«أهلاً سمسم» في موسمه الخامس يبتكر دمية على كرسي متحرك

برنامج للأطفال يعزّز اللطف تجاه النفس وتقبّل الاختلاف

الشخصيات الدمى تحمل رسائل إنسانية
الشخصيات الدمى تحمل رسائل إنسانية
TT

«أهلاً سمسم» في موسمه الخامس يبتكر دمية على كرسي متحرك

الشخصيات الدمى تحمل رسائل إنسانية
الشخصيات الدمى تحمل رسائل إنسانية

حين يؤثر برنامج للصغار في تطلعات الكبار، عندها يمكن الاطمئنان إلى عمق المحتوى. لدى برنامج «أهلاً سمسم» على «mbc3»، و«روتانا كيدز»، و«سات 7»، و«نور سات» اللبنانية، قدرة متفوقة على تمرير المعلومة والإقناع السلس بالقيم البشرية. وهو ليس وعظياً ولا يكترث لإلقاء الخطاب أو التلقين الببغائي. يدرك فن الأسلوب. من خلال الشخصيات - الدمى، يشعر الطفل بأنه بأمان، يستطيع الاعتراف بمشاعره المتقلبة والتعامل بمرونة مع الصعوبات. الأروع: تقبّل الآخر.
تحضر المشكلة ويحضر أيضاً الحل. فالبرنامج لا يخدع الطفل ليوهمه أنّ الحياة وردية. يقول له ببساطة إنه مُعرّض للتأزّم والخيبة، وعليه أولاً أن يكون لطيفاً مع نفسه، فذلك لا يقل أهمية عن مبدأ اللطف تجاه الآخرين. نحو نصف ساعة مدّة كل حلقة، ولا وقت تضيّعه على خواء وسخافات تملأ برامج الأطفال. يتحمّل فريق من الكتّاب والمنتجين والفنانين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المسؤولية الكبيرة. فالطفولة مثل الإسفنجة، أي امتصاص خاطئ يعرّض الصغار للضياع، وأي معلومة ملغومة وفكرة مضللة ستعلق في الذهن ويكون من الصعب إزاحتها وإقناع الطفل بخطورتها.
الشخصيتان الرئيسيتان: «جاد» و«بسمة»، تجمعهما صداقة صافية مع شخصيات أخرى، بعضها من البشر، تحمل رسائل إنسانية. الحوارات محفّزة، تواجه الطفل مع مهاراته ونقاط قوته، وتذكره بأهم قواعد السعادة: التصالح مع النفس. المنحى إيجابي، والغيوم السوداء مصيرها الزوال. لا بأس بالشعور بالحزن ولا مفر من سطوة الغضب. فهذه «مشاعر طبيعية»، بشرط أن تجد مَن تخبره بأحزانك فيشاركك لحظاتك السيئة. يحفّز البرنامج الصغار على البوح باعتباره سبيلاً إلى استراحة الروح. والأرواح، حتى الطرية، بحاجة إلى مَن يهتم بها، بالحب والإصغاء والحضن.
تطلّ «أميرة» (8 سنوات)، الشخصية الدمية الجديدة للموسم الخامس. «فتاة» تشعّ بالحياة، تمتلئ بالأمل، وتحوّل «الإعاقة» إلى طاقة. تعرّضها لـ«إصابة في النخاع الشوكي» جعلها عاجزة عن المشي، فتستبدل بالقدمين الكرسي المتحرك بنفسجي اللون، أو العكازتين. المهم هي الخطوات. لا تخجل من الحديث عن تجاربها وشغفها بالعلوم والمرح وكرة السلة. تساعد أصدقاءها على إدراك المفاهيم الجديدة وتشاركهم الخبرات بصبر.
تشكّل هذه «الدمية» إلهاماً لملايين الأطفال العرب في العالم. لا تشتكي من قدرها، ولا تعترض على ما سلبتها إياه الحياة. تعوّض «النقص» بالامتلاء الداخلي والثقة بالنفس؛ ومن خلالها يرتقي الطفل نحو قيم عليا، كتقبّل الاندماج الاجتماعي، والاعتراف بالآخر ورفض إصدار الأحكام. الحقيقة الوحيدة هي الإنسانية.
تتحدث المديرة الأولى والمنتجة المشرفة على البرنامج إيستي بردناشيفلي بإعجاب عن «أميرة». تقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تتحدّى الصورة النمطية التي قد تكون لدى كثيرين عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنّ رغبة ألحّت لتقديم «شخصية جديدة ذات إعاقة واضحة، تستخدم كرسياً متحركاً أو عكازات لتمثيل تجارب العديد من الأطفال والعائلات في الشرق الأوسط والعالم». وتُكمل أن «الإعداد لها تطلّب نحو عامين، بتوجيه من مستشاري الإدماج والإعاقة الذين ساعدوا في ضمان أن تمثل حركاتها ومظهرها إعاقتها بالشكل الصحيح». يحلو لها التذكير بأهمية «تطبيع الصداقة واللعب بين الأطفال من مختلف القدرات والإعاقات، وتشجيع ثقتهم وحبهم للذات والآخرين، بغض النظر عن قدراتهم الجسدية».
تشغل إيستي بردناشيفلي المنحدرة من جورجيا والمهاجرة إلى الولايات المتحدة، منصب المديرة الأولى والمنتجة المشرفة في «ورشة سمسم»، وتُشرف بشكل مباشر على التطوير الإبداعي وإنتاج برنامج «أهلاً سمسم». نسألها عن الأشياء التي يبحث عنها الفريق عند إعداد شخصية جديدة. تصف الأمر بـ«الممتع للغاية، إلا أنه يتطلّب الكثير من التفكير والبحث المدروس». تشرح: «في (ورشة سمسم) نبحث دائماً عن طرق لزيادة التمثيل وسد الثغر المتعلقة بتعلّم الأطفال وفهمهم للعالم. لكل شخصية في برامجنا هدف ودور مهم تلعبه في تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية الحاسمة، التي تخلق أساساً قوياً للتعلّم مدى الحياة والنجاح في المدرسة وخارجها. يجب أن تكون الشخصيات قابلة للتعبير والتمثيل، ولكن نولي اهتماماً كبيراً أيضاً لأن تكون الشخصية جذابة ومضحكة ومثيرة لانتباه الأطفال وخيالهم. جميع الشخصيات مصممة بعناية، مع مراعاة أهداف البرنامج التعليمية والتنموية».
لا تسع البهجة إيستي بردناشيفلي حين تتكلم عن «أميرة» كابنة من بناتها. تصفها بـ«الذكية والفضولية، تجسّد شيئاً من جميع الأطفال الذين لا بدّ أنهم يرون أنفسهم فيها. وتمثل جميع الفتيات اللاتي يعشقن العلوم والرياضة وقد لا يرين أنفسهن ممثَّلات على الشاشات وفي برامج الصغار». تراها «نموذجاً يُحتذى به لجميع الأطفال ليكونوا فضوليين، يكتشفون ما حولهم ويتعلمون المزيد. ففضول (أميرة) يتجلّى من خلال شغفها بالعلم ومعرفة الحقائق الشيّقة. تدرك أنه من أجل التعلّم، علينا تجربة أشياء مختلفة».
البرنامج حاصل على جوائز، وهو يشكل جزءاً من مبادرة إنسانية وليدة شراكة بين مؤسسة «ورشة سمسم» و«لجنة الإنقاذ الدولية» (IRC)، هدفها معالجة الآثار المدمّرة للأزمات والنزوح، عبر تسهيل التعليم المبكر والرعاية للأطفال ومقدّمي الرعاية المتضرّرين من الصراعات والأزمات. يُنصح بمشاهدته.


مقالات ذات صلة

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

يوميات الشرق استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، أحمد المسلماني، أنه لن يتم تغيير اسم قناة «النيل الدولية»، في إشارة إلى اقتراح مطوري القناة تغيير الاسم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا شعار «بي بي سي» على مقرها في لندن (إ.ب.أ) play-circle

«بي بي سي» تعتذر لترمب عن تحرير خطابه وترفض مطالبته بالتعويض

اعتذرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، عن تحرير خطاب له ليبدو وكأنه دعا إلى العنف، لكنها رفضت طلبه بالتعويض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
عروض ثقافية وفنية متنوّعة شهدها اليوم الأول من الفعالية (واس)

مبادرة «انسجام عالمي 2» تُطلق «أيام الثقافة البنغلاديشية» في الرياض

أطلقت وزارة الإعلام السعودية فعاليات «أيام الثقافة البنغلاديشية» ضمن مبادرة «انسجام عالمي 2»، التي تُقام بالتعاون مع هيئة الترفيه بحديقة السويدي في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها

«الشرق» تحتفي بـ5 سنوات من النمو والريادة

تحتفي شبكة «الشرق» التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)» بـ5 سنوات على انطلاقتها، في محطة فارقة لمسيرتها أعادت خلالها رسم ملامح الإعلام العربي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق داخل استوديو القناة (الشرق للأخبار)

قناة «الشرق» تثبت حضورها عربياً بعد 5 سنوات من إطلاقها

أتمّت «الشرق للأخبار» التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) خمس سنوات على انطلاقها عام 2020 لتتحول من «قناة» إلى «شبكة» متعدّدة المنصات.

«الشرق الأوسط» (الرياض - لندن)

أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم يُفتتح في طوكيو

زوّار يلتقطون صوراً أمام أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم في طوكيو باليابان (أ.ف.ب)
زوّار يلتقطون صوراً أمام أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم في طوكيو باليابان (أ.ف.ب)
TT

أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم يُفتتح في طوكيو

زوّار يلتقطون صوراً أمام أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم في طوكيو باليابان (أ.ف.ب)
زوّار يلتقطون صوراً أمام أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم في طوكيو باليابان (أ.ف.ب)

افتُتح في طوكيو، الجمعة، أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم، بعد أكثر من 40 سنة على ابتكار هذه السلسلة من الشرائط اليابانية المصوّرة وألعاب الفيديو، التي استحالت ظاهرة ثقافية عالمية.

نُشرت سلسلة «دراغون بول» للمرة الأولى عام 1984 في مجلة «شونين جامب» اليابانية، وحظيت بشعبية واسعة بين الفئات الشابة اليابانية، وأصبحت واحدة من أكثر شرائط المانغا المصوّرة مبيعاً على الإطلاق. وقد انبثق منها عدد كبير جداً من المسلسلات التحريكية والأفلام وألعاب الفيديو.

أعلنت شركة «توي أنيميشن» عن افتتاح أول متجر «دراغون بول» في العالم داخل مركز تسوّق بالقرب من محطة طوكيو. وأرفقت بيانها بعدد من الصور تظهر المساحة الداخلية للمتجر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

زائر متجر «دراغون بول» يلتقط صورة وأمامه تمثال لشخصية سون غوكو في طوكيو (أ.ف.ب)

وكانت الشركة قد أعلنت أنّ افتتاح المتجر في العاصمة اليابانية يأتي بعد الذكرى الأربعين لسلسلة «دراغون بول» التي صادفت العام الفائت.

يتميز سقف المتجر بديكور مزخرف جداً يُصوّر شخصية من السلسلة، بينما تُعرَض تماثيل غوكو، بطل السلسلة، بأشكال متنوعة في أنحاء المتجر.

ومن بين المنتجات المُباعة سلاسل مفاتيح وقمصان ودبابيس تحمل صور شخصيات «دراغون بول» الشهيرة.

يابانيون يمرون بجوار إعلان عن أول متجر مخصص لـ«دراغون بول» في العالم يُفتتح في طوكيو باليابان (أ.ف.ب)

تتناول هذه الشرائط مغامرات فتى يُدعى سون غوكو يجمع كرات بلورية سحرية تحتوي على تنانين من مختلف أنحاء العالم للمساعدة في حماية الأرض. ويقاتل عدداً كبيراً من الأعداء خلال مغامراته.

بيعت 260 مليون نسخة من الشرائط في العالم حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أي بعد 40 عاماً من إطلاقها، بحسب دار «شويشا» الناشرة لها.


«كليوباترا»... استدعاء قصة الملكة المصرية مسرحياً

معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«كليوباترا»... استدعاء قصة الملكة المصرية مسرحياً

معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)

استعادت دار الأوبرا المصرية دراما الملكة كليوباترا، عبر إحدى ليالي اللغة العربية بعنوان «كليوباترا... عروس الشرق»، خلال أمسية وعرض لكورال على مسرح الجمهورية (وسط القاهرة)، مساء الخميس.

تأتي الفعالية والعرض بالتعاون بين إدارة النشاط الثقافي والفكري بدار الأوبرا ومنتدى جامعة الإسكندرية للشعر والفنون، حيث استعرضت الأمسية المسرحيتين الشهيرتين «مصرع كليوباترا» لأمير الشعراء أحمد شوقي، و«كليوباترا» للشاعر الإنجليزي وليم شكسبير، فى قراءة تحليلية تتناول رؤيتَي العملين حول الشخصية التاريخية وما حملته من دلالات إنسانية وفكرية وجمالية فى أدبَي الشرق والغرب، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

ويتخلل الأمسية، التي تعالج المسرحيتين، فقرة فنية لكورال جامعة الإسكندرية بقيادة الدكتورة شريهان الحديني، ومن إعداد وإشراف الدكتورة نجوى صابر، تأليف ومعالجة درامية الدكتور محمد مخيمر، وإخراج محمد بهجت، وإشراف شهاب محروس مدير رعاية الشباب بجامعة الإسكندرية، وقد سبق أن قدمت تلك الأمسية بمسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» وحققت نجاحاً لافتاً.

وتناول أحمد شوقي قصة الملكة المصرية البطلمية كليوباترا في مسرحيته الشهيرة «مصرع كليوباترا» مركّزاً على علاقتها بمارك أنطونيو وأجواء الإسكندرية في ذلك الحين، والصراع في معركة أكتيوم عام 30 قبل الميلاد، الذي أسقط مصر في يد الرومان، وانتهاء العصر اليوناني البطلمي في مصر.

الملصق الدعائي للأمسية والعرض المسرحي (وزارة الثقافة)

في حين تناول وليم شكسبير قصة كليوباترا من زاوية أخرى عبر قصة أنطونيو وكليوباترا مع إبراز شخصية أوكتافيوس، صديق أنطونيو الذي أصبح غريمه فيما بعد وهزمه في معركة أكتيوم، لكن مع التركيز على الروابط العاطفية والاجتماعية في القصة حتى انتحار كليوباترا.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أي عرض مسرحي هو مكسب للمسرح، خصوصاً حين يحمل أسماء كبيرة كموضوع للعمل المسرحي مثل الملكة كليوباترا صاحبة القصة الدرامية الثرية، أو حين يحمل العرض أسماء كُتاب كبار لم يطفئ الزمن بريق أسمائهم مثل وليم شكسبير أو أحمد شوقي».

ويثمن «الدمج بين اثنين من القمم مثل شكسبير الذي يُعد عالمياً أبا الدراما الحديثة، وأحمد شوقي (أمير الشعراء)»، مضيفاً: «وأعتقد أن التعامل مع النص المسرحي شعرياً يعطي إضافة مهمة للعمل».

ويتابع: «طرح ومناقشة وتقديم عرض كليوباترا مسرحياً، سواء عن نصوص كبيرة لشكسبير أم أحمد شوقي، وعرض الكورال المصاحب، أعتقد أن هذا يضيف كثيراً للحركة المسرحية».

كانت دار الأوبرا المصرية قد استضافت، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «باليه كليوباترا»، الذي قدمته فرقة باليه القاهرة بقيادة إرمينا كامل، وأوركسترا وموسيقى محمد سعد باشا. وتناول الباليه القصة التاريخية لكليوباترا ملكة مصر وزواجها بمارك أنطونيو الذي اقتسم حكم الإمبراطورية الرومانية مع أوكتافيوس بعد قتل يوليوس قيصر، ثم إعلان أوكتافيوس الحرب ضد كليوباترا ومارك أنطونيو وهزيمتهما في معركة أكتيوم البحرية ونهايتهما المأسوية بعد انتصار خصمهما.


مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)

أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، أحمد المسلماني، أنه لن يتم تغيير اسم قناة «النيل الدولية»، في إشارة إلى اقتراح من العاملين في القناة بتغيير الاسم ليكون أكثر شمولاً تحت شعار «ENN»، اختصاراً لـ«شبكة مصر الإخبارية»، ضمن خطة تطوير القناة، وهو الاسم الذي أثار جدلاً وتعليقات «سوشيالية» رافضة، خصوصاً أن هذا الشعار كان في السابق لقناة إثيوبية.

وقال المسلماني في بيان، الجمعة، إنه استطلع آراء أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للإعلام حول تغيير اسم قناة «النيل الدولية» إلى «ENN» ولم ينل الاقتراح قبولاً لدى عدد منهم، وقال إن «التطوير الكبير الجاري في القناة بالاسم الحالي (نايل تي في إنترناشونال) مستمر، ولن يتم عرض المقترح بتغيير الاسم رسمياً في اجتماع المجلس».

وكانت الإعلامية المصرية دينا عثمان، رئيسة قناة «نايل تي في إنترناشونال»، قد تحدثت من قبل عن اقتراح تغيير اسم القناة لتحمل اسم «شبكة مصر الإخبارية»، قدمه فريق التطوير بالقناة ضمن تصور لاستعادة المشاهد، وهو ما أثار انتقادات وتعليقات «سوشيالية» أشار بعضها إلى أن هذا الاسم المختصر «ENN» كان اسم قناة إثيوبية، وردت دينا على هذه التعليقات قائلة في تصريحات صحافية: «أما القناة الأفريقية التي يتحدث عنها بعض معارضي الاقتراح فهي قناة خاصة، عملت لمدة عامين وتم إغلاقها عام 2018».

وأرجعت سبب الاقتراح إلى «الخلط بين (نايل نيوز) و(نايل تي في)، مما أدى لتراجع المشاهدة والتأثير الخارجي»، مشيرة إلى أن قيادات القناة تدعم التطوير والتجديد في ظل أي شعار.

من جانبه، أشاد رئيس «الوطنية للإعلام» بجهود أسرة القناة، وقال إن «تطوير قناة (النيل الدولية) على رأس أولوياتنا»، مشيراً إلى «الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به في بث رسالة مصر الحضارية بالإنجليزية والفرنسية إلى أكبر عدد من المشاهدين»، وفق بيان «الهيئة».

وعدّ أن اختزال البعض عملية التطوير في تغيير الشعار هو رأي متعسف لا يستند إلى معرفة جادة بحقائق التطوير الشامل الذي تعمل عليه أسرة القناة.

القناة جربت الشعار الجديد حاملاً ألوان علَم مصر (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعدّ قناة «النيل الدولية» من القنوات الرائدة في الوطن العربي في التوجه للعالم الخارجي؛ إذ انطلقت عام 1994، وتبث برامجها بالإنجليزية والفرنسية على أربعة أقمار اصطناعية، مما يجعلها تغطي مدى كبيراً وتعبر عن صوت مصر الموجّه للخارج.

وبحسب عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوي، فإن «ما يُطرح من تغييرات مرتبطة باسم أو شعار قناة لا يمس جوهر الإعلام»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التطوير يجب أن يرتبط بصناعة المحتوى، وجوهر المادة الإعلامية المقدمة، وتدريب وتأهيل الكوادر المختلفة في مجال الإعلام، والارتقاء بالاستوديوهات، مما يؤدي لتطويرات ملموسة في الشاشة بشكل عام، لكن الحديث عن تغيير الشعار أو الاسم يدخل في إطار (الفرقعات الإعلامية)»، ولفت مكاوي إلى أن هذه المرة الثانية التي يُقترح فيها ضمن التطوير تغيير أسماء قنوات ويتم التراجع عنه، وعدّ ذلك «أموراً شكلية، والمهم في التطوير هو التركيز على صناعة المحتوى».

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي إطلاق اسم «موليوود» على قناتين في قطاع النيل للقنوات المتخصصة، ليصبح اسم قناة «نايل سينما» هو «موليوود سينما»، ودمج قناتَي «نايل دراما» و«نايل كوميدي» في قناة «موليوود دراما»، إلا أنها تراجعت عن الاقتراح بعد اعتراض عدد من الشخصيات الإعلامية البارزة وانتقادهم المقترح، باعتبار أن اسم «قنوات النيل» أصبح ماركة «و«براند» يجب الحفاظ عليه واستثماره وتسويقه في التطوير.

وترى أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة سارة فوزي، أن «الانتقادات لتغيير اسم (النيل الفضائية) لم تكن من الجمهور فقط، ولكن عدداً من أساتذة وخبراء الإعلام دخلوا، خصوصاً أنه ظهر مع البحث تشابه الشعار الجديد مع قناة إثيوبية».

ووصفت سارة «السوشيال ميديا» بأنها أصبحت بمثابة «السلطة الخامسة؛ فهي لا تراقب فقط وسائل الإعلام، ولكن مجالات أخرى كثيرة، ومن هنا كان تأثير الانتقادات فعالاً»، وفق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، موضحة: «نرى ذلك في تأثير (السوشيال ميديا) عموماً، واستجابة وزارة الداخلية للعديد من الفيديوهات التي تُنشر بها تجاوزات في الشارع والتحقيق فيها فوراً».

وحول تغيير اسم القناة قالت: «هذا التغيير يحدث، ولكن في حالات محددة، حين تتغير ملكيتها أو تُدمج مع قنوات أخرى، فمن المنطقي أن تريد الإدارة الجديدة صناعة (براند) يخصها، لكن التغيير هنا غير منطقي؛ فهي ما زالت تتبع الدولة، ولا يصح أن نطلق عليها (شبكة)؛ فهي لا يوجد بها أكثر من قناة أو ظهير رقمي»، وفق تعبيرها.