لكرة القدم بالنادي.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية علي البليهي سجل هدف فريقه الوحيد في اللقاء (نادي الهلال)

علي البليهي: العبرة بالخواتيم

كشف اللاعب السعودي علي البليهي مدافع فريق الهلال أن العبرة بالخواتيم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
رياضة عربية علي عاشور مدرب الخالدية البحريني وإسماعيل عبد اللطيف لاعب الفريق (الشرق الأوسط)

مدرب الخالدية البحريني: التعاون يلعب في ثاني أقوى دوري بالعالم... وسنبحث عن الفوز

أشار علي عاشور مدرب فريق الخالدية البحريني أن فريقه ولد كبيراً ويهدف للفوز في المباراة ضد التعاون الذي يلعب في الدوري السعودي ثاني أقوى دوري في العالم حسب وصفه.

خالد العوني (بريدة )
رياضة سعودية محمد صلاح نجم ليفربول هل ينتقل للدوري السعودي؟ (أ.ف.ب)

الأندية السعودية تترقب موقف صلاح مع ليفربول

لن تبدأ الأندية السعودية الخطوة الأولى في التعاقد مع مهاجم ليفربول محمد صلاح، وفقاً لمصادر قناة «سكاي».

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية استعرض فريق العمل النتائج التي توصل لها في المرحلة الخامسة (الاتحاد السعودي)

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

كشف فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية عن بلوغ نسبة الإنجاز 81 في المائة حتى الآن، إذ تم توثيق 103 أعوام من تاريخ كرة القدم السعودية.

هيثم الزاحم (الرياض )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.