الحوثي يفرض تقاليده المذهبية على التجار ويجبرهم على دفع الإتاوات

وزير الإعلام اليمني السابق لـ («الشرق الأوسط»): المتمردون ينقضون المواثيق منذ عقود

الحوثي يفرض تقاليده المذهبية على التجار ويجبرهم على دفع الإتاوات
TT

الحوثي يفرض تقاليده المذهبية على التجار ويجبرهم على دفع الإتاوات

الحوثي يفرض تقاليده المذهبية على التجار ويجبرهم على دفع الإتاوات

ذكر وزير سابق في الحكومة اليمنية وعضو في البرلمان أن ميليشيا الحوثي عملت على استنزاف أموال التجار في اليمن، إذ فرضت عليهم إتاوات «خدمة مقابل المال»، وذلك في عدد من المناسبات، ومنها حدث المولد النبوي.
وقال علي العمراني، وزير الإعلام اليمني السابق، خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيا الحوثي لطالما عرف عنها خرق الهدنة وعدم الالتزام بالمواثيق التي توقعها، في إشارة منه إلى الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، مضيفًا: «هذا ديدنها.. ميليشيا الحوثي تخرق الهدنات ولا تلتزم بالمواثيق منذ نحو 10 أعوام». وحول مخرجات حوار الرياض، التي من بينها التأكيد المطلق للشرعية الدستورية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، والعمل بكل الوسائل على رفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه، وتأمين عودة مؤسسات الدولة الشرعية إلى اليمن، أفاد وزير الإعلام اليمني بأن إعلان مؤتمر الرياض «إنفاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» يمثل أملا جديدا لليمن، وهو خطوة لإعادة اليمن إلى وضعه الطبيعي من حرب الميليشيا، وحرب الفوضى.
وأضاف: «ميليشيا الحوثي تقوم بفرض الإتاوات (خدمة مقابل مال) وفرضها على التجار بوسائل متعددة، كما يشترط على التجار الاحتفالات بالمولد النبوي وفرض تقديم الأموال لتلك الميليشيات».
ولفت العمراني إلى أن التجار الذين لا يساهمون في تقديم الأموال يتعرضون للقتل، وأعمال السرقة، في حين أكد العمراني وهو أيضا عضو البرلمان اليمني أن على الحكومة اليمنية ضرورة إيجاد منطقة آمنة وخالية من أي خطر بشكل سريع حتى يمكن إيصال المساعدات الإنسانية للداخل اليمني.
وذكر وزير الإعلام اليمني السابق أن الحكومة اليمنية لا بد أن تعمل من الداخل اليمني، انطلاقًا من البند الأول للبيان الختامي لمؤتمر الرياض الذي جاء فيه: «عودة مؤسسات الدولة الشرعية إلى اليمن لممارسة مهامها وصلاحياتها كافة».
من جانبه، أكد محمد بن قاسم النقيب، عضو البرلمان اليمني، أن ميليشيا الحوثي تعتبر سفك الدماء ودمار المدن انتصارًا لها تحققه، مؤكدًا خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن كل المؤشرات توضح نجاح مؤتمر الرياض، إذ إن هناك إجماعا على ما ورد في وثيقة الرياض.
يشار إلى أن الرئيس اليمني شن في الجلسة الختامية لمؤتمر الرياض «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» هجومًا على المتمردين الحوثيين، موضحًا أنهم لا يشكلون إلا 10 في المائة من محافظة صعدة التي يقدر سكانها بنحو 470 ألف، مضيفًا في حينه أن «المتمردين يريدون أن يفرض نظرياته الجديدة على 25 مليونا من الشعب اليمني التي لا يستطيعون قبولها».
وأكد هادي أن تلك الميليشيات قامت بتجنيد الأطفال وعمدت إلى الكذب عليهم، وقالت إن الرصاص لن يقتلهم إذا لبسوا الدروع الواقية، موضحًا أن جماعة الحوثي عبارة عن زمرة صغيرة آمنت بهذا الفكر ولا تستطيع الوصول إلى أي حل إلا تدمير اليمن، مشيرًا إلى أن هذه السياسة تقف خلفها إيران. ومضى قائلاً: «إن جماعة الحوثي يقولون له أنت المهدي المنتظر، وآخرون من جماعته يقولون له المهدي المنتظر سينزل إليك وستصعدون على خيول بيضاء وستحرر الخليج وستحرر فلسطين».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.