الأمم المتحدة تحض روسيا وأوكرانيا على استئناف محادثات السلام

منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث (إ.ب.أ)
منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تحض روسيا وأوكرانيا على استئناف محادثات السلام

منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث (إ.ب.أ)
منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث (إ.ب.أ)

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، روسيا وأوكرانيا إلى «أن تبنيا» على التواصل والتنسيق الذي جرى لإنجاز عمليات الإجلاء من «ماريوبول»؛ من أجل استئناف محادثات السلام المتوقفة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن العمليات الناجحة لإجلاء المدنيين والمقاتلين من «مجمع آزوفستال للصلب» في مدينة ماريوبول، «ترسم معالم طريق العودة نحو مفاوضات أوسع لإنهاء النزاع المدمر».
وأضاف في تصريح للصحافيين بجنيف: «تلك العمليات لم تكن لتحدث لولا التعاون بين روسيا الاتحادية والسلطات الأوكرانية». وتابع: «أعتقد أن النجاح النسبي للتعاون، وهو بالتأكيد أفضل مما كان عليه في الأسابيع السابقة من الحرب، يشير إلى أن هناك ما يمكن البناء عليه».
ودعا إلى استئناف المحادثات المتوقفة التي استضافتها تركيا، وشدد على «ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات».
وكانت تركيا استضافت اجتماعاً بين مفاوضي موسكو وكييف في إسطنبول، وآخر بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني ديميترو كوليبا في أنطاليا خلال مارس (آذار) الماضي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال إنه يريد تمهيد الطريق لعقد قمة في إسطنبول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لكن كييف قالت هذا الأسبوع إن المحادثات «معلقة»، وحملت موسكو مسؤولية الفشل في إيجاد مجالات للتسوية.
وشدد غريفيث على الحاجة الملحة لتصدير الحبوب الأوكرانية، وقد عاد المسؤول الأممي لتوه من زيارة لمنطقة القرن الأفريقي حيث دفعت موجات الجفاف المتتالية ملايين الناس إلى الفقر المدقع وحافة المجاعة.
قبل بدء غزو روسيا جارتها في فبراير (شباط) الماضي، كانت أوكرانيا تعدّ سلة خبز العالم؛ إذ كانت تصدر عبر موانئها 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية شهرياً.
ويمثل ذلك 12 في المائة من إنتاج القمح العالمي، و15 في المائة من الذرة، و50 في المائة من زيت دوار الشمس.
لكن مع إغلاق الموانئ الأوكرانية، حذرت الأمم المتحدة بأن الحرب تفاقم أزمة الغذاء العالمية التي قد تؤدي إلى سنوات من الجوع الجماعي.
وأردف غريفيث: «يجب القيام بذلك على وجه السرعة؛ لأن الصوامع في أوكرانيا تمتلئ بالحبوب من الموسم الماضي؛ والحصاد المقبل بات قريباً». وتابع أن أوكرانيا «تحتاج إلى مكان لتخزين تلك الحبوب، ويجب إيصال حبوبها إلى الدول التي تحتاج إليها». وأضاف منسق مساعدات الأمم المتحدة: «يجب توزيع تلك المحاصيل، ويحتاج العالم إلى السلام في أوكرانيا؛ تماماً كما يستحقه شعب أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».