- الحمل والكولسترول
لدي ارتفاع في الكولسترول، والطبيب يتابع ذلك دون وصف أدوية لي لعلاجه. وأنا حالياً حامل، وطلب مني الانتظار إلى ما بعد الولادة لإعادة إجراء تحليل الكولسترول. لماذا وهو عادة يطلب إجراء التحليل كل 6 أشهر؟ وهل يضر ارتفاع الكولسترول بالجنين؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظي معي أن الحمل البشري يتميز بارتفاع طبيعي في معدلات الكولسترول في دم الأم الحامل، وذلك لتلبية متطلبات الكولسترول اللازمة لنمو الجنين وتطوره. وهي ظاهرة طبيعية جداً؛ لأن جسم الجنين يحتاج كميات عالية من الكولسترول. وتحديداً، فإن مستويات الكولسترول يمكن أن ترتفع بنسبة تصل من 25 إلى 50 في المائة خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، عما كان عليه الحال قبل الحمل.
ويعتبر الكولسترول عنصراً حيوياً للتطور الطبيعي في تكون أغشية خلايا الجنين، وخصوصاً للحفاظ على سلامتها في أداء عملها. أي قدرات النفاذ من خلالها لعديد من العناصر الكيميائية. والكولسترول أيضاً ضروري لإنتاج الهرمونات في جسم الجنين، كما هو الحال في أجسامنا كلنا. والكولسترول تحديداً، مادة خام يصنع الجسم منها عدداً من الهرمونات، والتي من أهمها الهرمونات الجنسية، مثل هرمون الإستروجين والبروجسترون. وهذه الهرمونات الجنسية ضرورية لحمل صحي وناجح. وكذلك الكولسترول مهم لنمو الجهاز العصبي لدى الجنين.
وخلال مرحلة الحمل وتطور نمو الجنين، تتم تلبية احتياجات الجنين الكبيرة من الكولسترول، عبر طريقين: الأول إنتاج جسم الجنين للكولسترول، والثاني إمدادات الكولسترول التي يرسلها جسم الأم إلى الجنين. وبعض المصادر الطبية تشير إلى أن 50 في المائة من الكولسترول الذي يحتاجه الجنين يأتي من الأم.
وإضافة إلى كل هذا، فإن الكولسترول ضروري لإنتاج ثدي الأم كمية الحليب الطبيعي بمكونات صحية خلال الفترة الأولى من الرضاعة. ولذا من الطبيعي؛ بل من الضروري، أن ترتفع معدلات الكولسترول لدى الأم الحامل التي كانت لديها معدلات الكولسترول طبيعية قبل الحمل. وكذلك من الطبيعي أن ترتفع معدلات الكولسترول لدى الأم الحامل التي كانت لديها معدلات كولسترول عالية قبل الحمل.
ولا ينبغي أن تقلق معظم النساء بشأن الزيادة الطبيعية هذه في الكولسترول. وعادة، تعود المستويات إلى مستوياتها الطبيعية في غضون 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة.
وإذا كانت الحامل تعاني من ارتفاع الكولسترول قبل الحمل، فعليها أن تتحدث مع طبيبها عندما تبدأ في التخطيط للحمل، أي قبل الحمل، نظراً لأن بعض أدوية علاج ارتفاع الكولسترول قد لا يُنصح بها أثناء الحمل. وسيقوم الطبيب إما بتغيير الأدوية وإما المساعدة في توضيح طرق أخرى للتحكم في الكولسترول. كما سيراجع ويتابع نسبة الكولسترول في دم الأم الحامل، ويحرص على عدم حصول خفض شديد فيه كما مطلوب عادة لدى غير الحوامل.
- حساسية متأخرة للعطور
تجاوزتُ الثلاثين من العمر، ولم أكن أشكو من أي حساسية. وخلال السنوات القليلة الماضية تكررت لدي الحساسية من الزهور وبعض العطور. هل يمكن أن أُصاب بالحساسية في هذه الفترة من العمر؟
- هذا ملخص أسئلتك. وصحيح أن غالبية حالات الحساسية تبدأ في مراحل مبكرة من العمر، إلا أن من الممكن جداً أن تنشأ الحساسية في المراحل التالية بعد البلوغ، كما هو الحال لديك.
وبداية، من الضروري أن تتم مراجعة الطبيب لتأكيد أن تشخيص الأعراض التي تشعرين بها هو حساسية.
ولاحظي أن الحساسية تنشأ عندما يكتشف الجسم نوعاً من المواد ويصنفها كـ«مواد غريبة»، مثل حبوب اللقاح أو مركبات كيميائية في العطور، أو مواد في وبر الحيوانات الأليفة، أو بروتينات أطعمة عدة. ثم تحصل حالة من النشاط المفرط في درجة استجابة الجهاز المناعي عند التعرض لها من أجل مكافحتها.
وللتوضيح، تتطور حساسية الجسم (جهاز المناعة) للمواد المسببة للحساسية، على مرحلتين: تسمى المرحلة الأولى «عملية التحسس»، وفيها يستجيب (يتفاعل) جهاز المناعة لبعض المواد عن طريق تكوين أجسام مضادة تسمى «غلوبولين إي المناعي». واعتماداً على نوع المواد التي نشأت ضدها الحساسية، مثل حبوب اللقاح أو العطور أو الطعام، يضع جهاز المناعة هذه الأجسام المضادة في مناطق الجسم، مثل الممرات الهوائية في الأنف والفم والحلق والقصبة الهوائية والرئتين في حالات حبوب اللقاح أو العطور، ومثل الجهاز الهضمي في حالات الحساسية من مواد موجودة في بعض الأطعمة، وكذلك في الجلد أو مناطق أخرى من الجسم.
وإذا تعرض المرء لهذه المادة المسببة للحساسية مرة أخرى، فإن جسمه يطلق مواد التهابية، بما في ذلك مادة الهيستامين الكيميائية. ويؤدي هذا إلى تمدد الأوعية الدموية، وتشكيل المخاط، والحكة الجلدية، وتضخم أنسجة مجرى الهواء. ويهدف رد الفعل التحسسي هذا إلى منع دخول المواد المسببة للحساسية، ولمقاومة أي تهيج أو عدوى قد تسببها المواد المسببة للحساسية. ولذا بشكل أساسي، يمكن التفكير في الحساسية على أنها «رد فعل مبالغ فيه» تجاه تلك المواد المسببة للحساسية. ثم تتكرر استجابة الجسم بالمثل عندما يتعرض لمسببات الحساسية في المستقبل.
ولدى معظم الناس يبدأ ظهور أعراض الحساسية لأول مرة في سن مبكرة. وعلى سبيل المثال، يعاني واحد من كل 5 أطفال من نوع من الحساسية أو الربو. ثم يتخلص عديد من الأشخاص من الحساسية عند بلوغهم العشرينات والثلاثينات من العمر. وخصوصاً المواد المسببة للحساسية الغذائية، مثل الحليب والبيض.
ولكن من الممكن أن يُصاب المرء بالحساسية في أي وقت في حياته، كما قد يُصاب بالحساسية تجاه شيء لم يكن لديه أي حساسية تجاهه من قبل. وليس من الواضح سبب تطور بعض أنواع الحساسية في مرحلة البلوغ.
والحساسية الموسمية من أكثر أنواع الحساسية التي تظهر عند البالغين، وخصوصاً ضد حبوب اللقاح ومسببات الحساسية النباتية الأخرى في أوقات معينة من العام، عادة في الربيع أو الخريف، وكذلك الحساسية من قشور جلد الحيوانات الأليفة، أو مواد كيميائية في بولها أو لعابها. كما تشير بعض المصادر الطبية إلى أن 50 في المائة من حالات الحساسية تجاه أنواع من الأطعمة، تبدأ بعد البلوغ.
والجيد في الأمر -كما تفيد المصادر الطبية- أن غالبية حالات الحساسية التي نشأت بعد البلوغ، تزول بعد تجاوز الخمسين من العمر. وثمة عدة أسباب لذلك، لا مجال للاستطراد في عرضها.
ولكن من المهم مراجعة الطبيب، والتأكد من التشخيص؛ لأن الحساسية مشكلة طبية لا يجدر التهاون في معالجتها. والسبب أنه لا يُمكن توقع درجة تفاعل جهاز المناعة، وقد يكون في بعض الأحيان مزعجاً أو شديداً، وخصوصاً لدى بعض الأشخاص، وبمرافقة بعض الحالات المرضية المزمنة.
استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]