كونتي ينثر سحره على توتنهام المرشح الأول لإكمال المربع الذهبي

طريقة المدرب الإيطالي ساعدت كين على تقديم أفضل ما لديه

بصفقات محدودة طور كونتي من أداء توتنهام (رويترز)
بصفقات محدودة طور كونتي من أداء توتنهام (رويترز)
TT

كونتي ينثر سحره على توتنهام المرشح الأول لإكمال المربع الذهبي

بصفقات محدودة طور كونتي من أداء توتنهام (رويترز)
بصفقات محدودة طور كونتي من أداء توتنهام (رويترز)

ربما تراجع مانشستر يونايتد عن التعاقد مع أنطونيو كونتي بسبب طريقته في العمل وبسبب بقائه لفترات قصيرة مع أنديته السابقة، لكن الطبيعة القاسية للمدير الفني الإيطالي تساعد توتنهام الآن على تقديم أفضل ما لديه - سواء كفريق أو كأفراد - ليصبح المرشح الأقوى لاحتلال المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم تسر الأمور بسلاسة فور وصول كونتي إلى توتنهام، لكن العمل الجاد الذي يقوم به خلال التدريبات بدأ يؤتي ثماره بشكل ملحوظ، والدليل على ذلك أن الفريق يحتل الآن المركز الرابع بعد إزاحة آرسنال بعد هزيمته بثلاثية نظيفة المرحلة الماضية. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن توتنهام كان من بين أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ مطلع العام الحالي، كما لم يعد الفريق يعتمد بشكل كبير على هاري كين وحده.
وقبل تعيين كونتي على رأس القيادة الفنية، كان توتنهام أقل فرق الدوري من حيث المسافات التي يقطعها اللاعبون داخل الملعب. وبالتالي، فإن أهم شيء قام به كونتي هو أنه عمل على تحسين لياقة الفريق، لأن الطريقة التي يعتمد عليها المدير الفني الإيطالي لم تكن لتنجح من دون لياقة عالية. ومن الواضح أن العمل الذي يقوم به كونتي في التدريبات أكثر - وبكل المقاييس - من العمل الذي كان يقوم به سلفه، نونو إسبريتو سانتو، حتى يتقن اللاعبون طريقة 3 - 4 - 3 المفضلة لديه. وعندما كنت في تشيلسي، كنت أرى كونتي في ملعب التدريبات، وكان يعمل بلا هوادة مع اللاعبين من أجل تطوير أداء الفريق ومساعدة اللاعبين على التحسن.
ومن الواضح أيضاً أن هاري كين قد أصبح أفضل كثيراً تحت قيادة كونتي. ويبدو كين أكثر رشاقة وأفضل لياقة، وهو الأمر الذي ساعده على استعادة نشاطه وحيويته بعد موسم طويل شارك خلاله مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. لم يتغير دوره بالضرورة، لأنه يحب دائماً العودة للخلف لاستغلال قدرته الخارقة على التمرير الدقيق، لكن الآن أصبح بإمكان زملائه الانطلاق في المساحات الخالية التي يخلقها. ولم يعد الأمر يقتصر على سون هيونغ مين للقيام بذلك، وهو ما يعني أن كين أصبح لديه خيارات أكبر عندما يجد مساحات خالية للتمرير. ومن المؤكد أن هذا الأمر يرفع الكثير من الضغوط من على كاهل كين، وهو ما ينعكس على أدائه داخل المستطيل الأخضر.
وبالإضافة إلى هاري كين وسون هيونغ مين، وهما الأكثر ثباتاً في خط هجوم السبيرز، يتألق أيضاً الوافد الجديد من يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الماضية ديان كولوسيفسكي. إنه اللاعب الذي كان توتنهام في أشد الحاجة إليه، لأن ستيفن بيرغوين ولوكاس مورا وغاريث بيل حاولوا كثيراً القيام بهذا الدور لكنهم فشلوا في تقديم مستويات جيدة بشكل منتظم. لكن اللاعب السويدي الدولي سرعان ما تأقلم مع الفريق وشكل خط هجوم قوياً للغاية مع سون وكين، وساهم في صناعة الأهداف وأحرز ثلاثة في الدوري.
وفي حين أبرم منافسو توتنهام صفقات محدودة في يناير (كانون الثاني) الماضي، سمح كونتي لأربعة لاعبين بالرحيل، ولم يتعاقد إلا مع كولوسيفسكي ورودريغو بينتانكور، لكنه نجح في تطوير أداء ونتائج الفريق بشكل رائع. لا يزال كولوسيفسكي صغيراً في السن، وهناك بند في عقده يسمح لتوتنهام بالتعاقد معه بشكل نهائي مقابل أقل من 30 مليون يورو (24.75 مليون جنيه إسترليني). في الحقيقة، تعد هذه الصفقة أفضل مثال على كيفية التعاقد مع لاعب كبير بسعر جيد، تماماً كما فعل النادي مع سون، وهو الأمر الذي يمنح توتنهام فرصة لتطوير قدرات اللاعب حتى يشكل ثلاثي هجومي استثنائي إلى جانب كين وسون.
في الواقع، يعد كونتي من أفضل المديرين الفنيين في العالم من حيث تطوير مستوى اللاعبين بشكل فوري، وخير مثال على ذلك هو المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي تعاقد معه في إنتر ميلان بعد أن كان واضحاً أن اللاعب غير مرغوب فيه في مانشستر يونايتد، وحوله إلى مهاجم استثنائي سجل 64 هدفاً في موسمين قبل بيعه إلى تشيلسي مقابل 97.5 مليون جنيه إسترليني.
وفي توتنهام، نجح كونتي في تحويل مات دوهرتي من لاعب لا ينضم إلى قائمة الفريق بانتظام تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو إلى عنصر محوري في خطط اللعب. وفي عام 2022. سجل دوهرتي هدفين وصنع أربعة أهداف أخرى في الدوري، وعاد لتقديم المستويات الرائعة التي كان يقدمها عندما كان لاعباً في ولفرهامبتون.
وعلاوة على ذلك، فإن خروج توتنهام من مسابقتي المؤتمر الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي ساعد كونتي كثيراً، لأنه كان بحاجة إلى متسع من الوقت في التدريبات من أجل مساعدة لاعبيه على إتقان طريقة اللعب التي يعتمد عليها. إن استراحة اللاعبين من بعض المباريات من أجل خوض مباريات المؤتمر الأوروبي كانت مفيدة بعض الشيء، لكن هذا كان يعني حدوث اضطراب في التدريبات بسبب تغيير التشكيلة الأساسية للفريق كثيراً.
وبالتالي، كان من الأفضل للفريق التركيز على عدد أقل من المباريات، لأن قضاء أسبوع كامل في إعداد وتجهيز اللاعبين يجعلهم يتمتعون بلياقة بدنية أفضل ويصلون إلى قمة مستواهم خلال المباراة التي يلعبونها كل أسبوع. إن هذا يُمكن اللاعبين من الاستعداد جيداً للمباراة، ويعني أنه لا يمكن أن تكون هناك أعذار في حال تحقيق نتائج سلبية.
وفي وقت من الأوقات، كان الأمر يبدو وكأن كونتي عاجز عن إعادة النشاط والحيوية إلى توتنهام، ولمح إلى أنه مستعد للرحيل بعد هزيمة الفريق أمام بيرنلي في أواخر فبراير (شباط) الماضي، حيث قال المدير الفني الإيطالي: «ربما لست جيداً بما يكفي»، رغم وجود الكثير من الأدلة على عكس ذلك تماماً. لا أعرف لماذا قال ذلك - ربما أراد الضغط على مسؤولي توتنهام - لكن يبدو أن هذه الرسالة قد حققت الهدف منها، بالنظر إلى النتائج والمستويات الرائعة التي يحققها الفريق منذ ذلك الحين. لقد أظهر كونتي أنه بارع في التعامل مع كل الأمور، سواء داخل أو خارج الملعب، من أجل مصلحة الفريق في نهاية المطاف.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.