روسيا تواصل الضغط العسكري في شرق أوكرانيا وغربها

بلينكن وكوليبا ناقشا المساعدات الأمنية... ولندن تتحدث عن «خسائر فادحة» لموسكو

عنصر من الدفاع المدني في مركز ثقافي دُمر بفعل القصف في بلدة درهاشي بشرق أوكرانيا أمس (أ.ب)
عنصر من الدفاع المدني في مركز ثقافي دُمر بفعل القصف في بلدة درهاشي بشرق أوكرانيا أمس (أ.ب)
TT

روسيا تواصل الضغط العسكري في شرق أوكرانيا وغربها

عنصر من الدفاع المدني في مركز ثقافي دُمر بفعل القصف في بلدة درهاشي بشرق أوكرانيا أمس (أ.ب)
عنصر من الدفاع المدني في مركز ثقافي دُمر بفعل القصف في بلدة درهاشي بشرق أوكرانيا أمس (أ.ب)

واصلت روسيا ضغطها العسكري الشديد، أمس (الأحد)، في شرق أوكرانيا وغربها، وذلك بتوجيه ضربات صاروخية عدة.
فقد استهدفت صواريخ روسية «عالية الدقة»، خلال الليل، مركزَي قيادة أوكرانيين وأربعة مستودعات ذخيرة مدفعية بالقرب من زابوريجيا وباراسكوفيفكا وكونستانتينوفكا ونوفوميكايلوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس.
ودمرت القوات الجوية الروسية قاذفتي صواريخ من طراز «إس - 300» ونظام رادار في منطقة سومي، وفق الوزارة التي أضافت أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي غرب البلاد، قال مكسيم كوزيتسكي حاكم منطقة لفيف إن أربع ضربات صاروخية أصابت البنية التحتية العسكرية في منطقة يافوريف بالقرب من الحدود البولندية، في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأحد). وذكر كوزيتسكي في منشور على تطبيق «تليغرام»: «تدمَّر الجسم تماماً». وفي وقت سابق، قالت قيادة جوية إقليمية في أوكرانيا إن عدة صواريخ أطلقت على منطقة لفيف من البحر الأسود في الساعات الأولى من صباح الأحد.
لكن رغم هذا الضغط العسكري الروسي، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أمس (الأحد)، إن روسيا تكبدت خسائر فادحة. وتوقعت الاستخبارات البريطانية أن تتعثر القوات الروسية في محاولتها غزو شرق البلاد في مواجهة مقاومة أوكرانية قوية، وقدرت أن الهجوم الروسي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا «فقد زخمه».
ووفق المصدر نفسه، فشلت القوات الروسية في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، ما جعل خطة معركتها «متأخرة بشكل كبير عن الجدول الزمني المحدد». وأضافت أن «روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوة القتالية البرية التي أرسلتها في فبراير (شباط)». وتابعت أنه «في ظل الظروف الحالية، من غير المرجح أن تسرّع روسيا وتيرة تقدمها بشكل ملحوظ خلال الثلاثين يوماً المقبلة».
وجاءت هذه التطورات تزامناً مع اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في برلين، أمس، جرى خلالها تقدم فنلندا بطلب رسمي للعضوية.
وقالت الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التقى مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، وناقشا آخر المساعدات الأمنية الأميركية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن بلينكن «شدد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة الحرب الروسية العدوانية». كما تحدث بلينكن الذي سيترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي الخميس حول نقص الغذاء الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، مع كوليبا حول «البحث عن حل لتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق الدولية».
وشدد زيلينسكي مع ذلك على أن «الوضع في دونباس لا يزال صعباً للغاية. تحاول القوات الروسية تحقيق نصر واحد على الأقل هناك».
وتحاول القوات الروسية التقدم في هذه المنطقة الاستراتيجية في الشرق التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون موالون لروسيا منذ عام 2014، التي جعلتها موسكو هدفها الرئيسي منذ انسحاب قواتها من محيط كييف، في نهاية مارس (آذار) المقبل.
بدوره، وصف الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي الوضع الإنساني بأنه حرج بشكل متزايد، وقال: «نستعد لهجمات كبرى في سيفيرودونتسك وحول محور ليسيتشانسك - باخموت».
وأضاف غايداي، مساء السبت: «منطقة لوغانسك تتعرض باستمرار لنيران عشوائية... لا يوجد غاز أو ماء أو كهرباء على الإطلاق». ويحاول الروس منذ ثلاثة أسابيع عبثاً عبور نهر سيفيرسكي دونيتس على مستوى قرية بيلوغوريفكا.


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.