احتدام «حرب طرد الدبلوماسيين» بين روسيا والغرب

موسكو لوّحت بـ«الدرع النووي» وأعلنت دخول «إس 500» للخدمة

الأمين العام لحلف «الناتو» مع سفيري السويد وفنلندا خلال حفل تقديم البلدين طلبي انضمام لـ«الحلف» في بروكسل أمس (رويترز) وفي الإطار جندي روسي لدى تقديمه للمحاكمة في كييف أمس بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» لقتله مدنياً (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف «الناتو» مع سفيري السويد وفنلندا خلال حفل تقديم البلدين طلبي انضمام لـ«الحلف» في بروكسل أمس (رويترز) وفي الإطار جندي روسي لدى تقديمه للمحاكمة في كييف أمس بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» لقتله مدنياً (أ.ف.ب)
TT

احتدام «حرب طرد الدبلوماسيين» بين روسيا والغرب

الأمين العام لحلف «الناتو» مع سفيري السويد وفنلندا خلال حفل تقديم البلدين طلبي انضمام لـ«الحلف» في بروكسل أمس (رويترز) وفي الإطار جندي روسي لدى تقديمه للمحاكمة في كييف أمس بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» لقتله مدنياً (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف «الناتو» مع سفيري السويد وفنلندا خلال حفل تقديم البلدين طلبي انضمام لـ«الحلف» في بروكسل أمس (رويترز) وفي الإطار جندي روسي لدى تقديمه للمحاكمة في كييف أمس بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» لقتله مدنياً (أ.ف.ب)

احتدمت أمس حرب «طرد الدبلوماسيين» بين روسيا والغرب المستمرة منذ شهرين على خلفية تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أمس، أنها قررت طرد عشرات الدبلوماسيين الفرنسيين والإيطاليين والإسبانيين من أراضيها، رداً على إجراءات مماثلة اتخذتها هذه الدول. وقالت الخارجية الروسية إنها استدعت السفير الفرنسي في موسكو، بيير ليفي، وأعربت له عن «احتجاجها الشديد على قرار السلطات الفرنسية الاستفزازي وغير المبرر إطلاقاً لإعلان 41 موظفاً في البعثات الدبلوماسية الروسية في فرنسا شخصيات غير مرغوب فيها». وأعلنت إجراءً جوابياً بطرد 34 موظفاً في المؤسسات الدبلوماسية الفرنسية في روسيا. كما استدعت الخارجية الروسية السفير الإسباني ماركوس غوميس مارتينيس، وأبلغته قرار طرد 27 موظفاً في سفارة إسبانيا بموسكو وقنصليتها العامة في سان بطرسبرغ. من جهتها، أفادت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو أبلغت البعثة الدبلوماسية الإيطالية كذلك بطرد 24 دبلوماسياً إيطالياً كإجراء جوابي.إلى ذلك، لوّحت موسكو مجدداً، أمس، بقدراتها النووية، ورأت أنها تشكّل ضمانة لكبح جماح «أولئك الذين يعملون على دفع الوضع إلى حرب عالمية ثالثة». وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري مدفيديف، أن الدرع النووي الروسي «يساعد في ضمان استقلال البلاد منذ سنوات كثيرة».
واستعرض نائب رئيس الوزراء المسؤول عن التطوير العسكري، يوري بوريسوف، القدرات العسكرية الروسية. وقال إن أنظمة الدفاع الجوي «إس 500»، التي تشمل وظائف الدفاع الجوي والصاروخي، بدأت الدخول للخدمة.
في سياق متصل، تقدمت فنلندا والسويد، أمس، بطلبين رسميين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في تحول كبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجها البلدان على مدى عقود.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذه الخطوة التي وصفها بـ«التاريخية»، وقال إنه يعتقد أن مساعي البلدين للانضمام إلى الحلف ستكلل بالنجاح، على الرغم من الاعتراضات التي أثارتها تركيا على طلبيهما.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن العلم الأميركي ارتفع مجدداً أمس فوق سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الأوكرانية كييف، معتبراً ذلك «خطوة بالغة الأهمية» في الدعم الذي تقدمه واشنطن للجانب الأوكراني في دفاعه عن أرضه.
وفي كييف، أقرّ جندي روسي بتهمة قتل مدني أوكراني بالرصاص أمام محكمة في العاصمة الأوكرانية؛ حيث بدأت أول من أمس محاكمة مرتبطة بجرائم حرب منذ اندلاع حرب أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
... المزيد


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
TT

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين، بهدف دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاع الطاقة النظيفة.

ووفقاً للإشعار الصادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي، ستزيد الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية والبولي سيليكون المصنوعة في الصين إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كما ستُفرض رسوم بنسبة 25 في المائة على بعض منتجات التنغستن، بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، بعد مراجعة الممارسات التجارية الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاء القرار بعد فترة تعليق طويلة، حيث أشار الممثل التجاري الأميركي، في سبتمبر (أيلول)، إلى احتمال اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة، في بيان: «زيادة التعريفات الجمركية هذه تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الضارة التي تنتهجها جمهورية الصين الشعبية. وستكمل هذه الإجراءات الاستثمارات المحلية التي أطلقتها إدارة بايدن-هاريس لتعزيز اقتصاد الطاقة النظيفة وزيادة مرونة سلاسل التوريد الحيوية».

وفي تقرير يوم الخميس، تم ذكر أن المسؤولين الأميركيين والصينيين سيعقدون اجتماعات تجارية هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، قبل نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي، شددت واشنطن القيود المفروضة على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة، بينما ردت بكين بحظر صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، إضافة إلى تشديد ضوابط صادرات الغرافيت.

وتهيمن الصين على سوق هذه المواد، وتعمل الولايات المتحدة على تأمين مصادر بديلة في أفريقيا وأماكن أخرى. ويعد التنغستن معدناً استراتيجياً حيوياً آخر تهيمن الصين على إنتاجه، وليست الولايات المتحدة، مما يجعل كوريا الجنوبية مورداً محتملاً. ويستخدم التنغستن في صناعات متنوعة مثل الأسلحة، وأنابيب الأشعة السينية، وخيوط المصابيح الكهربائية.

وانخفضت واردات الولايات المتحدة من المعدن من الصين إلى 10.9 مليون دولار في عام 2023 من 19.5 مليون دولار في العام السابق.

وبعد حظر بكين تصدير الغاليوم والمعادن الأخرى إلى الولايات المتحدة، يرى المحللون أن التنغستن قد يكون أحد المجالات التي قد ترد فيها الصين. وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تصاعدت التوترات التجارية، حيث كان قد تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية. بينما عدَّ الرئيس جو بايدن هذا النهج خاطئاً، وأبقى على التعريفات التي فرضها ترمب خلال ولايته الأولى مع تبني استراتيجية أكثر استهدافاً.

وقد شهدت الصين زيادة كبيرة في إنتاج المركبات الكهربائية الرخيصة والألواح الشمسية والبطاريات، في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لدعم هذه الصناعات في الولايات المتحدة. وتتهم أميركا الصين بدعم صادراتها بشكل غير لائق، ما يمنح مصنعي الألواح الشمسية وغيرها ميزة غير عادلة في الأسواق الخارجية، حيث تبيع هذه المنتجات بأسعار منخفضة بفضل الدعم الحكومي. كما تفرض الصين ضغوطاً على الشركات الأجنبية لتسليم التكنولوجيا.

وتشكل الصين أكثر من 80 في المائة من سوق الألواح الشمسية في جميع مراحل الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مما يجعلها تهيمن على هذا القطاع بشكل واضح. وقد جعلت اقتصاديات الحجم الضخم في صناعة الطاقة الشمسية المنتجات الصينية أقل تكلفة، بينما قامت بتوجيه سلاسل التوريد إلى داخل الصين. وقد دعت وكالة الطاقة الدولية الدول الأخرى إلى تقييم سلاسل توريد الألواح الشمسية الخاصة بها ووضع استراتيجيات للتعامل مع أي مخاطر.

وفي بداية عام 2018، فرضت إدارة ترمب تعريفات بنسبة 30 في المائة على واردات الألواح الشمسية الصينية، وقد تقدمت بكين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بدعم مشتريات المركبات الكهربائية بشكل غير عادل.

واختتمت التحقيقات التي دفعت الممثل التجاري الأميركي إلى اتخاذ قرار بزيادة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية بتقرير صادر في مايو (أيار)، مما أسفر عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات الكهربائية، الحقن، الإبر، القفازات الطبية، أقنعة الوجه، أشباه الموصلات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، وغيرها. كما تم رفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 100 في المائة بدلاً من 25 في المائة، في حين ارتفعت الرسوم الجمركية على بطاريات الليثيوم الصينية إلى 25 في المائة بعدما كانت 7.5 في المائة.