القوات الأوكرانية تتقدم في خاركيف وتستعد لمواجهات دونباس

موسكو تعلن التوصل إلى هدنة في مجمّع «آزوفستال» بماريوبول

TT

القوات الأوكرانية تتقدم في خاركيف وتستعد لمواجهات دونباس

بينما تواصل قوات الجيش الأوكراني هجومها المضاد ضد القوات الروسية في منطقة خاركيف في شمال شرقي البلاد، فإنها تستعد للمواجهات المحتدمة في منطقة دونباس بشرق البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس أن قواتها صدت القوات الروسية، واستعادت السيطرة على جزء من الحدود مع روسيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية. وفي بيان نشرته على «فيسبوك» مرفق بشريط فيديو، يظهر فيه جنود أمام شارة حدودية ملونة بالأصفر والأزرق وهما لونا علم أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع إن «الكتيبة 227 من لواء الدفاع الإقليمي 127 التابع لقوات خاركيف المسلحة، طردت الروس وتمركزت على الحدود». وبحسب الجيش الأوكراني، لا تزال قوات روسية تحاول صد التقدم الأوكراني، بينما دوت صفارات الإنذار في خاركيف في ساعات الصباح الأولى.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، عن إسقاط 3 مقاتلات أوكرانية في حصيلة العمليات العسكرية خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال إن صواريخ جوية روسية دمرت موقعين لقيادة الجيش الأوكراني، بما في ذلك قيادة اللواء ميكانيكي رقم 72 بالقرب من «تسابوفكا» في منطقة خاركوف، وأصابت كذلك 16 منطقة تمركز أفراد ومعدات عسكرية، و8 نقاط إطلاق صواريخ بعيدة المدى، و5 مستودعات للصواريخ والمدفعية بالقرب من «كراسنوليمان» في منطقة خاركوف (أوكرانيا)، و«فلاديميروفكا» و«كونستانتينوفكا» في جمهورية دونيتسك الشعبية، و«بيريستوفويه» في جمهورية لوغانسك الشعبية.
ونتيجة لهذه الضربات، تم -وفقاً للناطق العسكري- تحييد أكثر من 360 عنصراً من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، وتعطيل 78 وحدة من المعدات العسكرية؛ حيث قصفت الطائرات 3 مراكز قيادة، و104 مناطق لتمركز الأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية، ومستودعي وقود.
كذلك، ضربت القذائف الصاروخية والمدفعية الروسية 325 منطقة تمركز أفراد ومعدات عسكرية، و14 مركز قيادة، و24 بطارية مدفعية في مواقع إطلاق النيران. كما أسقطت وسائل الدفاع الجوي الروسية مقاتلتين أوكرانيتين من طراز «سو-25» بالقرب من «يفغينوفكا» في منطقة «ميكولايف»، و«فيليكا كاميشيفاخي»، بالإضافة إلى مقاتلة أخرى من طراز «سو-24» بالقرب من جزيرة زيميني.
ومدّ حلفاء أوكرانيا كييف بالأسلحة والمال لمساعدتها في مقاومة القوات الروسية، والأحد، تعهد حلف شمال الأطلسي تقديم الدعم، طالما اقتضى الأمر. وتعهدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تقديم دعم عسكري «ما دامت أوكرانيا تحتاج إليه». وتخفق روسيا في تحقيق مكاسب ميدانية في دونباس في شرق البلاد، منذ أن جعلت هذه المنطقة أولوية لعملياتها العسكرية، بينما يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.
وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في فيديو نشره مساء الأحد، أن قوات بلاده «تستعد لمحاولات جديدة من روسيا لمهاجمة دونباس، لتكثيف تحركها بشكل ما نحو جنوب أوكرانيا»، مؤكداً أن «المحتلين يرفضون حتى الآن الإقرار بأنهم في مأزق».
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، التوصل إلى هدنة في مجمّع «آزوفستال» للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، لإجلاء الجرحى الأوكرانيين. وقالت الوزارة في بيان: «هناك وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي، وفتح ممر إنساني ينقل من خلاله الجنود الأوكرانيون الجرحى إلى المؤسسات الطبية في نوفوازوفسك» في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية والموالية لروسيا.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.