باحثون: الأطفال المولودون خلال وباء «كورونا» يعانون من صعوبات في التحدث

الأطفال المولودون أثناء الوباء معرضون بشكل أكبر لـ«الفشل الأكاديمي» (أرشيف - رويترز)
الأطفال المولودون أثناء الوباء معرضون بشكل أكبر لـ«الفشل الأكاديمي» (أرشيف - رويترز)
TT

باحثون: الأطفال المولودون خلال وباء «كورونا» يعانون من صعوبات في التحدث

الأطفال المولودون أثناء الوباء معرضون بشكل أكبر لـ«الفشل الأكاديمي» (أرشيف - رويترز)
الأطفال المولودون أثناء الوباء معرضون بشكل أكبر لـ«الفشل الأكاديمي» (أرشيف - رويترز)

أكدت دراستان حديثتان أن الأطفال الذين ولدوا أثناء وباء «كورونا» يعانون من صعوبات في التحدث وتطور الكلام، وهو الأمر الذي قد يؤثر مستقبلاً على مهارات القراءة لديهم أيضاً.
وأشارت الدراستان، اللتان نقلتهما صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى أن أولئك الأطفال «معرضون أيضاً لخطر أكبر لـ(الفشل الأكاديمي) لأن الآباء لم يتمكنوا من إشراكهم في أنواع المحادثات التي تعتبر حاسمة لتطوير اللغة».
واستخدمت الدراستان جهازاً يسمى «مقياس الخطى الحديث»، يقيس مقدار التفاعل اللفظي لدى الأطفال الصغار، حيث يتم وضعه في سترة يرتديها الطفل، ليقوم بتسجيل عدد الأصوات والكلمات والضوضاء الخارجة من فمه، بالإضافة إلى عدد الكلمات التي يتحدث بها الكبار القريبون منه.
وفي الدراسة الأولى، التي أجريت بواسطة منظمة LENA غير الربحية، والتي تبحث في كل ما يخص تعليم الأطفال، قام الباحثون بتحليل تسجيلات جهاز «مقياس الخطى الحديث»، التي تم الحصول عليها من أكثر من 600 رضيع، تتراوح أعمارهم بين يوم وتسعة أشهر، وقد توصلوا إلى أن أولئك الذين ولدوا أثناء الوباء كانوا يتحدثون بشكل أقل في العموم، ويعانون من مشكلات تتعلق بفهم المحادثات والرد عليها.
ووجدت الدراسة الأخرى التي أجرتها جامعة براون الأميركية على أكثر من 1700 أسرة لديها أطفال صغار، نتائج مماثلة إلى حد كبير.
فقد أشار الباحثون إلى أن الأطفال الرضع كانوا يعانون من انخفاض كبير في الأداء اللفظي بعد تفشي وباء كورونا «لأن آباءهم البالغين كانوا يجرون عدداً أقل من المحادثات معهم».
ولفت فريق الدراسة إلى أنه، نتيجة للاضطرابات المتعلقة بوباء كورونا، سيحتاج ما يقرب من ثلث طلاب المرحلة الابتدائية إلى «دعم مكثف ليصبحوا قراء بارعين».
ومع ذلك، لم تتطرق أي من الدراستين إلى ما إذا كانت أقنعة الوجه قد لعبت دوراً فيما يتعلق بتعلم الكلام واكتساب مهارات التحدث.
وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت جامعة يورك في المملكة المتحدة دراسة أظهرت أن الأقنعة تجعل من الصعب على الأطفال التعرف على الوجوه، وبالتالي يمكن أن تؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي وتكوين صداقات.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الكثير من خبراء الصحة منذ تفشي الوباء إلى أن أقنعة الوجه تمنع عقول الأطفال من التطور بشكل صحيح، مؤكدة أنهم يحتاجون لرؤية تعبيرات وجوه نظرائهم وآبائهم ومعلميهم حتى تتوسع مداركهم بالشكل الصحيح.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.