موريتانيا لا ترى «مبرراً» لانسحاب مالي من «دول الساحل»

توفد وزير خارجيتها إلى باماكو في مهمة لرأب الصدع

صورة لجنود ماليين أثناء دورية مع جنود من قوة «تاكوبا» بالقرب من حدود النيجر أغسطس 2021 (رويترز)
صورة لجنود ماليين أثناء دورية مع جنود من قوة «تاكوبا» بالقرب من حدود النيجر أغسطس 2021 (رويترز)
TT

موريتانيا لا ترى «مبرراً» لانسحاب مالي من «دول الساحل»

صورة لجنود ماليين أثناء دورية مع جنود من قوة «تاكوبا» بالقرب من حدود النيجر أغسطس 2021 (رويترز)
صورة لجنود ماليين أثناء دورية مع جنود من قوة «تاكوبا» بالقرب من حدود النيجر أغسطس 2021 (رويترز)

وصفت موريتانيا قرار انسحاب مالي من مجموعة دول الساحل الخمس بأنه «غير مبرر»، بينما قررت أن توفد وزير خارجيتها إلى باماكو من أجل الحديث مع السلطات الانتقالية المالية حول الموضوع، فيما وصف بأنه محاولة لإنقاذ المجموعة التي تأسست عام 2014 لمحاربة الإرهاب، وتضم بالإضافة إلى البلدين كلا من النيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
التعليق الموريتاني جاء على لسان الوزير الناطق باسم الحكومة محمد ماء العينين ولد أييه، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع أسبوعي للحكومة مساء الأربعاء، طرح فيه سؤال حول الموقف الموريتاني من قرار سلطات مالي، فرد الوزير بأن «لكل دولة سياستها الخاصة التي تنطلق منها لاتخاذ مواقفها، ولا أحد يمكنه أن يفرض على أي طرف مبدأ التشاور».
وأضاف الوزير أن موريتانيا تعتقد أن «اختلاف أو تباين الآراء حول تسيير جهاز من أجهزة مجموعة دول الساحل، حتى ولو كان قمة الرؤساء، لا يبرر تعليق دولة عضويتها أو الانسحاب»، وذلك في إشارة إلى المبرر الذي قدمته باماكو لسحب عضويتها، بالقول إن هنالك من بين دول الساحل من يعارض توليها للرئاسة الدورية للمجموعة، بحجة الظروف التي تمر بها». واختلفت مواقف دول الساحل الخمس حول الوضع في مالي، حيث ترفض النيجر وتشاد التعامل مع العسكريين الانقلابيين في مالي، بينما تلتزم موريتانيا الصمت تجاه الأوضاع السياسية في جارتها الشرقية، وتحاول أن تقود وساطة بين الأطراف لتجاوز الأزمة».
وأوضح الوزير الموريتاني أن دول الساحل «تأخذ بكل اهتمام» ما سيترتب على القرار المالي، ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الوضع الأمني في دولة مالي هو السبب الرئيس الذي دفع إلى إنشاء مجموعة دول الساحل عام 2014، وأكد أن «نفس الإشكالات الأمنية ما تزال مطروحة اليوم في مالي». وقال الوزير إن خروج دولة مالي من مجموعة دول الساحل الخمس «من الأكيد ستكون له تأثيرات كبيرة على المقاربات بصفة عامة» في المنطقة، مشددا على أن «موريتانيا سعت وستسعى على أن تتخطى مجموعة دول الساحل العقبات المطروحة أمامها».
وتشكلت مجموعة دول الساحل الخمس في العام 2014، ويوجد مقرها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتهدف بالأساس إلى محاربة الإرهاب المتصاعد في المنطقة، وفق مقاربة أمنية وتنموية، ولذلك الغرض أطلقت الدول المنضوية في المجموعة قوة عسكرية مشتركة عام 2017، ولكنها ظلت تعاني من مشاكل في التسليح والتدريب». وفي إطار تمسكها بالمشروع، قررت السلطات الموريتانية، (الثلاثاء) الماضي، أن توفد وزير خارجيتها محمد سالم ولد مرزوك، إلى باماكو من أجل الحديث مع السلطات الانتقالية في مالي حول قرار الانسحاب من مجموعة دول الساحل، والعمل على تجاوز الخلاف الحاصل مع بعض دول المجموعة، وفق ما أكد مصدر دبلوماسي موريتاني لـ«الشرق الأوسط».
وفي ظل المساعي الموريتانية لرأب الصدع، قال رئيس النيجر محمد بازوم إن القوة المشتركة التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس «ماتت» بعد إعلان مالي الانسحاب منها، محملا السلطات الانتقالية في مالي مسؤولية فشل المشروع». وقال بازوم في مقابلة مع صحيفة لاكروا الفرنسية، نشرت أول من أمس، إن «مجموعة دول الساحل الخمس ماتت» مشيرا إلى أن «عزلة باماكو في غرب أفريقيا أمر سيئ للمنطقة كلها».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.